32

0

محمد ملهاق: " لا خوف من الدفتيريا.. واللقاح هو السلاح الأقوى للوقاية من الأوبئة"

أكد الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق بمخابر علم الجراثيم الطبية، الدكتور محمد ملهاق، أن مرض الدفتيريا لا يدعو للخوف، خاصة بعد أن تمت السيطرة عليه ومحاصرته في بؤرتين فقط بولاية سكيكدة.

صبرينة دلومي

ووفق بيانات مديرية الصحة والسكان، أوضحت أن الوضع الوبائي تحت التحكم التام بفضل التدخل السريع والفعّال للمصالح الطبية والوقائية.

وأوضح ملهاق في تصريح خاص لبركة نيوز، أن مرض الدفتيريا هو مرض معدٍ تسببه بكتيريا تُعرف باسم Corynebacterium diphtheriae، اكتشفها العالمان الألمانيان إدوين كليبز وفريدريش لوفلر ستة 1884، مبرزًا أن خطورة هذا المرض تكمن في السموم التي تفرزها هذه البكتيريا، حيث تُكوّن طبقة سميكة حول الحنجرة تؤدي إلى تضيق المجاري التنفسية العليا وتسبب صعوبة في التنفس، وهي ما يُعرف في الأوساط الطبية بالاختناق الجزئي أو الكامل.

 

وبيّن المتحدث أن أعراض الدفتيريا تتراوح بين خفيفة وخطيرة، وتشمل الحمى، التهاب الحلق، وتورم الغدد في الرقبة، مضيفًا أنه في حال عدم العلاج، يمكن أن تظهر مضاعفات وخيمة مثل التهاب القلب والأعصاب نتيجة انتشار السموم في الدم وتأثيرها المباشر على الأعضاء الحيوية. كما أشار إلى أن فترة حضانة المرض تمتد من يومين إلى خمسة أيام، وهي المدة الفاصلة بين الإصابة وظهور الأعراض.

 

وأشار الدكتور ملهاق إلى أن المرض ينتقل بسرعة في المناطق الموبوءة عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة، مؤكدًا أن اللقاح يظل الوسيلة الأنجع للوقاية، وهو متوفر ومجاني في الجزائر ضمن الرزنامة الوطنية للتلقيح التي تُشرف عليها وزارة الصحة.

 

وشدد الباحث على أن التلقيح ضد الدفتيريا إلزامي للأطفال منذ سنوات طويلة، ويدخل ضمن السياسة الوقائية للدولة الجزائرية، موضحًا أن كل طفل يمتلك دفتر تلقيح رسمي يحدد مواعيد الجرعات الأساسية والمعززة. وأضاف: “الوقاية تبدأ من احترام هذه الرزنامة وعدم التهاون في تلقيح الأطفال في وقتهم المحدد، فالتلقيح أثبت فعاليته لعقود في حماية الأجيال من أمراض معدية خطيرة”.

 

وفي السياق ذاته، عبّر الدكتور ملهاق عن أسفه من ظاهرة التشكيك في التلقيحات التي انتشرت مؤخرًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن مثل هذه الأفكار الخاطئة قد تهدد السلامة الصحية العامة، داعيًا الأولياء إلى عدم الانسياق وراء الشائعات والالتزام بالتعليمات الصحية الرسمية.

 

وأضاف أن ما حدث في سكيكدة هو تنبيه صحي أكثر منه خطر، إذ تمّ التعامل السريع مع البؤرتين المكتشفتين، وتطعيم كل المخالطين بجرعات معززة حتى وإن كانوا ملقحين مسبقًا، في إطار الإجراءات الوقائية التي تهدف إلى تعزيز المناعة الجماعية ومنع انتشار العدوى.

 

وأكد الدكتور محمد ملهاق , على أن الوضع “مستقر وتحت السيطرة الكاملة”، بفضل يقظة السلطات الصحية والتنسيق بين مختلف المصالح، مشددًا على أن “الوقاية بالتلقيح هي السلاح الأقوى ضد أي وباء، والدفتيريا ليست استثناءً من ذلك”.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services