219

0

للأبواق الناعقة المشوشة على شرعية جهاد أجيال الأمة .. "هذا بيان للناس"

المعجزة العجيبة أن الشهداء لا يموتون ولا يختارون أنفسهم، وإنما يتخذهم الله شهداء" !!"‬

مصطفى محمد حابس : جينيف / سويسرا.

 

بعد تهجمه على المقاومة الفلسطينية ومناطليها، أثار الداعية الكويتي سالم الطويل جدلا واسعا عبر شبكات التواصل الاجتماعي بتشكيكه في الثورة الجزائرية وعدد شهدائها الابرار!!

وقال الداعية الذي أطلق عليه نشطاء منذ فترة صفة “المتصهين”، إن إحصاء 5 ملايين شهيد في الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية مبالغ فيه، مبديا نوعا من الاعتراض على مقولة “الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد”.

وأن شهداء الجزائر ليسوا شهداء !! و انه لا يجوز لنا ان نقول عنهم انهم شهداء، و أن وصفهم بالشهداء هو تقوّل على الله بغير علم !! و ادعى أنه لا يجوز تسميتهم بالشهداء !!!

وشنّ ناشطون عرب وجزائريون هجوما حادا على الطويل "المتطاول" و وصفوه بـ" شلغومي" المشرق، نسبة الى الإمام المتصهين - كما يسمى في فرنسا - حسن شلغومي، الإمام التونسي المثير للجدل بمدينة درانسي الفرنسية..

 وسحب ناشطون من سجلات أرشيف سالم الطويل سقطاته الدينية وفتاويه الشاذة وتحامله على رموز الخير في الدول وتدخله في مواقف الشعوب، كقوله إن “أهل غزة لم يُأمروا بالجهاد حتى يكونوا شهداء”.   

وأثارت هذه التصريحات ردود فعل واسعة، حيث اعتبرها البعض محاولة لتقليص أهمية الجهاد الفلسطيني ونضال شعبه، وتصويره بشكل يتناقض مع المبادئ الإسلامية التي تدعو إلى نصرة المظلومين والدفاع عن الحقوق.

يذكر أن سالم بن سعد بن سالم الطويل، داعية كويتي، إمام وخطيب مسجد الصقر في منطقة هدية، ومعروف خوضه في مواضيع جدلية وإكثاره من الردود وهو في العقد السادس من عمره.

 

معجزة عجيبة الشهداء لا يموتون ولا يختارون أنفسهم، وإنما يتخذهم "الله شهداء":

 

قال تعالى:" وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ" في تفسير هذه الآية البليغة، يقول العلامة الموريتاني  محمد الحسن ولد الددو أن العبارة " ويتخذ" معجزة عجيبة لأن الشهداء لا يموتون ولا يختارون أنفسهم، وإنما يتخذهم الله شهداء، أي أنه يختارهم لهذه المهمة، و" الاتخاذ" منزلة عظيمة، لأن الله تعالى قال :" واتخذ إبراهيم خليلا". مقام الخُلة يتخذ له الله من اختارهم من خلقه، فاختار إبراهم خليلا كما أختار محمد (ص) خليلا، فالشهداء أيضا يتخذهم الله من خلقه، فهذا اجتباء واصطفاء واختيار لهم!!

فالله لم يقل "و ليكن منكم شهداء!!" أو" ليموت منكم شهداء" أو "ليصير منكم شهداء !!" ، بل قال "وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"، معناه ان "الظالمين" لن يكونوا شهداء، "وليمحص الله الذين أمنوا" ، فهذا امتحان لابد منه، فالمؤمنون يخالطهم من سواهم .. ولكن تلك المخالطة لا بد أن تكون إلى أجل محدد، وتأتي العقبات والعراقيل التي تقف في وجه السائرين على الطريق فيتراجع بها من لا يرتضيه الله لخدمة دينه ومن لا يرتضيه لجنته فأولئك الذين تعهد الله بطردهم عن سبيله !!.

 

الجهاد بين البيان الفقهي واتخاذ القرار السياسي:

 

و للتوضيح فقط فإن الشهادة هي مصطلح ديني محض يخص أصلا المسلمين في نصرة دينهم و دفاعهم عنه .. وتقديم النفس من أجل ذلك، فهذا يعتبر شهادة في سبيل الله، ونيل الشهادة لا يُحصَرُ فقط في الدفاع عن الدين، بل بيّن لنا رسول الله (ص) نيل أنواع من الشهادة في مواطن أخرى، و للوقوف على أهمها، وردا على المتقولين في الدين وما اكثرهم هذه الأيام في المشرق، منهم هذا

الكويتي المدعو سالم وما هو بسالم، رجونا زميلنا الأستاذ الدكتور وليد شاويش عميد كلية الفقه المالكي، جامعة العلوم الإسلامية العالمية، عمان، بالمملكة الأردنية، فهو صاحب اختصاص شرعي متنور وفق مذهب الإمام مالك (رضي الله عنه)، فكتب لنا دراسة مطولة بعنوان : "الجهاد بين البيان الفقهي واتخاذ القرار السياسي"، نقتطف منها الفقرات التالية :

 

 1- الجهاد بين العلم و الإعلام:

الجهاد ليس خطاب سعادة وتعبئة عامة، ولا يعيش في أروقة الأستوديوهات ذات الألوان الفاخرة والأضواء الباهرة، فذلك سيؤدي إلى حَيرة العامة، لأن هذا الخطاب لا يحمل تكليفا إجرائيا بالعمل حسب العلم والاستطاعة، ولا يزيد على كونه شعارات عامة لا تزيد للعامة علما ولا عملا، ولا تحدثهم بإجراءت واجبة بحسب الاستطاعة، فيشعر العامة بمزيد من الحيرة لتراكم هذا الخطاب التعبوي، الخالي من خطاب التكليف، ويَشعر الناس بانسداد الطريق المعرفي الذي هو شرط سابق على التطبيق، وقد يكون هذا الفراغ سببا لحدوث صراعات دموية داخلية بين المسلمين يَسْلَم منها العدو، وتُسفك دماء المسلمين بسبب هذه الفجوة المعرفية.

2- الفقه بتفاصيله أولا ثم البحث النظري في محل الحكم(فتح فلسطين):

فلا بد أولا من تحديد الخطاب الفقهي حسب التفاصيل التامة من قبل المجتهد في الفقه، وهذا ما يعرف اصطلاحا بالاقتضاءات الأصلية والتبعية والنوعية التي تتلخص في تعيين مناطات الأحكام على نحو استقصائي، وأما ظاهرة فقه الواقع التي اخترعها الدعاة فأدت إلى إقصاء البحث الفقهي السابق، وزادت بإلغاء البحث النظري من المجتهدين في الأمن والعسكرية والاقتصاد في محل الحكم وهي فلسطين اليوم، والمجتهد في البحث النظري هم خبراء الاقتصاد والحرب والإعلام وغيرها من التخصصات التي تتولى تقييم محل الحكم وتتخذ الخطط الإجرائية الفعلية المناسبة، وهذه كله محاولة بأن تكون الجماعة الدينية مكتفية ببيان الأحكام ولو على حساب حقائق الشريعة.

3- هدم النموذج الفقهي أصلا والنظري تبعا:

 ولكن مع الأسف نجد أن الفكر الديني المعاصر الذي أعاد النظر في النص وتجاوز المذاهب المتبوعة، هدم النموذج الفقهي للجهاد تصورا وأحكاما مثل لا يفتي قاعد لمجاهد، وعن طريق فكرة فقه الواقع الجديدة، التي ألغى فيها البحث النظري المتخصص للخبراء، وأحاله على الجمهور  العاجز عن الاجتهاد في الموضوع، فلا هو أبقى على الفقه، ولا هو  قدم خطابا فقهيا لصانع  السياسة يحتج به عليه ويبرئ ذمته أمام ربه، ولا هو قادر على البحث النظري في محل الحكم، وكل ذلك لتبقى مرجعية الجماعة الضيقة هي المرجع الوحيد لأتباعها، وليس الشريعة في تحقيق المناط ولا في تعيينه.

- سبب حَيرة العامة تحويل مسائل السياسة الشرعية إلى الفتوى   4

أ- الفجوات المعرفية سبب اللاأدرية الدينية المعاصرة :

وهذه الفجوة المعرفية هي نتيجة القصور في البحث الفقهي أدت إلى إلغاء البحث النظري المتخصص وأحالت العوام إلى البحث النظري، و أقصت المجتهدين في البحث النظري الاقتصادي والسياسي والعسكري، مما أدى إلى خطاب سعادة في الجهاد فارغ من التكليف، أوقع العامة في خطاب عدمي مشحون بالحيرة والعشوائية في دهاليز  الضياع،  وذلك أنه بعد تحول الفقه الإسلامي من الاجتهاد إلى رؤية فكرية، أصبح العامة شركاء في هذه الفتنة في الدين.

ب-التيه بين السياسة الشرعية والفتوى ::

 وظن الناس أن الجهاد الذي هو قرار سياسي شرعي في الحرب يرجع إلى المفتي، مع أن المفتي ليس من شأنه البحث النظري في الحرب، وفتواه غير ملزمة أصلا، فضَلَّ العامة بين مسائل الإفتاء ومسائل السياسة الشرعية، لأن نموذج الجماعات الدينية المتجاوز للمذاهب المتبوعة قاصر أصلا عن البحث الفقهي فكيف بالنظري الذي هو شأن الخبراء النظريين، وإن الذين يذهبون إلى أن الجهاد من باب الفتوى كمن يذهب لشراء اللحم من سوق الملابس، فلن يشتري اللحم ولو صدق في نيته وحافظ على أذكار الصباح والمساء، لأنه خلاف أسباب الشريعة والعادة .


ج-اسألوا أنفسكم: لماذا لا تجاهدون مع وجود الفتوى الفراغية بالجهاد:

 ولو أن الناس سألوا أنفسهم لماذا بعد سنة من فتاوى الجهاد في الحرب على غزة  أنهم لم يجاهدوا، ولو أنهم  أعطوا الأمر حق الاهتمام، لاكتشفوا أن الدعاة والعامة هم جزء من الأزمة التي يعاني منها الجهاد، لأنهم يعيشون جميعا حالة التيه في الخلط بين مسائل الفتوى والسياسة الشرعية، وأن مخترعاتهم في الدين فيما يسمونه فقه الواقع وترجيحات العامة في الدين، وإلغاء ثنائية المجتهد والمقلد، ومقولة لا يفتي قاعد لمجاهد إلخ ذلك من المحدثات في الدين،  ومخترعات الرؤى الفكرية الدينية أنها لا تمثل اجتهادا فقهيا، بل هي وجهات نظر  أصحابها تتصادم مع جماعات دينية أخرى.

5-العامة يحددون من هو العالم بين يدي الساعة:

أ-شعبوية الداعية:

فالعامة هم الذين يعيِّنون العالم، الذي يتكلم بما في نفوسهم، ويعبر عن مرادهم، لا عن حقائق الشرع، ولم يعد العالم تثبُت له العالـِمية بالاستفاضة بين العلماء، بل بالشهرة بين العوام، وهي ظاهرة (شيخ تْرِنْد)، الذي يحدثهم بما يرغبون لا بما أوجب الله عليهم، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن تعيين العالم في آخر الزمان يكون من العامة، لا من العلماء بالاستفاضة بينهم، فقال صلى الله عليه وسلم (اتخذ الناس رؤوسا جهالا)، فأَسْنَدَ أمْرَ تعيين رؤوس الدين الجهال بين يدي الساعة إلى الناس لا إلى العلماء.

ب-موضوعية تعيين العالم في الفقه:

 بينما كان العالم يشهد له العلماء بعلمه، ويستفيض خبره بين الناس عن طريق شهادة العلماء، ثم يقتدي العامة باستفاضة خبر العالم عند العلماء، بعيدا عن سياسة الحزب والجماعة والموالاة والمعارضة، وفن صناعة الرموز، وفكرة البطل والرجل العظيم في الفراغ الكبير، فكيف يتحقق ذلك اليوم و التلاعن بين الجماعات الدينية في الجنازات؟!

وكخلاصة لهذا البحث أعطى التوجيهات المقتضبة التالية بصفة عامة في نقاط، منها :

·         خطابات التعبئة العامة وخطاب السعادة لا يحمل تكليفا شرعيا.

·         خطاب الجهاد موجه للمكلفين به بتفاصيل القدرة و الاستطاعة.

·         يجب إلغاء فكرة فقه الواقع وإحلال البديل الشرعي وهو تحقيق المناط.

·         الجهاد شرعا بيان فقهي يحتاج بحثا نظريا وتكتمل بذلك أركان السياسة الشرعية في الجهاد.

·         تحقيق المناط يقوم على ثبات الحكم الفقهي أولا، ثم البحث النظري في الواقع من أهل الاختصاص.

·         عدم مجاراة العامة لكسب وجوهم و إعجاباتهم أو جعل الحزب والجماعة والموالاة والمعارضة حجابا عن الحكم الفقهي.

·         محنة المسلمين في نقص البيان الفقهي سببها التعمية التي يمارسها خطاب التعبئة والسعادة الخالي من التكليف.

·         إن اضطرابات الرؤى الفكرية الدينية في الجماعات المعاصرة لا تمثل اجتهادا فقهيا مستمدا من الشريعة.

·         مرجعية التصورات الشرعية والحلال والحرام هي المذاهب المتبوعة وليست الصراعات الدينية بين الجماعات، التي وصلت إلى مرحلة العدمية واللاأدرية الدينية لدى العامة.

لا يجوز إلغاء خطاب الجهاد الفقهي، وإحلال خطاب تعبوي خال من التكليف الشرعي :

 

المسلم عموما، ناهيك عن الداعية، لا يتقول على الله يا هذا، ولا يتقول على رسول الله والأحاديث واضحة أمامنا جميعا، ألا ترى أن شهداء الأمة في فلسطين و الجزائر - على سبيل الذكر - ماتوا دون دينهم ودون أموالهم و دون أعراضهم ودون أرضهم ودون أهلهم و دون "زخرف الدنيا".. قُتلوا غرقا وحرقا و ماتت المرأة و جنينها في بطنها و ... أليس هذا ما ذكره رسول الله عمن هم الشهداء تحديدا !؟ وقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطعُونُ، والمَبطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الهَدمِ، والشَّهِيدُ في سَبِيلِ اللهِ» (أخرجه الشيخان)..  

وعَنْ جَابِر بْنِ عَتِيكٍ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَابِتٍ لَمَّا مَاتَ قَالَتْ ابْنَتُهُ: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ شَهِيدًا، أَمَا إِنَّكَ قَدْ كُنْتَ قَضَيْتَ جِهَازَكَ، فَقَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْقَعَ أَجْرَهُ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ، وَمَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ؟» قَالُوا: قَتْلٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وآله وسلم: «الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدَةٌ»

من حديث سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَقُولُ:( مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ).

 

من معاني الجهاد في أدبيات معاصرينا من شيوخ الجزائر و فلسطين:

أما الزعيم الروحي لحرب التحرير، الإمام العلامة عبد الحميد بن باديس، فهذا نشيده نردده عالي الصدح قوي الرنين، 

جيلا بعد جيل،- على حد تعبير المفكر الشيخ الطيب رغوث-، أين يوصي ابن باديس حركات التحرير الكبرى بأخطر ما تواجهه في مسيرتها التحريرية هي حركة العملاء والخونة، وقد وعى جيدا الإمام الملهم العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله وهو يحضر الأجيال للثورة التحريرية الكبرى، فأوصاها بقلع جذور العملاء والخونة بلا هوادة، بعد هز نفوس الجامدين وبث روح الحياة والتجدد فيها. فأنشد رحمه الله، يقول:


يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا ** وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ
خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا ** وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ
وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ وَالإ **  حْـسـانِ وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ
وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ ** فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ
وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّــالـمِـينَ **  السُم يُـمْـزَج بالـرَّهَـبْ
وَاهْـزُزْ نـفـوسَ الجَـامِدينَ **  فَرُبَّـمَـا حَـيّ الْـخَـشَـبْ
مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا ** فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحبْ
أوْ كَـــانَ يَبْغـي ذُلَّـنـَا  ** فَلَهُ الـمـَهَـانَـةُ والـحَـرَبْ
هَـذَا نِـظـامُ حَـيَـاتِـنَـا ** بالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ
حتَّى يَعودَ لـقَــومــنَـا ** من مَجِــدِهم مَــا قَدْ ذَهَبْ
هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ **  حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ
فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي **  تَحيـَا الجَـزائـرُ وَ الْـعـرَبْ

 

وهذا شيخ مجاهدي فلسطين الشهيد القائد أحمد ياسين، الذي يشرح ببساطة و يسر معنى الجهاد والقعود عنه، قائلا لبني قومه:"

الذي يريد أن يُـجاهد لا بد أن يتحمّل، ممكن أن يُـسجن، ممكن أن يُـعذب، الذي لا يُـريد أن يُـجاهد وأن يتحمَّل يذهب لينام في دار أهله، طريق الجهاد كله تضحية وفداء، سجن واستشهاد، وقتل وتعذيب إلى آخره، ونحن نعرف طريقنا واخترناه بإرادتنا، لم يفرض أحد علينا هذا الطريق".

 

أما شيخنا العلامة أحمد سحنون، ها هو يزف بشراه الى أهلنا في فلسطين، ضد كل المتشدقين و المتخاذلين من عرب و عجم، بيقين لا يداخله منشدا، بقوله :

سيمضي نهار و يأتي نهار*** وينتصر الحق أي انتصار

ويندحر الظلم أي اندحار*** و يمضي البلاء و يأتي السلام

فلا يطمئن دعاة الظلام *** و لا يقنطن هداة الأنام

سيعقب هذا العبوس ابتسام***فما الانحراف طريق الدوام

 

وصدق محيي الموتى القائل في محكم تنزيله:
هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (آل عمران :140)

 

 

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services