ليست كباقي الجزر، لأنها تخفي أسرارا وتنام على ثروات وتتمدد على موقع جيواستراتيجي تنفرد به عن غيرها من الجزر الأخرى ولا يحفى أن  جزيرة الثعبان الصغيرة تعد المنطقة الأكثر إستراتيجية في البحر الأسود، وكما تحمل الثروات والمزايا تعتبر نقطة خطيرة قد تشكيل تهديدات خطيرة ومكشوفة إذا وقعت في قبضة أي قوى أخرى.

فضيلة-ب

ذاع صيت هذه الجزيرة اللغز وطاردتها الأضواء منذ نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تدرك موسكو جيدا أن الاستيلاء على هذه الجزيرة المرآة يعني السيطرة على الشريط الساحلي الاوكراني وبسط نفوذها من دون تعب.

يذكر أن مساحة الجزيرة تناهز هكتارات قليلة، غير أنها توصف  بمنصة إطلاق خطيرة في كل مكان حولها، حيث تقع على مسافة نحو 50 كيلو مترا من مصب نهر الدانوب، الذي يعد أحد الأنهار الرئيسة في أوروبا والطريق التجاري المهم بالمنطقة، أي على مسافة نحو 100 كيلومتر من أوديسا.

نطاق بحري واسع

وما لا يعلمه الكثيرين  أنها تقع على مسافة أقل من 200 كيلومتر من ميناء كونستانتا الروماني الرئيس و300 كيلومتر من القاعدة الروسية الرئيسة في شبه جزيرة القرم في سيفاستوبول.

في أوقات السلم، توفر الجزيرة نطاقا بحريا واسعا وتتمتع بثروات طبيعية متنوعة، خاصة ما تعلق بالنفط.

وينبغي التأكيد أنه كان على رومانيا وأوكرانيا اللجوء إلى القضاء لتسوية النزاع بينهما للسيطرة على هذه الموارد. وفي عام 2009، أصدرت محكمة العدل الدولية حكمها وقررت أن الجزيرة من حق أوكرانيا واضعة حد للخلاف.

وقال الناطق باسم البحرية الفرنسية الكابتن إريك لافو إنه في هذه الحرب “تعد جزيرة الثعبان نقطة استراتيجية أساسية يجب رصدها: فهي تمنع الوصول الجوي والبحري إلى كل الشريط الساحلي الأوكراني، وتشكل تهديدا على مصب نهر الدانوب”.

نقطة دعم وثقة

ويمكن أن يستخدمها الروس منصة “لوضع معدات دفاعية مضادة للطائرات ومعدات دفاع مضادة للسفن، لكن أيضا أنظمة صواريخ متوسطة المدى، إضافة إلى القوة النارية لسفن أسطول البحر الأسود، وهي نقطة دعم تسمح بأن يكونوا أكثر ثقة بمحاولات الاقتراب من السواحل الأوكرانية”، وفق خبير الدفاع إيجور ديلانوي من المرصد الفرنسي- الروسي، وهي هيئة تحليل سياسي مقرها في موسكو.

لكن من ناحية أخرى، فإن “الجزيرة معرضة للخطر”، كما أوضح مايكل بيترسن من الكلية الحربية البحرية الأمريكية، مشيرا إلى أنه “يمكن أن تكون هدفا لهجمات ومن الصعب حماية مثل هذه الجزيرة الصغيرة”.

الجزيرة الكنز

يذكر أن أقرب نقطة ساحلية من الجزيرة على الجانب الروماني هي مدينة سولينا، وعلى الجانب الأوكراني مدينة فيلكوفو. علما أنه يصل ارتفاع شواطئ الجزيرة إلى 4-5 أمتار في الجزء الشمالي الشرقي، و 25 مترا في جنوب غرب المنطقة، بيما يبلغ أقصى ارتفاع لها فوق مستوى سطح البحر 3.41 متر.

توجد بهذه الجزيرة “الكنز”كما يطلق عليها أربعة شواطئ بالجزيرة “دامسكي”، “ديرغاتش”، “زاالتوي” و “بانديتسكي”، ليست شواطئ عادية هي ساحرة ونظيفة ويمكن أن تجذب عديد السياح الباحثين عن الراحة والمتعة.