في أجواء مفعمة بالبهجة وروح التآخي المغاربي، انطلقت   اليوم فعاليات نشاط ثقافي ورياضي دولي نظمته جامعة محمد الشريف مساعدية بولاية سوق أهراس.

كوثر خليدة

تحت إشراف مديرة الجامعة البروفيسور نورة موسى، وبحضور رسمي وطلابي وازن، يتقدمه السيد والي الولاية زيناي عبد الكريم، والأمين العام للولاية السيد بن الزاير بودربالة، إلى جانب ممثلي المؤسسات الجامعية الشريكة من الجزائر وتونس.

وقد استُهلت التظاهرة بمراسم بروتوكولية راقية، تخللتها تلاوة آيات من الذكر الحكيم، وعزف النشيدين الوطنيين الجزائري والتونسي، في مشهد رمزي يعكس عمق الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين، ويُكرّس روح الانتماء المغاربي داخل الفضاء الجامعي، تأكيدًا على دور الجامعة كمحرك للتقارب الثقافي والإنساني بين ضفتي المغرب العربي.

و تميّز هذا النشاط بتنوع فريد في برامجه الثقافية والرياضية، حيث احتضن سلسلة عروض فنية راقية، شملت مسرحيات هادفة، قراءات شعرية، ومونولوغات شبابية عبّرت عن قضايا راهنة بأساليب إبداعية عكست تنوع المواهب الطلابية. كما نُظم معرض للكتاب أتاح للطلبة فضاءً معرفيًا ثريًا، إلى جانب معرض متميز للذكاء الاصطناعي قدّم خلاله طلبة الجامعة مشاريعهم الابتكارية، بما يعكس التزام الجامعة بمواكبة التحولات الرقمية ودعم البحث العلمي.

وفي شقّه الرياضي، شهد النشاط تنظيم الطبعة الرابعة من نصف الماراطون الدولي الجزائري-التونسي، في إطار تفعيل اتفاقية 5+5 بين البلدين، وتجسيدًا لرؤية الدولة الجزائرية في دعم الشباب، وتمكينهم من لعب أدوار قيادية داخل المجتمع، انسجامًا مع التوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية الذي يؤكد على أن الجامعة هي الخزان الحيوي للطاقة الشبانية الوطنية.

وقد أعطيت إشارة الانطلاق الرسمية من وسط مدينة تاورة بمشاركة أكثر من 122 عداءً من الجنسين، من بينهم 30 مشاركًا تونسيًا يمثلون جامعات جندوبة، قفصة، والقيروان، إلى جانب طلبة من 12 جامعة جزائرية بإجمالي 72 عداءً. وتم تحديد مسافة 8 كلم للإناث و14 كلم للذكور، وسط تنظيم عالي الدقة، وتحت إشراف نخبة من أساتذة معهد علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية بجامعة سوق أهراس.

كما تميّز الحدث بصرامة تنظيمية وشفافية تحكيمية، حيث تم اعتماد أنظمة رقمية لتسجيل وتتبع الأداء، وتطبيق أعلى معايير النزاهة في التقييم، ما عكس قفزة نوعية في تنظيم التظاهرات الجامعية على المستويين التقني واللوجستي. وفي هذا السياق، صرّح الدكتور فؤاد العيداني بأن هذه الطبعة تُعدّ "الأكثر نضجًا من حيث التنظيم التقني والتأطير الميداني"، مشيدًا بالمستوى العالي للتحضير والديناميكية المؤسسية التي رافقت مختلف المراحل.

و شهد النشاط منافسات في الشطرنج، تنس الطاولة (بينغ بونغ)، وألعاب القوى، إلى جانب أمسيات موسيقية وثقافية جسّدت التنوّع الثقافي وعمق الاندماج الطلابي في أجواء من التحفيز والاحترام المتبادل.

و اختُتم النشاط بحفل تكريمي احتفى بالمشاركين المتألقين والطلبة المتفوقين، في أجواء من الفخر والإشادة من طرف الوفود الحاضرة، الذين عبروا عن إعجابهم بالمستوى التنظيمي المحترف الذي يليق بجامعة تسير بثبات نحو الريادة.

بهذه التظاهرة الجامعة، تؤكد جامعة محمد الشريف مساعدية – سوق أهراس موقعها كمؤسسة أكاديمية رائدة، لا تكتفي بدورها التعليمي فقط، بل تسهم بفعالية في بناء الجسور الثقافية والرياضية والدبلوماسية، داخل الجزائر وخارجها، من خلال نموذج جامعي يجمع بين الابتكار، الانفتاح، والتأثير الإيجابي في محيطه المحلي والدولي.