283
0
محبة النبي صلى الله عليه وسلم... عنوان خطبة الجمعة لنهار اليوم

تناولت خطبة الجمعة ليوم 28 صفر 1447هـ الموافق لـ 22 أوت 2025م، عنوان محبة النبي صلى الله عليه وسلم.
ماريا لعجال
ونشرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، خطبة الجمعة من إعداد الشيخ زكري سيدي محمد امام الجامع الكبير تلمسان، موسومة بصدى المنابر .
الخطبة الاولى.
الحمد لله الذي أشرقت بنور نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قلوب المؤمنين، ورفع به راية الحق المبين، وجعله رحمة للعالمين، فقال سبحانه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107].
أحمده سبحانه وأشكره على نعمٍ لا تُحصى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، المصطفى الأمين، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله في مثل هذا الشهر - شهر ربيع الأول - أشرق النور وبزغ الفجر وولد خير البشر رسولنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة والنعمة المسداة يقول الله جل في علاه: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زكى الله به نفوس المؤمنين وطهَّر به قلوب المسلمين، وجعله رحمة للعالمين، وحجة على الخلائق أجمعين، صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدًا إلى يوم الدين.
لقد كانت ولادته فتحًا، وبعثته فجرًا، هدى الله به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وأرشد به من الغواية، وفتح الله به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غُلفًا، وكثَّر به بعد القلة، وأعزَّ به بعد الذِّلة.
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خليل الرحمن، وصفوة الأنام، لا طاعة لله إلا بطاعته؛﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80]، ولا يتم الإيمان إلا بتحقيق محبته؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم؛ حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).
كلامنا اليوم عن محبة خاتم المرسلين محمّد صلى الله عليه وسلم، عن محبة أفضل المرسلين محمّد صلى الله عليه وسلم، عن محبة سيد ولد ءادم أجمعين محمّد صلى الله عليه وسلم، عن محبة أفضل العالمين محمّد صلى الله عليه وسلم، اللهّم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمّد صلاة يزداد بها سروره ويتضاعف بها حبوره ويشرق بها علينا نوره وعلى آله وصحبه وسلم.
قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [سورة ءال عمران الآية 31].
وقال سبحانه وتعالى في الآية أخرى عن حبيبه وصفيه: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا ﴾ [سورة الفتح الآية 8-9]. ومعنى تعزروه هنا أيها الأحبة تعظموه، ولما قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: أنت أحب إلي من كل شىء إلا من نفسي قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك" فقال عمر: والله أنت الآن أحَبّ إليّ من نفسي، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " الآن يا عمر " (رواه البخاري).
مع العلمِ أن المحبّة باعتقاد الأعظميّة كانت حاصلة لعمر قبل ذلك قطعًا. أجابَ عمرُ أولاً بحسبِ الطّبعِ، ثم تأمّل فعرفَ بالاستدلالِ أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليه من نفسِهِ لكونِه السبَبَ في النجاة من المُهلِكاتِ في الدنيا والآخرة فأخبرَ بما اقتضاه ذلك، ولذلك حصل الجواب بقولِه: "الآن يا عمر"، أي الآن عرَفْتَ فنطقتَ بما يجِب.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ". (صحيح البخاري).
وعن أنس رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال (أي الرجل) متى الساعة ؟ قال (أي الرسول) وماذا أعددت لها ؟ قال (أي الرجل) لا شىء إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: أنت مع من أحببتَ ؟ قال أنس: فما فرحنا بشىء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم أنت مع من أحببتَ. قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أشد أمتي لي حُبا ناسٌ يكونون بعدي يودُّ أحدهم لو رءاني بأهله وماله".
إخوة الإيمان: كيف لا نحب محمّدًا صلى الله عليه وسلم وهو الذي أُرسل رحمة للعالمين، كيف لا نحبه وهو الذي أُرسل ليُخرجَ من الظلمات إلى النور، كيف لا نحبه وهو قدوتنا وهو الهادي إلى الصراطِ المستقيم، كيف لا نحبه وهو صاحب الخلق العظيم وهو أشرف الخلق والمرسلين.
كيف لا نحب محمّدًاصلى الله عليه وسلم وهو الذي قال فيه ربنا: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴾[سورة النساء ءاية 64].
كيف لا نحبه وهو الذي قال « شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي » كيف لا نعزّره وهو صاحب الشفاعة العظمى، عندما يقول بعض الناس في الآخرة لبعض تعالوا نذهب إلى أبينا آدم ليشفع لنا إلى ربّنا فيأتون إلى آدم فيقول لهم لستُ فلانًا - أي أنا لستُ صاحب هذه الشفاعة - اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحًا فيطلبون منه فيقول لهم ائتوا إبراهيم فيأتون إبراهيم ثم إبراهيم يقول لهم لستُ فلانًا - أي أنا لستُ صاحب هذه الشفاعة - فيأتون سيّدنا موسى فيقول لهم لستُ فلانًا فيقول لهم ائتوا عيسى فيقول لهم لستُ فلانًا ولكن اذهبوا إلى محمّد صلى الله عليه وسلم، فيأتون النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فيسجد رسول الله، فيسجد حبيب الله لربّه فيُقال له ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تُعط.
كيف لا نحب محمّدًا صلى الله عليه وسلم، أيها الأحباب وهو حبيبُ رب العالمين. حبيب خالقنا، حبيب رازقنا، حبيب حافظنا، حبيب كافينا.
عباد الله لقد أكرم الله أصحابَ رسول الله الأخيار بصحبته ورؤيته وسماع كلامه ورؤية أحواله فامتلأت قلوبهم بمحبته حتى صار أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم بل ومن أنفسهم.
سمعت امرأة من الأنصار يوم أُحُد أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قتل فخرجت من المدينة لاستقبال جيش المسلمين العائد، فاستُقبلتْ بأبيها وابنها وزوجها وأخيها أي بخبر مقتلهم في المعركة، فلما مرت على آخرهم قالوا لها أبوك، زوجك، أخوك، ابنك، فتقول: ما فعل رسول الله ؟ فقالوا لها: أمامك. فلما وصلت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذت بناحية من ثوبه ثم قالت " بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي إذا سلمتَ من عطب "
وهذا الصحابي زيد بن الدثنة رضي الله عنه تمكن منه بعض مشركي قريش وأرادوا قتله انتقامًا لقتلاهم في بدر فقال له أبو سفيان بن حرب " أُنْشدُكَ اللهَ يَا زَيْدُ أَتُحِبُ أن مُحمَّدًا عندَنا الآنَ في مكانِكَ نضْربُ عُنْقهُ وَإنَّك في أَهلِكَ ؟ " فقال زيد رضي الله عنه " والله ما أُحبَ أنّ مُحمّدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تُصيبُهُ شوْكة تُؤذيهِ وأنا جالسٌ في أهلي " فقال أبو سفيان " مَا رأيت من الناسِ أحدًا يُحبّ أحدًا كَحُبِّ أَصحابِ مُحمّدٍ مُحمّدًا )
سئل سيدنا علي رضي الله عنه كيف كان حبكم لرسول الله فقال: " كان والله أحبّ إلينا منْ أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمّهاتنا، ومن الماء البارد على الظمإ "
عباد الله لقد حَبَا الله تبارك وتعالى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم مِنَ الشمائل والصفات العَلِيَّة والأخلاق الرَضِيَّة التي تدلل على أنه صلوات الله وسلامه عليه أفضل البشر، وأعظمهم خَلْقاً وخُلُقاً، وأصدقهم حديثا، وأعظمهم أمانة، وأجودهم عطاء، وأشدهم صبرا واحتمالا، وعفوا ومغفرة، وأرحم وأرفق الخَلق، وأكثرهم نفعا، وأصبرهم في مواطن الصبر، وأوفاهم بالعهد، وأشدهم تواضعا.. والاقتداء به صلى الله عليه وسلم مِن أهم ثمرات معرفة شمائله، فلا يُتصَوَّر ممن عرف شمائل وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يحبه ويسارع إلى اتباعه والاقتداء به، واجتناب ما نهى عنه، واتخاذه صلى الله عليه وسلم قدوة في الظاهر والباطن، والعبادات والمعاملات والأخلاق، والتأدب بآدابه في عُسره ويُسره، ومنشطه ومكرهه، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}(الأحزاب:21). قال ابن كثير: "هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله". وقال تعالى: {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ}(الحشر:7). قال ابن كثير: "أي مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه إنما يأمركم بخير وإنما ينهى عن شر"
معرفة الشمائل النبوية تزيد المسلم شوقا إلى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم، والورود على حوضه، والشُرب مِنْ يده الكريمة شربة هنيئة لا ظمأ بعدها. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مِنْ أشد أمتي لي حبا، ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله)
وما عرف النبيَّ صلى الله عليه وسلم أحدٌ إلا أحبه واشتاق إليه، ومن ثم فلا عجب أن يحبه ويشتاق إليه الشجر والحجر. عن سهل رضي الله عنه عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أُحُد جبلٌ يحبنا ونحبه). وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذعٍ، فلما اتخذ المنبر تحول إليه، فحنَّ الجذع، فأتاه فمسح يده عليه) رواه البخاري. وكان الحسن البصري إذا حدث بحديث حَنين الجذع يقول : "يا معشر المسلمين: الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إلى لقائه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه "..
نفعني الله واياكم بالقرآن المبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية:
عباد الله لقد استحسن عمل المولد العلماء في مشارق الأرض ومغاربـها ، ومن هؤلاء العلماء أحمد بن حجر العسقلاّني وتلميذه الحافظ السَخاوي وكذلك الحافظ السّيوطي . والحافظ السّيوطي عمل رسالة لبيان مشروعية هذا الأمر سمّاها : « حُسنُ المَقْصِدِ فِي عَمَلِ المَولِدِ " قال فيها : " فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع ؟ وهل هو محمود أم مذموم ؟ وهل يثاب فاعله أو لا ؟ والجواب عندي : أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرءان ، ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يُمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف » بل هو جدير بأن يسمى سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : « مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَىءٌ »
عباد الله إن ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا، ورغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة هذه الألعاب، فإن بيعها وشراءها من قبل الأطفال ما زال منتشرًا خاصة في شهر المولد النبوي الشريف .وعليه قال اهل العلم لا يجوز بيع وشراء الألعاب النارية فهي تـؤذي بأصـواتها العالية المُزعجـة المرضى، والنائمين، والصغار، والكبار، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا)) ..وفيها إتلاف للمال من غير فائدة، وهـذا من التبذير والإسراف المنهي عنه، يقول الله عز وجل:﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 27] وقال صلى الله عليه وسلم: (( إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ))..وكدلك غير مأمونة الاستعمال، وتؤدي للحوادث والحرائق.. فما أحوج المسلمين إلى التخلق بالأخلاق التي دعانا إليها نبينا صلى الله عليه وسلم، فيشعر بعضنا ببعض، ولا يؤذي أحد منا الآخر، ونتسابق على إزالة الأذى رغبة في الأجر ودفعًا للضرر عن الغير.
فاللهم ارزقنا حبك وحب نبيك صلى الله عليه وسلم، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.
اللهم اجعلنا ممن يسيرون على هدي النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم- ممن يلتزمون أمره، ويُحيون سنَّته، ، ممن تحشرُهم مع الَّذِينَ أَنْعَمتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا…
اللهم إنا نسألك الجنَّة وما قرَّب إليها من قول أو عمل ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ أو عمل،
اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم يا سامع النداء ويا مجيب الدعاء، يا واسع الفضل ويا عظيم المنّة، نسألك اللهم أن ترزق إخواننا في فلسطين فرجًا قريبًا وأمنًا دائمًا، وأن تُزيل وحشتهم وتخرجهم من الضيق إلى سعة رحمتك وعفوك.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، وانصُر عبادك الموحِّدين
للهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح واحفظ ولاة أمورنا. اللهم وفِّقهم لما فيه عزُّ دِينك ونصْر أمَّة الإسلام. اللهم اجعَلْهم هُداةً مُهتَدِين صالحين مُصلِحين.اللهم ارزُقهم البطانةَ الصالحة الناصحة لدِينها وأمَّتها، يا حي يا قيوم.
﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [آل عمران: 8].
﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286].
عباد الله:أنَّ الله يأمُر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القُربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغْي، يعظُكم لعلَّكم تذكَّرون، وأوفوا بعهد الله إذا عاهَدتُهم، ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها، وقد جعَلتُم الله عليكم كفيلًا، إنَّ الله يعلم ما تفعلون.
واذكُروا الله العظيم الجليل يذكُركم، واشكُروه على نِعَمِه يزدْكم، ولَذِكرُ الله أكبر، والله يعلَمُ ما تصنَعون.