23

0

جلسة تاريخية تسلط الضوء على ذاكرة سعيدة الثورية بمناسبة الذكرى 63 للاستقلال

 

احتضنت المكتبة الرئيسية للمطالعة قاع العمومية "وانزار عبد الكريم" بمدينة سعيدة، صبيحة الثاني من جويلية 2025، نشاطا ثقافيا وتاريخيا مميزا في إطار الاحتفالات الوطنية بالذكرى الثالثة والستين لعيد الاستقلال والشباب، حيث نظم نادي التاريخ "الأمير عبد القادر" جلسة تاريخية ثرية، أدارها الأستاذ الدكتور دلباز محمد، أستاذ تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة سعيدة.

الحاج شريفي

 

تميزت الجلسة بحضور نوعي شمل مهتمين بتاريخ منطقة سعيدة، بالإضافة إلى ممثلين عن الأسرة الإعلامية بمختلف فروعها: المكتوبة، السمعية والبصرية، مما أضفى على النقاشات طابعا علميا وتوثيقيا في آن واحد. وقد ركزت المداخلات والشروحات على إبراز مساهمة منطقة سعيدة في مسار المقاومة الشعبية، والحركة الوطنية، وثورة التحرير المجيدة، من خلال التوقف عند أبرز المحطات التاريخية التي عرفتها الولاية، والأدوار البطولية التي اضطلع بها أبناؤها في مقارعة الاستعمار.

في سياق الجلسة، وجه الدكتور دلباز محمد نداء للحاضرين من أجل المساهمة في توثيق الذاكرة المحلية لولاية سعيدة، عبر تقديم الوثائق، الصور، والشهادات المرتبطة بالثورة التحريرية، خاصة تلك المتعلقة بالشخصيات المحلية والمعارك التي خاضتها المنطقة ضد الاحتلال الفرنسي. وأوضح أن هذه المبادرة تكتسي أهمية علمية كبيرة، خصوصا بعد تخصيص ستة مناصب دكتوراه في جامعة سعيدة لتخصص "التاريخ المحلي"، بفضل جهود مكثفة بذلها رئيس الجامعة، الدكتور مولاي الطاهر الأستاذ تبون وهيب فتح الله، وبدعم من عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، الأستاذ عبد الحميد بكري.

وأوضح الدكتور دلباز أن فتح هذا المسار الأكاديمي سيسمح بإعادة قراءة التاريخ المحلي من منطلق علمي ومنهجي، انطلاقا من منتصف سبتمبر 2025، وهي خطوة أولى في سبيل بناء قاعدة معرفية متينة حول تاريخ ولاية سعيدة، الذي ظل لفترة طويلة مغيبا عن الأبحاث الجامعية رغم غناه بالوقائع والأحداث والشخصيات الوطنية.

وشهدت الجلسة مداخلات تفاعلية من طرف الحضور الذين أجمعوا على ضرورة مواصلة مثل هذه الفعاليات الثقافية، ودعوا إلى توسيع دائرة الاهتمام بتاريخ سعيدة الثوري عبر إشراك الجمعيات، الباحثين، ووسائل الإعلام في عملية توثيق هذا الإرث الغني، خاصة أن الولاية تزخر برصيد نضالي كبير ظل بحاجة إلى إعادة إحياء وتثمين.

اللقاء كان أكثر من مجرد جلسة استذكار، بل تحول إلى ورشة تفكير جماعي تؤسس لمشروع علمي وثقافي طويل المدى، يتماشى مع رؤية الجزائر الجديدة القائمة على تثمين الذاكرة الوطنية وربط الأجيال الجديدة بجذورها النضالية، انطلاقا من خصوصيات المناطق والمساهمة المحلية في ملحمة التحرير.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services