انطلقت اليوم السبت، فعاليات الطبعة الرابعة من المعرض الدولي لصناعة المشروبات والأغذية السائلة "بيفالج" (BEVALG) بقصر المعارض صافكس – جناح القصبة، والممتد من 4 إلى 7 أكتوبر الجاري، وسط مشاركة واسعة من الفاعلين في القطاع.

 

شروق طالب 

 

ويعد معرض "بيفالج"، حسب تصريحات محافظ المعرض جلال لوز لجريدة "بركة نيوز"، المنصة الوحيدة المتخصصة في الأغذية السائلة والمشروبات غير الكحولية على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط، مشيرا إلى أن المعرض يشكل تقاطع استراتيجي بين متطلبات الأمن الغذائي وحماية القدرة الشرائية، في ظل سعي الجزائر نحو ترقية التنافسية الصناعية الوطنية.

مشاركة نوعية.. واهتمام متزايد بالقطاع

وقد شهدت هذه الدورة مشاركة 60 عارضا، يمثلون أكثر من 180 علامة تجارية محلية ودولية، مما يعكس الديناميكية المتزايدة للقطاع، وارتفاع اهتمام المستثمرين والمصنعين بتطوير منتجات تتماشى مع معايير الجودة والابتكار.

وفيما يخص الجانب المهني، أوضح لوز أن المعرض تجاوز الطابع التقليدي للعرض والتذوق، ليأخذ بعدا أكثر شمولية، من خلال تنظيم منتدى الصناعة الغذائية، الذي يضم خبراء ومختصين ومبتكرين في مجال الأغذية السائلة. 

وسيخصص هذا الفضاء لمناقشة التحديات والفرص في القطاع، وتبادل التجارب والخبرات على مدار أربعة أيام.

سوق واعدة.. ومستهلك دائم

وأكد محافظ المعرض أن السوق الجزائرية تعد من أكثر الأسواق استهلاكا للأغذية السائلة، نظرا لحجم الطلب الذي يشمل مختلف الشرائح العمرية، بما فيها الأطفال والرضع. 

وفي هذا السياق، يرى لوز أن السوق المحلية لا تزال بحاجة إلى تعزيز العرض من حيث الكم والنوع، ما يفتح الآفاق أمام الاستثمار والإنتاج الوطني.

كما شدد على أن عددا من العلامات الجزائرية الراسخة سبقت في التواجد محليا قبل أن تظهر منتجات منافسة تُروج عالميا، وهو ما يعكس عمق التجربة الجزائرية في هذا المجال رغم التحديات، ويؤكد على إمكانيات التطور والنمو في هذا القطاع.

 

تحفيز الابتكار.. ودعم الشركات الناشئة

وتجسيدا للتوجه الجديد الذي تتبناه الدولة الجزائرية، الرامي إلى تشجيع الإنتاج المحلي ومرافقة حاملي المشاريع، كشف لوز أن المعرض ضم أيضا شركات ناشئة قدمت حلول مبتكرة في مجالات متنوعة، منها تصنيع قطع الغيار، تحسين خدمات التسيير الصناعي، وتطوير مشاريع جديدة مثل إنتاج الخميرة السائلة.

هذه الديناميكية حولت المعرض إلى فضاء اقتصادي بامتياز، يجمع بين مختلف الفاعلين من موردين، صناعيين، مستثمرين ومبتكرين، إلى جانب ممثلي المؤسسات المالية كبورصة الجزائر، مما يتيح فرصا لعقد شراكات ثنائية (B2B) أو مباشرة مع الزبائن (B2C)، حسب ماذكره ذات المتحدث.

 

نحو اكتفاء ذاتي مستدام

وختم لوز بأن الطريق نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الأغذية السائلة والمشروبات غير الكحولية ممكن، شرط مواصلة تطوير المنتجات، رفع معايير الجودة، وتوسيع رقعة الاستثمار، لا سيما في ظل توجه الدولة لتشجيع الإنتاج المحلي، وخلق بيئة أعمال جاذبة للمستثمرين والشباب حاملي الأفكار.

وأضاف معرض "بيفالج" بنسخته الحالية، لا يمثل فقط واجهة للعرض والتذوق، بل منصة استراتيجية لرسم ملامح صناعة مستقبلية قادرة على المنافسة إقليميا ودوليا.

منظمة حماية وإرشاد المستهلك ترافق منتجي الأغذية السائلة 

وفي هذا الصدد، أكد مصطفى زبدي، رئيس منظمة حماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، خلال مشاركته في منتدى الصناعة الغذائية على هامش المعرض الدولي للصناعة الغذائية والمشروبات السائلة، أن حضور المنظمة يندرج ضمن جهود مرافقة المنتجات الوطنية التي فرضت وجودها في السوق، بهدف ضمان جودتها وتعزيز الشراكة مع المصنعين.

وأشار زبدي إلى أن هذه المبادرات ساهمت في تقليص نسب السكر في العديد من المنتجات، خصوصًا المستوردة، حيث انخفضت من 38 غ/ل إلى مستويات مقبولة، ما يعكس التزامًا بحماية صحة المستهلك.

وأضاف أن دعم هذه الشعبة الصناعية، التي تسجل نموًا متزايدًا كل عام، يساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوجيه الصناعة نحو ممارسات أكثر مسؤولية وجودة.

 

بورصة الجزائر تقدم خدماتها لمؤسسات الأغذية السائلة 

أكد سفيان سلاوي، مدير الإعلام والاتصال ببورصة الجزائر، أن البورصة تواصل مشاركتها في مختلف المعارض الاقتصادية والتجارية المتخصصة، بهدف استقطاب المؤسسات، خاصة تلك ذات الطابع المساهم، لإدراجها في سوق الأوراق المالية.

وأوضح أن مشاركة البورصة في المعرض الدولي لصناعة المشروبات والأغذية السائلة تشمل جناح خاص, إلى جانب حضور الندوات وتقديم شروحات مباشرة للشركات حول آليات التمويل والإدراج.

وأشار إلى أن البورصة تعتمد مقاربة استباقية بالانتقال نحو المؤسسات لتعريفها بفرص التمويل المتاحة.

كما نوه بالتطور الملحوظ في قطاع المشروبات، مؤكدًا أن العديد من المؤسسات الناشئة باتت تحقق نموًا يؤهلها لدخول البورصة وتوسيع نشاطها.