234
0
خبير دولي يؤكد.. مدمنون تعافوا من المخدرات يقدمون تجربتهم ببوشاري قريبا

أكد عبد الكريم عبيدات، الخبير الدولي مستشار في الوقاية الجوارية ورئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب، على ضرورة تطبيق إستراتيجية وطنية للوقاية الجوارية من المخدرات، للحفاظ على الشباب ومستقبله، مبرزا دور المركز الوطني لمعالجة الشباب المدمن الكائن مقره ببوشاوي بالعاصمة ومساهمته في إنقاذ المئات منهم.
سألته : نورة نور
= بركة نيوز: كيف تقيم دور المجتمع المدني والحركة الجمعوية، في مواجهة ظاهرة إدمان الشباب الجزائري على المخدرات؟
-عبد الكريم عبيدات، الخبير الدولي مستشار في الوقاية الجوارية ورئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب: يمكن القول أن نجاح دور المجتمع المدني والحركة الجمعوية، اليوم في محاربة استهلاك المخدرات والإدمان عليها، مرهون بتواجدهما في الميدان، وتقديم مشاريع ملموسة تعود بالفائدة على الفرد والمجتمع، بعيدا عن النشاطات التضامنية البسيطة كرحلات استجمام، او حملات لختان الاطفال، أو تكريمات للأفراد بمناسبة أو من دونها.
=ماذا قدمت منظمتكم في هذا الإطار؟
– المنظمة الوطنية لرعاية الشباب، فكرت في مشروع للمساهمة في حماية المجتمع من آفة المخدرات، من خلال إنشاء مركز نموذجي على مستوى إفريقيا لمعالجة الشباب المدمن، يقع ببوشاوي، بالعاصمة الجزائر، حيث تم إطلاقه سنة 2019، في إطار تفعيل دور المجتمع المدني والحركة الجمعوية، حيث نسقت المنظمة مع وزارة الفلاحة ومديرية الغابات للحصول على قطعة أرض ببوشاوي، وأيضا مع مصالح ولاية الجزائر لتشييد المشروع، دون نسيان الفريق الطبي، أي مساهمة الأطباء بمختلف اختصاصاتهم.
=هل يمكنكم تقديم تفاصيل أكثر عن المركز؟
-هذا المركز له خصوصية، لأنه يعالج الشباب المدمن دون اللجوء للدواء من خلال جلسات تمتد لساعات، واعتماد مشروب صحي يتكون من عديد الأعشاب او مايسمى عندنا بـ “تيزانة” ، مزيج من 13 مكون، يعالج القلق والتعب و الاضطراب، الحاجة الملحة للمخدر والنرفزة، ولا يستهدف فئة مدمني المخدرات الصلبة (كوكايبن، هيرويبن ..)الذين يحتاجون لمستشفيات طبعا، نظرا لصعوبة العلاج.
كما يحوز المركز على غرفة علاج كبيرة تستقبل هؤلاء المدمنيين، الذين هم في حالة عجز تام من أجل مساعدتهم لإعادة بعث روح الحياة لديهم من جديد، ويسهر على معالجة المدمنين أطباء ومختصيين نفسانيين واجتماعيين حوالي 17 مختص، وكذا أعوان رعاية.
=ماذا قدم المركز للشباب المدمن، وهل من جديد بخصوصه ؟
-بعد عيد الفطر المبارك، سيعتمد المركز خريطة سوسيولوجية، من خلال استقبال نخبة من الشباب الذين نجحوا في التخلص من الادمان بالمركز، لتقديم تجربتهم الناجحة والاخذ بها، خاصة وأن المركز يستقبل الفئات التي يتراوح عمرها ما بين 13 و35 سنة، كما أنه يستقطب كل شباب الولايات الذين يتوافدون على المركز برفقة أوليائهم لحضور جلسات العلاج.
=هذا النجاح والاستمرارية يتطلب تمويلا، من أين تمول المنظمة هذا المركز ؟
بداية أقول بأن التمويل يأتي في شكل مساعدات يقدمها المواطنون سواء كانوا اولياء الشباب المدمن الذي يعالج في المركز أو كل من يسمع نداء المنظمة في المساجد، وبهذا الخصوص أقول بأنني شخصيا قدمت دروسا من على 190 منبرا لمختلف مساجد الوطن حول العلاج من المخدرات وخطورتها، وهنا استغل، بالتوجه للمصلين من أجل مساعدة هؤلاء الشباب باي شكل كان.
=ماهي الرسالة التي توحهونها اليوم للشباب، خاصة أنهم الأكثر عرضة للإدمان؟
ينبغي التأكيد بأن المركز الذي أشرف عليه، والقائمين عليه يساهمون في إنقاذ الشباب في محاولة لإطفاء النار قبل أن يشتعل لهيبها ويأتي على الاخضر واليابس، خاصة وأن الادمان اليوم يستهدف جل الشرائح، ما يستدعي تفعيل إستراتيجية وطنية للوقاية الجوارية من المخدرات لتفادي مالا يحمد عقباه مستقبلا.