65
0
مسرحية"رصاص القلم" إبداع فني يسلط الضوء على دور النضال الفكري ابان الثورة التحريرية

تم اليوم عقد الندوة الصحفية لمسرحية "رصاص القلم" بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي، من تأليف وإخراج دادي عبد الرؤوف، وإنتاج الجمعية الثقافية "مثلث الحياة" التابعة للحماية المدنية، ومن تتظيم المسرح الوطني الجزائري بالتنسيق مع وزارة المجاهدين وذوي الحقوق.
نسرين بوزيان

المشاهد الدرامية للنضال الإعلامي والفكري
وفي كلمة ألقاها المكلف بالاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية، الملازم كريم بن فحصي، نيابة عن المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف، أكد أن هذا العمل يندرج في إطار تجسيد التعاون المشترك بين وزارة المجاهدين وذوي الحقوق وجمعية "مثلث الحياة" التابعة للحماية المدنية، مضيفا أن المسرحية تمثل ثمرة عمل جماعي يعكس روح الانسجام بين مختلف المؤسسات الوطنية.
وأوضح بن فحصي أن المسرحية التي تحمل عنوان "رصاص القلم" ستعرض غدا بالمسرح الوطني الجزائري، بحضور كوادر من الدولة وممثلين عن وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، وذلك بعد ثمانية أشهر من التحضير المكثف.
وأشار إلى أن العمل يأتي تزامنا مع الذكرى الـ71 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، ويمتد على مدار 65 دقيقة من المشاهد الدرامية التي تجسد النضال الإعلامي والفكري خلال الثورة الجزائرية، كما سيتم لاحقا تنظيم عروض أخرى عبر مختلف ولايات الوطن.

الحماية المدنية تؤسس جمعيات نحو الاحتراف الفني
من جهته، صرح رئيس الجمعية الثقافية "مثلث الحياة" ، محمد عشماوي، أن هذا العمل الفني هو ثمرة شراكة فعالة بين وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، ووزارة الثقافة والفنون عبر المسرح الوطني الجزائري، ودار الثقافة بالقليعة.
وأضاف أن الحماية المدنية تشجع إنشاء الجمعيات ذات الطابع الثقافي والفكري والإبداعي، مبرزا أن الجمعية انتقلت هذا العام من مرحلة الممارسة إلى مرحلة الاحتراف الفني، من خلال تنظيم دورات تكوينية متخصصة في التمثيل، والإخراج، والسينوغرافيا، وهو ما توج بإنتاج هذا العمل المسرحي المميز.
البعد الإنساني والثقافي للحماية المدنية
أما المخرج و المدير الفني لجمعية "مثلث الحياة" ، دادي عبد الرؤوف، فأوضح أن مسرحية "رصاص القلم" التي يمتد زمنها إلى ساعة وخمس دقائق، يشارك فيها عشرة ممثلين وتتناول موضوع النضال الإعلامي في الثورة الجزائرية.
وقال إن المسرحية تسلط الضوء على دور الصحفيين والمثقفين الجزائريين الذين ناضلوا بالكلمة والقلم من أجل إيصال صوت الجزائر إلى العالم، رغم القيود التي فرضها الاستعمار، مبرزا الدور البارز لوسائل إعلام مثل إذاعة القاهرة في دعم القضية الجزائرية آنذاك.
وأكد المخرج أن الهدف من المشروع هو إبراز البعد الإنساني والثقافي لعمل الحماية المدنية، وإبرازها كفاعل ثقافي يساهم في الوعي والإبداع، وليس فقط في إنقاذ الأرواح والممتلكات.
كما أشار إلى أن الجمعية برمجت ثلاثة عروض أولى موجهة لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، على أن تتحول المسرحية لاحقا إلى عرض وطني متنقل يقدم في مختلف ولايات الوطن، دعما لتوسيع النشاط الثقافي للحماية المدنية.
النضال الجزائري بين السياسة والثقافة والفن والإعلام

وفي السياق ذاته، أوضح السينوغرافي فوزي بنجيبي أن مسرحية "رصاص القلم" تحمل رسالة عميقة حول تعدد أشكال النضال الجزائري، مبينا أن الكفاح لم يكن عسكريا أو سياسيا فقط، بل امتد إلى ميادين الثقافة والفن والإعلام.
وأضاف قائلا: " حاولنا ترجمة رؤية الكاتب وفلسفته فنيا وفكريا لإظهار أن المثقف الجزائري كان جزءا من معركة التحرير، وأن هذا العمل هو تحية رمزية لذلك الجيل الذي ساهم بقلمه وفنه في بناء الوعي الوطني."

من جانبه، أوضح المستشار الثقافي وعضو الفريق الفني، سليم مدلة، أن الموسيقى المصاحبة للعرض مستوحاة من الهوية الجزائرية الأصيلة، خاصة من المقامات الصحراوية ومقام الرصد، بهدف تجسيد روح النضال والعمق الثقافي الجزائري في قالب فني متكامل.

وفي تصريح ل"بركة نيوز"، أكد الكاتب والمخرج دادي عبد الرؤوف أن المسرحية تهدف إلى تمجيد العمل الإعلامي والفكري في الثورات والحروب، وإبراز دوره في حماية الذاكرة الوطنية من التحريف والنسيان.
وأوضح أن النص اعد بالاعتماد على مقالات ووثائق وصور وتقارير تاريخية وطبية توثّق الجرائم الاستعمارية، خصوصا المرتبطة بالتجارب الكيميائية والنووية، وذلك حفاظا على التاريخ من التشويه، وتكريما لأولئك الذين ناضلوا بالكلمة كما ناضل غيرهم بالبندقية.

من جانبه، أشار عضو جمعية مثلث الحياة ومؤدي دور مصطفى في مسرحية "رصاص القلم"، العريف فارس حاج موسى، إلى أن ارتباطه بالدور بدأ منذ مرحلة الاختبارات الأولى، لما يحمله من عمق فكري وإنساني، وأشار إلى أنه اطّلع على عدد من المراجع التاريخية التي تناولت معاناة الصحفيين والمفكرين خلال فترة الاستعمار الفرنسي، من أجل فهم أعمق للشخصية وتجسيدها بشكل واقعي يعكس طبيعة النضال بالكلمة والقلم آنذاك، من بينها مقالات للبروفيسور زهير أحددان، التي أبرزت دور الكلمة والقلم كوسيلة لمقاومة الاحتلال ونشر الوعي الوطني.

