45
0
غزة ... الموت بين الخيم

بقلم / د. عبد ربه العنزى
في غزة، لا يموت الناس فقط... بل تتفكك كل معاني الحياة، وثوابت الإنسانية منذ الأزل.
الوجع الإنساني في غزة لا يُروى فقط بالأرقام، بل يُقرأ في ملامح الأطفال الجائعين، الهائمين على وجوههم المغبرة بالحسرات والفقدان، في أعين الشيوخ الذين يجرّون ذاكرتهم من بيت إلى خيمة. ومن خيمة إلى أخرى، من قلب أم تُخرج رضيعها من بين الركام فلا تجده يبكي، من رجل يحمل حقيبة بيد ودفتر عائلة بيد، ويسير على طريق لا يعرف إلى أين تنتهي، وفتاة تفترش الإسفلت وتكتب اسم أخيها المفقود على جدار مهدوم.
الوجع الإنساني في غزة هو حين لا تجد كلماتك معنى أمام جائع، ولا صمتك عزاءً لمن فقد كل شيء، حين تُقصف الحياة بكل تفاصيلها: الخبز، الدفتر، الحلم، الأمان.
حين يُختزل العالم في كيس طحين، وزجاجة ماء، ونفَس قد لا يكتمل.
هذا ليس وجعًا فقط،
بل نزيف مستمر في ضمير البشرية.