836

0

حوادث المرور... إحصائيات ثقيلة رغم جهود التوعية بمخاطر الظاهرة

 قد تنقلب حياة إنسان نتيجة حادث مرور، بسببه يمكن أن تفقدأمّ إبنها، أو يفقد أطفال أباهم كما يمكن أن يعيش إنسان عمراً كاملاً طريح السرير، أو مبتور الأطراف، أو يعاني مرضًا ما، وبسبب حوادث السير يموت أطفالٌ صغار، وشباب في مقتبل العمر بسبب أخطاء يرتكبها البعض، أو نتيجة للاستهتار.

نزيهة سعودي 

 تقع معظم حوادث السير بسبب تجاوز قواعد المرور من السائقين أو المشاة ، أو تجاوز السرعة المسموحة في الطرقات الرئيسية والفرعية، أو استخدام الهاتف النقال في الحديث أثناء القيادة، أو تبادل الرسائل وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي من السائق أو المشاة و غيرها من الأسباب التي سنتعرف عليها من خلال حديثنا مع مختصين و أساتذة يفيدوننا بتصريحاتهم حول هذه الظاهرة الخطيرة و التي باتت تشهد ارتفاعا ملحوظا في كل سنة.

عقد شراكات مع قطاعات شبابية للرفع من الوعي المروري 

أكد علي شقيان رئيس الأكاديمية الوطنية للسلامة المرورية و الأمن عبر الطرق، أن حوادث المرور في الجزائر أصبحت تكبد الدولة خسائر كبيرة بلغت أكثر من 300 مليار دينار سنوياً، ما وجب الاهتمام أكثر في برامج الحملات التحسيسة خاصة بالنسبة للمناسبات و العطل الصيفية و مواسم الافراح.

 و شرح أنه حسب المندوبية الوطنية لوزارة الداخلية و الدرك الوطني، هناك 3 عوامل أساسية أولها العامل البشري، السائقين والراجلين بالإضافة إلى حالة الطرقات، كما لفت إلى أنه هناك هشاشة في منظومة التكوين و التي يجب أن تواكب العصرنة و الإجراءات التي من شأنها تعمل على رفع مستوى التكوين خاصة بغياب الثقافة المرورية لدى الشباب.

و بخصوص موسم الاصطياف الجاري، دعا شقيان كل الفاعلين في المجال للتحضير لإجراءات استباقية من أجل موسم اصطياف آمن خاصة و أنه يشهد حركية كبيرة في الطرقات نظرا لتنقل العائلات للولايات السياحية لقضاء العطل، ملاحظا أن معظم الحوادث المسجلة في الولايات سببها سائقي المركبات الذين ليس لهم دراية بتضاريس تلك الولاية.

و كاستراتيجية منتهجة من طرف الأكاديمية يقول محدثنا " الحملات التحسيسية التي نقوم بها مع شركائنا الأمنيين، نلاحظ أنه في كل مناسبة نشهد ارتفاعا في تسجيل حوادث المرو"، كما تم المضي "يتابع" إلى عقد اتفاقيات شراكة من شأنها رفع الوعي المروري لدى الشباب مثل وزارة التكوين المهني التي تحمل نسبة كبيرة من الشباب، و كذا وزارة التعليم العالي حيث عقدت اتفاقية لإقامة حملات تحسيسية و توعية الشباب و تعزيز المكتبة الجامعية ببحوث خاصة بالطرقات و المطالبة بتكثيف المخابر الخاصة بالأمن المروري في الجامعات لدراسة سيكولوجية السائق و سلوكياته مبنية عن طريق تحليل إحصائيات دقيقة لرفع مستوى البحث العلمي بالنسبة للطرقات.

أما في إطار الحلول التكنولوجية  يكشف ذات المتحدث عن بعض المواهب الشبانية الناجحة التي تعمل في مؤسسات ناشئة من شأنها الاستثمار في التطبيقات الإلكترونية التي ترافق مستعملي الطريق.

الأكاديمية تبادر لمجابهة إرهاب الطرقات 

كما أن لقطاع الثقافة اليوم له دورا أساسيا من خلال تشجيع تسجيل الافلام الصغيرة التي تساهم في الوعي المروري و تدل على ضرورة احترام قوانين المرور، كما بادرت الأكاديمية _حسب تصريحاته_ لمجابهة إرهاب الطرقات عن طريق تسجيل مجموعة من الاقتراحات خاصة بعد الصائفة الفارطة التي عرفت نسبة كبيرة من حوادث المرور مما أدى إلى مناقشة هذه الظاهرة في مجلس الوزراء بحضور رئيس الجمهورية و أصدر مجموعة تعليمات تساهم في التقليل من حوادث المرور.

و نوه إلى أن قطاع النقل أيضا كان من بين الاوائل الذين استقبلوا الأكاديمية بافتتاح ورشة شارك فيها كل الفاعلين و تم رفع مجموعة توصيات و اقتراحات تساهم من التقليل من حوادث المرور، و كذلك حضيت الأكاديمية باستقبال من طرف مجلس الأمة  و المجلس الشعبي الوطني كمؤسسات لديها قوة اقتراح في إعادة النظر في قانون المرور عبر عدة آليات تساهم في التقليل مستقبلا من الظاهرة.

كما وجهت الأكاديمية عدة اقتراحات لوزارة الأشغال العمومية متمثلة في اقتراح بطاقية وطنية للنقاط السوداء باستعمال كل وسائل التكنولوجيا و العصرنة في مجابهة الأمن الطرقاتي.

وجوب تصنيف أصحاب المخالفات الخطيرة في خانة جرائم الأمن المروري 

و من الناحية التشريعية أوضح علي شقيان أن قانون العقوبات ينص على وجوب إعادة تصنيف أصحاب المخالفات الخطيرة في خانة جرائم الأمن المروري، هنا وجب إعادة النظر في هذا القانون و المضي نحو العمل بالرقمنة.

الدعوة لوضع منصة رقمية  لإحصاء حوادث المرور

و بالنسبة لاقتراح وضع منصة رقمية لإحصائيات حوادث المرور ، للأسف الشديد يتابع محدثنا "اليوم وجب تفعيل هذه المنصة للحصول على كل الاحصائيات في ظرف وجيز التي تعد مكتبة و خزان لكل الباحثين و الأكاديميين لتكثيف بحوثهم و اعتماد هذه الإحصائيات". 

و بالحديث عن العامل البشري، أكد رئيس الأكاديمية على ضرورة العمل على رخصة السياقة بالتنقيط و إصدار بطاقية رمادية بالمثل واستحداث سجل وطني للمخالفات هذه الآلية لديها الشق البيداغوجي الذي يعمل على سحب النقاط في حالة ارتكاب مخالفات" بهذا السجل يتم حصر أصحاب المخالفات الخطيرة عن طريق احصائيات دقيقة.

وعن جهاز العدالة كذلك عليه  التحرك في تنفيذ بعض العقوبات الخاصة باصحاب المخالفات الخطيرة و التي تصنف اليوم في خانة جرائم الأمن المروري حسب تعليمات رئيس الجمهورية.

كما ذكر  نقطة هامة متعلقة بسائقي النقل الجماعي، أصحاب المسافات الطويلة التي تسبب مجازر عبر الطرقات و في هذا الإطار دعا لضرورة تشكيل سائق مرافق بالنسبة لمؤسسات النقل للمسافات التي تفوق 600 كلم، مع تفعيل الصرامة و بطاقية الطريق لمراقبة أصحاب الحافلات و مؤسسة النقل التي لا تحوز على سائق مرافق و تودي بأرواح الناس.

الشباب... قوة فاعلة و مرافقة في التحسيس 

 في إطار مجابهة هذه الآفة، يتم اقتحام الشاب للمرافقة في التحسيس باعتباره عبقري في إيصال الرسالة بطريقة جد فعالة، خاصة في المراكز الشبانية و الإذاعات الداخلية الشبانية كقوة فاعلة ترافق في التحسيس.

كما أن العصرنة _حسبه_ تساهم بقوة في مرافقة مستعملي الطريق و هناك نوع من إهتمام من الشباب  بالتطبيقات المستعملة في المؤسسات لمرافقة الموظفين في الطرقات، مع تلقين مفاهيم أساسية في التربية المرورية في الوسط التعليمي الذي يساهم في رفع الجاهزية للأطفال لتحقيق مجتمع واعي بأخطار هذه الظاهرة. 

إبراز روح المسؤولية من خلال سياسة التبليغ عن المناورات الخطيرة 

و بالحديث عن دور المجتمع المدني أكد شقيان أن نجاعة هذه الجهود مرهون بنسبة إقحامها للمجتمع المدني ليكون مرافق من خلال رفع الوعي لديه و المساهمة في توفير الأمن لنفسه في ظل عدم وجود كاميرات مراقبة.

 في هذا السياق أشار إلى أن المناورات الخطيرة أدت إلى تنامي ظاهرة الحس المدني من خلال تسجيل شباب بعض التجاوزات و إرسالها في تطبيقات الأمن و الدرك الوطني، سياسة التبليغ عن المناورات الخطيرة تظهر روح المسؤولية لدى الشاب في حالة وجود أي خطر.

توثيق هذه التجاوزات و تدخل الدرك الوطني لإيقاف هذه الأشخاص الذين يتسببون في حوادث المرور في ظرف وجيز رفع الوعي و إقحام العنصر البشري لديه مسؤولية لبسط الأمن باعتبار المواطن أساس الرقابة الأمنية و الأعين التي تغطي كل الاماكن في ظل عدم وجود الكاميرات.

الدكتورة ريم نواري " ضروري إدراك درجة وعي الشباب بالعواقب الوخيمة لحوادث المرور" 

يعتبر علماء الاجتماع أن أهمية درجة الوعي لدى الأولياء و الشباب حول خطورة الإغفال عن ظاهرة حوادث المرور قد تؤدي لنتائج وخيمة وسط المجتمع، من هذا المنطلق تؤكد الدكتورة ريم نواري أستاذة بجامعة الجيلالي بونعامة خميس مليانة في علم الاجتماع،أن فترة تكوين المتمرن الحالية في مدارس تعليم السياقة غير كافية و ذلك راجع لبعض المعطيات الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل، مثل كثرة السيارات و عدد الشباب و النساء الذين يقودون السيارات مقارنة بسنوات سابقة.

وأضافت محدثتنا أن المعطيات تغيرت و لكن القوانين التي شرعت لم تتغير و هي في حد ذاتها فترة معقدة جدا، وجب إعادة النظر في الفترة المحددة للتكوين من أجل حيازة رخصة سياقة، وبالنسبة للشباب الذين بلغوا  السن القانوني للتحصل على رخصة سياقة هنا طرحت الأستاذة سؤال "هل درجة الوعي لديهم موازية لما يحدث في الشوارع و الطرقات اليوم؟ "

أما في ردها على سؤال آخر متعلق بنقص وعي الشباب قالت إن التساؤلات الكثيرة مطروحة في الجانب السوسيوثقافي و النفسي للشباب، ليس كل الأسر نشأت أطفالها بنفس درجة الوعي، الشاب المتكون في أسرة درجة الوعي فيها عالي لدى الأولياء و إخوة منسجمة و متوافقة في الفكر هذه الأسر تنتج شباب ناضجين.

أما الأسر التي درجة وعيها دون المستوى _تتابع الدكتورة نواري بالقول _ تنشأ أطفال مراهقين حتى و إن وصلت أعمارهم إلى 25 سنة، و هذه الحقيقة التي لم يدركها الجزائريين بعد حيث يمكن لأبنائهم أن يضلوا مراهقين في سن 24 و 25 لأنهم لم ينضجوا كفاية.

 للأسف الشديد هذه الأمور لا نتحدث عنها بكثرة نحن كسوسيولوجيين نسعى رفقة زملائنا في علم النفس للبوح بكل هذه الحقائق ليدرك الناس ماذا يجري داخل أسرنا! مع ذلك من  الضروري التضامن و وضع كل هذه الحقائق و التحدث فيها بطريقة منهجية منطقية تجعلنا نحل هذه المشاكل.

 كما وجب الأخذ بعين الاعتبار توضح الدكتورة، بأن الشاب متهور و متسرع لديه بعض الطموحات التي تركبت لديه في سن المراهقة أراد تحقيقها، و منهم شباب متحصل على السيارة بطريقة سهلة من طرف الوالدين كهدية، كل هذه الأمور تدخل في درجة الوعي التي من مفروض أنها تتحقق لدى الشاب قبل حصوله على رخصة السياقة، عدة أبعاد سوسيولوجية إجتماعية 

 كمختصة في علم الاجتماع إقترحت ريم نواري أنه وجب القيام بمقابلة نفسية عن طريق طرح مجموعة أسئلة قبل إجتياز المتمرن لإمتحان السياقة و إعطائه الرخصة الأسئلة يحضرها مختص في العلوم الاجتماعية للوصول إلى عمق هذا الشباب المتحصل على رخصة سياقة.

و عن دور وسائل الإعلام بتنوعها في التحسيس بهذه الظاهرة، أشارت المختصة في علم الإجتماع أن ذلك يؤثر بصورة كبيرة نتيجة قدرة وسائل الإعلام لتبليغ الجمهور معنى الرخصة و السياقة و السلامة المرورية و تفادي الحوادث، منوهة لبعض الفيديوهات التي تشير إلى طريقة السياقة بدرجة عالية من الاحترافية، نظرا لتصميمها من قبل تقنيين و مختصين في السياقة، لاسيما الفيديوهات الهادفة التي تنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تمنح الشخص لبعض المهارات في السياقة.

كما يمكن استضافة مختصين في برامج تلفزيونية  للحديث عن هذه المواضيع الاجتماعية الهامة و الإستشهاد بضحايا عاشوا تجارب مروعة لتكون عبرة للآخرين.

و في الأخير حملت الدكتورة مسؤولية هذه الظاهرة التي تمس الآلاف وسط مجتمعنا، منها شباب يموتون و أضرار جسدية ونفسية ،  الأسرة قائلة" إذا كان الإنتاج سيئ فالخلل من البداية في الآباء كونهم لم يؤدوا وظيفتهم على أكمل وجه، كما أن درجة الوعي لدى أبنائنا جد مهمة و زمام الأمور في يد الأسرة لتوعية ابنائهم متى يستحقون الحصول على رخصة سياقة، الأمر دائما يعود للتربية و كيفية تعليم السلوكيات الإيجابية لدى الأبناء لأن الابن الواعي اخطائه طفيفة و مقدور عليها،و رخصة السياقة ليست متعة فقط بل هي مسؤولية تحتاج وعي كافي للمحاظة على  حياتهم و حياة الآخرين".

تواصلت بركة نيوز أيضاً مع النقيب بن أمزال زهير مكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية حيث كشف لنا حصيلة الحوادث خلال هذه السنة ، فشهدت حوادث المرور من 01 جانفي إلى غاية 16 افريل من هذه السنة عدد الوفيات فيها وصل إلى 513، أما عدد الجرحى 18817، في حين عدد التدخلات 27878، أما عن عدد الحوادث 15884.

و بخصوص ترتيب الولايات حسب الوفيات تأتي ولاية  تمنراست في الصدارة ب 27 وفاة ثم عين الدفلى 27 تليها بعدها ولاية المسيلة 26، فالجزائر و بجاية ب 21 وفاة.

و بالنسبة لحصيلة 2023 أي السنة الماضية عدد الوفيات وصل إلى 1893، أما عدد الجرحى 79771، و عدد التدخلات 117689، ثم عدد الحوادث 63697.

أما فيما يخص أهم أسباب حوادث المرور شرح النقيب أمزال أن  الأسباب الشائعة تكون غالبا بسبب الشباب الذين يفتقدون  لثقافة السياقة السليمة و غالبا ما نرى لديهم ظواهر مثل تعاطي المخدرات أو شرب الكحول و أيضا نربط بعض الأسباب بالآباء خاصة الذين لا يراقبون و لا ينصحون الأبناء قبل و أثناء السياقة الإفراط في السرعة، التجاوز الخطير.

لاسيما عدم احترام قانون المرور خاصة عدم إحترام مسافة الأمان، عدم أخذ الحيطة والحذر داخل الأحياء فغالبا ما يكون الأطفال هم الضحايا عند إقلاع المركبات أو ركنها، إضافة إلى عدم انتباه المشاة لدى عبورهم الطريق و كذا استعمال الهاتف النقال أثناء السياقة و  تدهور حالات الطرقات، لاسيما بتأثير من سوء الأحوال الجوية وكذا زيادة حمولة مركبات الوزن الثقيل. 

 دور الحماية المدنية في الوقاية من حوادث المرور 

ففي هذا الإطار أوضح محدثنا أن المديرية العامة للحماية المدنية تسعى إلى تعزيز قدراتها في مختلف المجلات التي تساهم في رفع وعي المواطن كان سائقا أو راجلا بهذه الظاهرة من جهة والتكفل الأنجع بضحايا حوادث المرور .

ولمواجهاتها أو التقليل من أثارها، إعتمدت المديرية العامة الحماية المدنية إلى وضع إستراتجية تتركز على محاور أساسية منها دراسة الأخطار، و التوعية والتحسيس الإعلام والتكوين التدخل والإسعاف الطبي الميداني.

فمن جهة التوعية والتحسيس استحدثت المديرية دروس بيداغوجية حول السلامة المرورية لفائدة المدارس بأطوارها الثلاثة تحت عنوان "أعرف مسارك الآمن من بيتك إلى مدرستك"، كما قامت بإستحداث دروس حول السلامة المرورية عبر مساجد ربوع الوطن خاصة أيام الجمعة، إضافة إلى قوافل وقائية جوارية تجوب كل بلديات الوطن.

و في ذات السياق تقوم الحماية المدنية بعمليات توعية وتحسيسية، وذلك بالتنسيق مع بقية،الشركاء، المندوبية الوطنية للوقاية والأمن عبر الطرق مختلف وسائل الإعلام الشرطة، الدرك الوطني، إقامة معارض في مختلف الساحات العمومية في إطار الإعلام الجواري، إرسال رسائل نصية عبر متعاملي الهاتف النقال تتعلق بالسلامة المرورية.

المشاركة بانتضام في مختلف الحملات التحسيسية لمختلف الشركاء في السلامة المرورية خاصة المجتمع المدني، مع بث ومضات تحسيسية عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لتقديم يد المساعدة و الرد بالإيجاب على كل طلبات الجمعيات المدنية الناشطة في ميدان السلامة المرورية، كذلك تزويد الباحثين والطلبة الجامعيين بكل المعطيات الميدانية والإحصائيات و من أجل إنجاز الدراسات ذات الطابع العلمي.

و في حالة وقوع حوادث السير  تم تسخيررقم النجدة و هو 14 و الرقم الأخضر 1021.

جمعية الممرنين المحترفين للسياقة... استراتيجية جديدة لنشر ثقافة التبليغ و الإعلام المروري

تعتقد الأستاذة نبيلة فرحات رئيسة الجمعية الوطنية للممرنين المحترفين للسياقة أنه من أسباب وقوع هذه الحوادث هو العامل البشري بنسبة كبيرة ، إضافة إلى  تصميم السيارة و سرعة التشغيل الذي لا ينطبق على معايير قياسية، سوء الأحوال الجوية، السياقة السلبية، عدم القدرة على التركيز و الضعف بسبب تناول المخدرات و الكحول، السلوك الغير لائق لا سيما القيادة العدوانية و المشتتة و السرعة المفرطة.

 و من بين الأسباب الأكثر شيوعا كذلك أثبتت محدثتنا أن التوقف المفاجئ دون سابق إنذار مع الضغط بإستمرار بالقدم على المكابح و زيادة السرعة لقطع الإشارة الحمراء او البرتقالية، لاسيما عدم التوقف عند ممر الراجلين تشغيل الضوء العالي بإستمرار، عدم استخدام إشارة الدوران تبديل المسارات أثناء الإنعطاف، عدم احترام مسافة الأمان التجاوز الخطير عدم احترام السرعة المحدودة و كذا عدم التقيد بأولوية الطريق و أنظمة المرور.

فطبعا تكون جراء كل هذا ذكرت نبيلة فرحات عدة نتائج غير مرضية لحوادث مرور، لهذا دعت إلى ضرورة دق ناقوس الخطر لأنها بالفعل تتسبب في إصابات  كبيرة و خسائر اقتصادية فادحة للأفراد و أسرهم و للبلد، يضاف إلى هذه الخسائر تكاليف العلاج و فقدان انتاجية الأشخاص الذين يلقون حذفهم أو يصابون بالعجز الدائم جراء إصابتهم، و هذا ما يجعل أفراد الأسرة يضطرون إلى التغيب عن العمل او المدرسة لرعاية المصابين و مما يكلف خزينة الدولة ايضا مبالغ باهضة،  لهذا توجه رئيسة الجمعية النصيحة عند خرجاتها الميدانية إلى سائق المركبة بضرورة الصيانة الدورية للسيارات، مع التركيز بشكل جيد و سرعة البديهة في التعامل مع أي طارئ و الإنتباه للسيارة عند التقاطع في حالة الدوران.

دورات تحسيسية حول التربية المرورية في الوسط المدرسي 

توجهت تغيير طريقة التحسيس و توعية المجتمع المدني عوض تحسيس سائقي المركبات، وطرق أبواب مدارس تعليم السياقة لتحسيس المترشحين قبل نيلهم رخصة السياقة و المدارس و الجامعات و المؤسسات، و المدارس القرآنية ،بما فيها مدارس محو الأمية، طريقة التحسيس تقول السيدة نبيلة " كانت بصرية مع شرح مفصل و من ثم التطبيق الميداني، و هذا طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 23-97  و 23-98 لسنة 2002 و تطبيقات لأحكام المادة 60 من قانون 01-14 لسنة 2001 المتعلق بتنظيم حركة المرور عبر الطرق  سلامتها و أمنها، المعدل و المتمم يهدف هذا للمرسوم إلى تحديد كيفيات تعليم قواعد حركة المرور و الوقاية و الأمن عبر الطرق بالمؤسسات المدرسية الذي يدعوا نصها إلى التربية المرورية في الوسط المدرسي".

 في ثلاث مراحل و أنشطة بيداغوجية تابعت نفس المسؤولة  "نجد التربية المرورية في الوسط المدرسي و قواعد حياة المجتمع مهمة  من خلال التعريف بالتربية المرورية أهدافها و أبعادها هذا ما تطرقت إليه الجمعية في دورياتها التحسيسية و التوعوية ذلك بالتنسيق مع الشركاء كالدرك الوطني ،الأمن الوطني، الحماية المدنية و وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف، وزارة التضامن وزارة النقل إضافة إلى ذوي الإحتياجات الخاصة الذين كان لهم نصيب  في التحسيس و التوعية.

 اما البرنامج المسطر لوزارة التربية الوطنية، فقد طبقته الجمعية بإستراتجية جديدة تتماشى رفقة جميع الأعمار موازاة مع الأيام الدراسية و اللقاءات الصحفية لنشر ثقافة التبليغ عن الطوارئ و كذا إبرازأهمية الإعلام المروري الذي كحل فعال للتقليص من نسبة الحوادث. 

أما بخصوص التكوين لنيل رخصة السياقة لجميع الأصناف أردفت محدثتنا قائلة " هناك قوانين  فرضت على جميع  سائقي  الحافلات و كذلك نقل البضائع ليتحصلوا على شهادة الكفائة المهنية و البيداغوجية لقيادة المركبات للوزن الثقيل أو نقل الأشخاص، أي كل شخص يتمتع بالسلامة البدنية و العقلية و المرئية، أن لا تكون رخصته محل تعليق ،و السن المطلوب ما بين 25 سنة و 18 سنة .

و بخصوص مدارس تعليم السياقة لفتت الإنتباه إلى ضرورة تجسيد قدراتهم التكوينية للنجاح مترشحيهم بتميز على أن يكون موازيا مع إمتحان نيل رخصة السياقة، كما يتم توفير سيارة المحاكات الخاصة لتدريب المترشحين لنيل إمتحان الثاني لكيفية ركن المركبة و السياقة.

و على صعيد آخرى ترى محدثتنا أن هناك ترويج سلبي عبر شبكات التواصل الإجتماعي لتلقين دروس غير مقنعة لتعليم السياقة لذلك يستوجب على وزارة الداخلية و الجماعات المحلية و التهيئة العمرانية التحذير من هذا الترويج.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services