627

1

محمد الشبوكي الشاعر المجاهد الذي كتب اشهر قصيدة ثورية .... "جزائرنا يا بلاد الجدود"

 

 محمد الشبوكي كاتب قصيدة :"جزائرنا يا بلاد الجدود "، والنصر هبوا " الى فلسطين الحبيبة، ابن مدينة الشريعة ولاية تبسة.

     يُعد إرثه الأدبي والثوري جزءًا هامًا من تاريخ الثورة الجزائرية وتراث الأدب العربي ، لذا وجب التذكير بأعماله.

نور اليقين بن ناجي

 محمد بن عبد الله الشبايكي، الملقب بالشيخ الشبوكي، نشأ في عرش الشبايكية، وهي إحدى بطون أولاد حميدة، التابعة للنمامشة، وُلد في عام 1916 م في بحيرة الأرنب، بمدينة الشريعة،ولاية تبسة.

مساره التعليمي 

 بدأالشيخ الشبوكي تعلمه من والده، حيث حفظ جزءًا من القرآن الكريم، ومن ثم انضم إلى كتاب الأسرة حيث حفظ القرآن كاملاً، واكتسب المعرفة بعدد من المتون والشعر العربي القديم.

تلقى دروسًا في اللغة والفقه من الشيخ العربي التبسي، ثم انتقل إلى واحة "نفطة" في ولاية توزر بالجنوب التونسي، حيث تعلم المبادئ العلمية من شيوخ العلماء مثل الشيخ محمد بن أحمد والشيخ إبراهيم الحداد .

 في عام 1934 م، انتقل الشبوكي إلى تونس العاصمة لمواصلة دراسته في جامع الزيتونة، حيث نجح في الحصول على شهادة التحصيل في عام 1942 م.

 ثم عاد الشيخ الشبوكي من تونس إلى وطنه الجزائر، وانضم إلى سلك التعليم في المدارس الحرة تحت إشراف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في عدة مدن، بما في ذلك مدينة تبسة، ومدينة الشريعة، سوق أهراس و كذلك باتنة شرق الجزائر.

نضاله الثوري

حين اندلاع  ثورة التحرير الكبرى في نوفمبر 1954، التحق الشيخ الشبوكي بالنضال في عام 1955 وانضم إلى أول خلية ثورية أسست في الشريعة بولاية تبسة، حيث كُلِّف بالتوجيه والإعلام ونشر الدعاية لصالح الثورة، وتعرض للاعتقال من قبل السلطات الفرنسية في فبراير 1956، وأمضى ست سنوات في المعتقلات الفرنسية حيث تعرض للتعذيب وعانى من ظروف صعبة.

 في السجون، قرأ الشيخ الشبوكي العديد من الكتب الأدبية وقام بدور المعلم لزملائه المعتقلين، وبعد الإفراج عنه في مارس 1962، عاد لمزاولة مهنة التعليم وشغل عدة مناصب في الحياة السياسية والمجتمعية في الجزائر بعد الاستقلال، بما في ذلك عضوية في المجلس الإسلامي الأعلى ورئاسة المجلس البلدي في الشريعة.

 قدم الشيخ الشبوكي العديد من قصائده التي تعبر عن حبه وولائه للثورة والوطن، وأشهر قصائده "جزائرنا يا بلاد الجدود " التي لم تلقى الشهرة بشكل كاف آنذاك ، في الساحة الأدبية الجزائرية والعربية، كما كتب عدة قصائد أصبحت من أشه الأغاني الوطنية.

مساره الأدبي

ألف الشبوكي ديوانا شعريا يحتوي حوالي 121 قصيدة، حملت موضوعات وطنية ودينية وثورية ، تألق في الشعر السياسي وبرزت قدرته في التعبير عن واقع المجتمع وتأثير الحركات السياسية على الأدب بشكل عام. اذ اعتبر جزءًا من جيل الثوار الذين أسهموا في تشكيل وجدان الشعب وتحفيزهم للنضال من خلال قصائده النضالية.

حيث تناول الشيخ الشبوكي قضايا الثورة وعبر عن رفضه للاستدمار الفرنسي بأسلوب شاعري يعتمد على التأثير الشعوري والوجداني.

بعد اندلاع الثورة الجزائرية، كتب الشبوكي نشيد "جزائرنا"، الذي أصبح له تأثير كبير على نفوس المناضلين وأصبح جزءاً لا يتجزأ من المناسبات الوطنية. يظهر في حياته المهنية دوره في التعليم والنضال الوطني، حيث شارك في مختلف المجالس والهيئات الإدارية.

بعض قصائده

 

-       قصيدة " خبروا الدنيا ":

 دوّى صوت البارود وهب الجنود لنصرة الوطن، وقد أقسموا أن يموتوا شهداء أو يبيدوا جمع الأعداء حتَّى تُحرر أرض الجزائر، لأن جبهة التحرير نادتهم قلبوا النداء وأعلنوها حرباً.ضروساً قهرت الأعداء وأيدهم الله فأجاب لهم الدعاء...

-       قصيدة " من ملحمة الثورة ":

 يُحَيّ فيها الشاعر الجبال الصامدة ويحمد الله عز وجل شاكراً، لأن الشعب إن قصد الحياة رامها نصره الله عز و وجل، والمجد لن يناله إلا مَن ضحى من أجله، فالجزائر علمت الدنيا الفدا والحمية وضربت المثل الأعلى في الجهاد وحاربت الدنية وأترعت العدو كأس الذل وطعم الهزيمة، حتى شهدت على ذلك الهضاب وأحبط الأوراس مسعاهم وخذلهم، وكتائب الصحراء رمتهم بالسهام فأوجعتهم وبهذا ضربت جبهة التحرير مثالاً في القيادة والريادة وحررت الوطن من براثن المستعمر وصنعت السيادة.

-       قصيدة "مناجاة نوفمبر":

يتحدث الشاعر في هذه القصيدة عن هذا الشهر الذي خُلَدَ في نفوس الجزائريين بسبب الانتصارات المحققة فيه، فالجزائري لا يرضى الذل والهوان، يضحي بالأرواح والأموال، فثورة نوفمبر أسمعت من به صمم فلا تحتاج إلى مبلغ.

-       قصيدة إلى " النصر هبوا " :

تعدى الشاعر في هذه القصيدة الوطنية إلى القومية إذ تحدث عن فلسطين الأبية، ودعى العرب قاطبة الطرد الغزاة؛ لأن فلسطين ملك لكل المسلمين - نصرها الله -.

-       قصيدة جزائرنا :

 

جزائرنا يا بلاد الجدود .................. نهـضنا نحطم عـنك القيود

ففيك بـرغم العـدا سنسود .............. ونعصف بالظلـم والظـالمين

سلاما سلاما جـبال البلاد ..................... فأنت القلاع لنا والـعماد

وفيك عقدنا لـواء الجهاد ................. ومنك زحـفنا على الغاصبين

قهرنا الأعـادي في كـل واد ................ فلم تجدهم طـائرات العماد

ولا الطنك ينجيهم في البواد .................. فباءوا بأشلائهم خاسـئين

وقائعنا قد روت للورى ........................... بأنا صمدنا كأسد الشرى

فأوراس يشهد يوم الوغى .................... بأنا جهـزنا على المعتدين

سلوا جبل الجرف عن جيشنا .................. يخبركم عن قوى جـأشـنا

ويعلمكم عن مدى بطشنا ....................... بجيش الزعانفة الآثـميـن

بجر جرة الضخم خضنا الغمار........... وفي الأبيض الفخم نلنا الفخار

وفي كل فج حمينا الذمار........................ فنحن الأباة بنو الفاتحين

نعاهدكم يا ضحايا الكفاح .................... بأنا على العهد حتى الفلاح

ثقوا يا رفاقي بأنا النجاح ........................ سنقطف ثماره باسـمين

قفوا واهتفوا يا رجال الهمم ..................تعيش الجبال ويحيا الشمم

و تحيا الضحايا ويحيا العلم ............... و تحيا الدماء، دماء الثائرين

 

وفاته

توفي الشيخ محمد الشبوكي في عام 2005، بعد ما قدمه لوطنه و دفاعه عنه بكل قوة، سواء بالسيف أو بالقلم. كان رجلاً مناضلًا، مجاهدًا، رجل دين، إصلاحي، وسياسي، تحمل الصعاب والمعاناة خلال فترات الحرب وفي ظل الظروف الصعبة التي واجهها في السجون، وكتب اسمه بحروف في ذهب خلدتها أشه القصائد الوطنية التي لا تزال تتردد في مختلف المناسبات.

 

 

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services