485
4
الأخت ...نبع العطاء والحنان
الكاتبة فرح فراحتية...10سنوات
كان هناك أخوان يعيشان مع والديهما وكانا يحبانهما حبا شديدا .
الأخت الكبرى بيلسان كان عمرها إحدى عشرة سنة و أخوها أحمد كان عمره أربع سنوات.
كانا يعيشان حياة هادئة و سعيدة مع والديهما، حتى توفيت والدتهما ذات يوم بسبب حادث، أثّر هذا كثيرا فيهما، ولكن ( بيلسان ) رغم ذلك لم تستسلم واعتنت بأخيها سبع سنوات متتالية، وعندما لاحظ والدها أنها تتعب كثيرا في الاعتناء بأخيها أراد الزواج مرة أخرى، وحاول استشارة ابنته.
فناداها و فاتحها في الموضوع قائلا:
"إسمعي يا إبنتي يجب عليك أن تهتمي بدراستك حتى تنجحي في شهادة البكالوريا لذلك أفكر أن أتزوج مرة أخرى كي أخفف عنك مشقة الاعتناء بأخيك".
لكن ( بيلسان ) لم توافق قائلة لأبيها :
" لا تقلق يا أبي فأخي ليس عبئا علي، فهو وصية أمي رحمها الله قبل موتها، أوصتني أن أعتني به لأنها لا تأتمن أحدا غيري عليه، لذلك لايمكنني أن أدع شخصا آخر يهتم بأخي ما دمت حية، إنه أجمل ذكرى من أمي" .
تأثّر الأب بكلام ابنته وعرف أن ( بيلسان ) أشجع مما كان يظنها، و أحس بالفخر لقوة شخصيتها و أنها أصبحت فعلا محلا للثقة.
فأجابها و نظرات الفخر بعينيه :
أنت موضع ثقة أبيك لأنك حافظت على وصية أمك رحمها الله، و من اليوم فصاعدا سأكون أكثر راحة و اطمئنانا على كل شيء ما دامت لي ابنة مثلك ...