215
0
مجاهدون و باحثون في التاريخ يؤكدون.. ديدوش مراد قديس الثورة الجزائرية

إحياء للذكرى الـ 70 لإستشهاد ديدوش مراد و تحت شعار " إذا استشهادنا...دافعوا عن ذكرياتنا..."، أطلقت اليوم، جمعية مشعل الشهيد منتدى الذاكرة بمشاركة شخصيات وطنية و تاريخية و أساتذة و جامعيين، ذلك لمناقشة كيفية حماية الذاكرة و تطبيق مقولة ديدوش مراد في الواقع.
نزيهة سعودي
و في هذا الصدد، توقف الدكتور أحسن تليلاني الباحث في التاريخ و الحركة الوطنية و رئيس مؤسسة الشهيد الرمز زيغود يوسف، عند معركة "بوكركر" و هي قصيدة شعبية انتشرت انتشار واسع تروي أحداث عن المجموعة الستة الذين كانوا رفقة ديدوش مراد.
و أوضح الدكتور أن الشهيد ديدوش مراد كان يلقب ب "سي عبد القادر" وفق تقرير عسكري، مشيراً إلى أنه كان يصر على مواجهة جيش الاحتلال الذين كان عددهم 400 عسكري رغم قلة الأسلحة، مبرزا دور المرأة المحوري و الأساسي في تشجيع المجاهدين و دفعم أكثر للجهاد.
كما أكد الأستاذ تليلاني أن الشهيد ديدوش مراد قديس الثورة الجزائرية و أكثر قائد بصفته كان مندفع للثورة، حيث أقنع بوضياف بأنه لا سبيل لاسترجاع الحرية إلا بالرصاص، منوها بأنه أصغر القادة الستة و أكثرهم علما و ثقافة و يتقن اللغات،كما ساهم في كتابة بيان أول نوفمبر و مقتنع بأن نجاح الثورة يتطلب استشهادهم.
و عن العلاقة بين الشهيد ديدوش مراد و زيغود يوسف، قال الدكتور، أن علاقتهما كانت وطيدة جدا حيث كانا يفضلان الجلوس رفقة بعضهما، لهذا بعد استشهاد ديدوش مراد واصل زيغود يوسف النهج في مكافحة الاستعمار و ازداد شراسة و قوة.
و في السياق ذاته، أوضح بوعلام شريفي مجاهد و ممثل المنظمة الوطنية للمجاهدين حول مسيرة ديدوش مراد و ولادته في حي المرادية شارع ميموزة الذي له تاريخ عظيم، ثم فصل في مرحلة التحاقه بالكشافة الإسلامية الجزائرية و دخوله حياة النضال فتكون و كون فيها أجيال.
كما عرف الحضور بأصدقائه المجاهدين الذين لازالوا أحياء منهم المجاهد قاسي عبد الله عبد الرحمان و المجاهد مخلوف قدور، في حين كان ديدوش مراد من الستة فقد شارك بأفكاره في تحرير ميثاق أول نوفمبر.
و في ختام مداخلته، أكد بأن الشهيد ديدوش مراد ابن الثورة فقد عاش و استشهد من أجل الجزائر، بعدها تم فتح باب للنقاش بين الأساتذة و المجاهدين حول كيفية حماية الذاكرة و تطبيق مقولة ديدوش مراد على أرض الواقع.
الدفاع عن الذاكرة يتطلب قانون لحماية التاريخ الوطني
و من هذا المنطلق، كشف لحسن زغيدي رئيس اللجنة الجزائرية للتاريخ و الذاكرة بأن مراد ديدوش ولد في 14 جويلية و لكن والده أصر على أن لا يتصادف مولده مع عيد الفرنسيين، فكانت عائلته وطنية بينما هو تميز بالعبقرية و مستواه التكويني الذي سمح له خلال تنقله الأخير بكل الحركات و المنظمات الإنسانية في باريس أهلته بالالتقاء بشخصيات معروفة و مثقفة.
و أضاف زغيدي أن ديدوش مراد استنطق مواثيق الحركة الوطنية خاصة في المؤتمر الثاني لحركة انتصار الحريات الديمقراطية، و كان أيضاً قائد لمنطقة الشمال القسنطيني و كان يفكر تفكير استشرافي.
و في هذا السياق، شدد زغيدي على أن الدفاع على الذاكرة يتطلب قانون لحماية التاريخ الوطني، داعيا إلى تأسيس المجلس الأعلى للذاكرة الوطنية ليكون المرجعية الأساسية بمجلس علمي يحمي الذاكرة الوطنية و يكون مسؤول عن حماية التاريخ الوطني.