أجرى اللقاء الكاتب / جلال محمد حسين نشوان

يلعب الإعلام دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي المجتمعي لدى قطاع كبير من الأفراد من جهة، والمجتمعات من جهة ثانية، سواء أكانت الرسالة سلبية أم إيجابية، فالإعلام سلاح ذو حدين، إما أن يسهم في تعزيز وترسيخ القيم والعادات السليمة، وإما أن يكون معول  هدم لها، ومن هذا المنطلق يقع على عاتق القائمين على هذه الآلة في عالمنا العربي والإسلامي دور كبير في انتقاء ما يعرض في شتى وسائل الإعلام من إذاعة أو تلفاز أو غيرهما. وفي فلسطين لعب الإعلام  دوراً كبيراً  في فضح جرائم المحتلين الصهاينة  الغزاة  ، حتى أصبحت الهواتف المحمولة وأجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والإنترنت مصدرًا مشتركًا للمعلومات للجميع. الإعلام متجذر بعمق في حياتنا أنه مهم في حياتنا الشخصية ، وكذلك الأعمال والسياسة والمجتمع. لا يمكننا تخيل عالم بدون وسائط.

لأننا معتادون جدًا على فكرة تشغيل التلفزيون ان صناعة الإعلام تقتضي تبنِّي عدد من المضامين، والرسائل المُتنوِّعة، والمُضِيِّ قُدُماً في إنتاج، وترويج، ونمذجة هذه المضامين ضمن قوالب مُحدَّدة، بحيث تشمل شرائح المجتمع بكافّة اهتماماتهم؛ حيث إنّ بعض المضامين تتطلَّب أن تكون على شكل برنامج تلفزيونيّ، وأخرى تكون على هيئة حملة ترويجيّة في المجلّات، والصُّحف، وهنا يأتي دور وسائل الإعلام، والمُتمثِّل بطبيعة كلِّ وسيلة، ومُتطلَّباتها، وما يتناسب معها، وفئة الجمهور المقصود، والمَعنيّ بمشاهدة هذا المحتوى الإعلاميّ، ومن الجدير بالذكر أنّ نجاح الرسالة الإعلاميّة يُقاس بمدى تأثُّر الجمهور به، واليوم نبحر في سفينة الإعلامي الكبير الأستاذ مجمد الباز.

 بداية ، هل لك أن تعطينا بطاقة تعريف عن حضرتك؟

انا الإعلامي الفلسطيني محمد جعفر الباز ابن إذاعة صوت العاصفة التي انطلقت من القاهرة عام الف وتسعمائة وثمانية وستين على يد المؤسسين الأوائل فؤاد ياسين والطيب عبد الرحيم ويحيى العمري وعبد الشكور التوتنجي والحاج خالد مسمار وامتدت الى جبال الأوراس فى الجزائر  الشقيقة عام سبعين على يد الإعلاميينيحيى رباح ويعقوب شاهين وواصلت مسيرتها الى بيروت وبغداد وصنعاء وعدن التي التحقت بركبها عام ثمانية وسبعين مع الاعلامي عبد المجيد فرعون وامتدت مسيرتي الإعلامية مسؤلا للإعلام وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد المعلمين فى عدن ومسئولا لإذاعة صوت الثورة حتى عام أربعة وتسعين حين العودة الى ارض الوطن فكنت مديرا للبرامج السياسية والخاصة ومديرا عاما للبرامج والتدريب والتطوير فى هيئة الإذاعة والتلفزيون والفضائية الفلسطينية ومعدا ومقدما للبرامج ونشرات الأخبار وعضو الأمانة العامة لنقابة  الصحفيين سابقا .

ورغم شح الإمكانات ودكتاتورية الجغرافيا المتحكمة فى سير العمل. أنا أول من قدم افتتاحية إذاعة "صوت فلسطين" صوت الثورة في ذلك الوقت فدفعني شغفي إلى ذلك وصدح صوتي من خلف المايك بقول شعار الإذاعة "هذا صوت  فلسطين، صوت الثورة الفلسطينية.. يحييكم ويلتقي بكم مؤكدا عهده معكم في مسيرة النضال بالكلمة الأمينة، المعبرة عن الطلقة الشجاعة وبالجماهير العربية المعبئة والمنظمة بالكفاح المسلح حتى تحرير فلسطين".

كيف تقيم دور الإعلام في مواجهة حرب الإبادة ؟

الإعلاميين الفلسطينيين لم يقصروا فى بذل كل ما يستطيعون من جهد وإنجاز ، وما الكم الهائل من الشهداء الإعلاميين الا دليلا على مدى تأثيرهم على نقل الأحداثوإبرازها والوصول الى الحقيقة وتغطيتها.... لقد واكب الإعلام الفلسطيني فى الشتات نضالنا الوطني ولم تكن الإبداعات الإعلامية وتأثيرها اقل شأنا من إبداع المقاتلين فقد عكس الاعلام الكلمة الامينة المعبرة عن الطلقة الشجاعة عبر الأدواتالتي اتيحت لتا وتمثلت بالنشرات ومجلة فلسطين الثورة ومؤسسة السينما الفلسطينية وصوت العاصفة ووحدة التصوير ووكالة وفا والإعلام الجماهيري والاتحادات الشعبية والمسيرات والملصقات والمهرجانات وفرق الدبكة والمطرزات والكوفية وذلك لتثبيت وإبراز الرسالة والرواية الفلسطينية واستكمل هذا الدور على ارض الوطن من خلال هيئة الإذاعة والتلفزيون والفضائية الفلسطينية والوسائل الإعلامية. الأخرى  فى مواجهة الرواية الإسرائيلية الحاقدة على دمنا ومشروعنا الوطني. ...   

سردية الاحتلال قائمة على الأكاذيب والتضليل إلى أي مدى استطاع الإعلام مواجهة أكاذيب المحتل الغاصب؟

لم يكن الإعلامي القائد الشهيد ماجد ابو شرار والإيقونة شيرين ابو عاقلة وأكثر من مئتي إعلامي وصحفي شهيد الى جانب استهداف المقرات والمنشات الإعلامية وتدميرها الا محاولة لطمس الرسالة والرواية الفلسطينية الصادقة وسيبقى الإعلام و الاعلاميون يكتبون بالدم لفلسطينهم وقدسهم ومقدساتهم وفلسطينيتهم .... الى كل جزائري أقول ما قاله الراحل والشاعر الكبير محمود درويش : شمس أفريقيا على اوراسها قرص إباء..وعلى زيتونها مشنقة للدخلاء ..كل ارض ولها ميلادها ..كل فجر وله موعد ثائر  . انا الإعلامي ابن زمن الثورة الجزائرية والثورة الفلسطينية هذا الزمن الذي كنا نؤمن فيه  أن لا شيء على الإطلاق لا نستطيع أن نفعله زمن البدايات لاجيال صنعوا لبد المليون شهيد استقلاله وصنعوا مجد الثورة الفلسطينية.

ما هي الكلمة التي  توجهها إلى الشعب الجزائري الشقيق؟

إلى كل جزائري أقول ما قاله الراحل والشاعر الكبير محمود درويش : شمس أفريقيا على اوراسها قرص إباء..وعلى زيتونها مشنقة للدخلاء ..كل ارض ولها ميلادها..كل فجر وله موعد ثائر،انا الإعلامي ابن زمن الثورة الجزائرية والثورة الفلسطينية هذا الزمن الذي كنا نؤمن فيه  أن لا شيء على الإطلاق لا نستطيع أن نفعله زمن البدايات لاجيال صنعوا لبد المليون شهيد استقلاله وصنعوا مجد الثورة الفلسطينية.