272

0

في ذكرى الهجرة النبوية.. رغم النزوح و الجروح والقروح..

فلسطين على طريق الــمُهاجِرِ المجاهد الحبيب (ص):" ثائرون، سائرون، ثابتون، وبعون الله صامدون منتصرون.. "!!


 

بقلم: مصطفى محمد حابس: جينيف / سويسرا 

 

مع بداية العام الهجري الجديد 1446 هـ ومع مرور الأيام والأشهر والسنون والأجيال، حرّي بنا - كبشر و بنو بشر، منتسبين للرسالة الخاتمة -  أن نذكر دائما وأبدا، أننا في حاجة ماسة إلى تجديد النظر وتعميقه في مجموعة من مفاهيم الهجرة، ومحاولة تفكيكها والبحث عن القيم المركزية الكبرى المكونة لجوهرها في عصرنا الحالي، ثم إعادة صياغتها معرفيا ومنهجيا ومقاصديا، واستعادة رسالتها وفاعليتها ودقتها وواقعيتها، لأن الجمود الفكري في القرون المنصرمة ساهم في قتل وتشويه حزمة من المفاهيم المركزية في الإسلام، وأفقدها جوهرها وحيويتها وأجهز على قوتها وإمكانياتها الحضارية..

إن سيرة الرسول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وسيرة هذا الإسلام خصوصا – على حد تعبير المفكر سيد قطب (رحمه الله) – لا يجوز أن تكون تاريخًا يُتلى، ولا أن يكون احتفالاتٍ تمضي، إنما يجب أن يكون حياةً تُعاد وأن يكون واقعًا يُحقق، فما جاء هذا الإسلام ليكون تاريخًا، وما مضت أيام الرسول - صلى الله عليه وسلم- لتكون ذكرى، إنما جاء هذا الإسلام ليكون واقعًا حيًا في تاريخ المسلمين، وإنما مضت هذه الأيام لتكون فيها - إلى الأبد- أُسوةٌ وقدوةٌ لمن يتبعون رسول الله صلى الله عليه وسلم.

معنى آخر من معاني الهجرة الذي يجب أن نستحضره في أرواحنا - على تعبير المفكر الشهيد - و يجب أن نُعد أنفسنا له، ما قاله سبحانه وتعالى وهو يخاطب رسوله في أول الدعوة، قال له:

يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}

لماذا كل هذا؟ لماذا كل هذا الاستعداد؟ لماذا سَهَرُ الليل؟ لماذا الصلاة؟ لماذا الاتصال بالله؟، الجواب :

(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا)… إنا سنلقي عليك قولًا ثقيلًا لا في كلماته… ولا في عباراته، فالله سبحانه وتعالى يقول: { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} فألفاظ القرآن ميسورة، وعباراته ميسورة، وهذا الثقل في القول ليس في ذات القول، ولكن في التبعة، في المهمة، في الواجب… في المشقة التي يحتملها من يحمل هذا القول الثقيل… { إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا }.

وكما صدح بذلك شيخنا العلامة البشير الإبراهيمي في قومه بمناسبة مماثلة في عيد الأضحى المبارك، وقبيل بداية رأس السنة الهجرية، قائلا :" أيها المسلمون، الهجرة أيام سياحة و عبادة و ليست ايام انفلات ولا انطلاق شهوات، كما هو الحال عند بعض الملل والنحل ، هجرات بعضهم شهوات، إباحية وسكر وملذات.. أما هجرتنا فهي عبادة تبدأ باسم الله و الله أكبر، وتختتم بالصلاة والسلام على النبي الأكرم."

الهجرة رغبة في أمن أوطان وصحة أبدان ورغد العيش !!

 

 إذا كان سيد الخلق وحبيب الحقّ وقُطب دائرة الأكوان - صلى الله عليه وسلم- يقول " لا تَكِلْني إلى نفسي طَرْفةَ عَين" أي: لا تَصرف عِنايتَك عني، ولا تمكُر بي، ولا تخذُلني، ولا تفاجأني ولا تَفجعني ، فما نقول نحنُ وكلنا عَورة وأخطاء وزَلل في عيشنا و تصرفاتنا وهجرتنا؛ يُعلّمنا صلى الله عليه وسلم أن الإنسان ضعيف لا يمكن أن يستغني عن خالقه مهما بلغ، ومهما توفر له من أسباب الحياة و العيش الكريم  في هذه الدنيا الفانية، ومهما توفرت له أسباب السعي فيها؛ وأنَّ الله لو صرَف عنايتَه لحظةً واحدة عن هذا الكون لاختلّ نظامه وتهدّمت أركانه" إن الله يُمسك السموات والأرض أن تزولا، ولئن زالتا إنْ أمسكهما من أحد من بعده ".. و بالتالي صار المسلم مجبرا أن يشد روحه و بدنه بهذه العروة الوثقى، في حله و ترحاله، وهذا الذي نعيشه و نلحظه اليوم في المشرق كما في المغرب، و ما حال إخواننا في فلسطين والسودان والصومال .. عن المبصرين ببعيد، لأن أمن الأوطان وصحة الأبدان ورغد العيش هي مقومات الحياة، ولذلك قال الرسول(ص): من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في بدنه، له قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها { أخرجه الترمذي وابن ماجة وهو حديث حسن.

عندما نفقد واحدة من هذه الثلاثة (صحة الأبدان وأمن الأوطان ورغد العيش) يكون العيش منغصا ولربما تمنينا الموت؛ هذه النعم عندما يجدها الإنسان فإنه لا يحس بمرور الأيام وانقضاء الأعوام فالأيام تمر عليه سريعا، كان هذا العام 1145هـ ، بالأمس مبتدأ وها هو صار خبرا، انقضى وكأننا لم نعش أيامه و شهوره !!

لكن هناك لنا إخوان و أخوات في أرض الله الواسعة، مرضى وهلكى و خائفين و جائعين و أسرى و مساجين قد طالت عليهم الأيام وأبطأت عليهم شهوره من شدة ما رأوا و عانوا و أحسوا بهول أيامها و لياليها !!

 

عبقرية الصحابة في " تقديم الرسالة على الرسول وتقديم المنهج على الشخص":

 

وقد أشار العلماء - قبل ذلك - في مقام آخر، إلى عبقرية الصحابة في أتخاذ تاريخ هجرة النبي، للتقويم الإسلامي، بدل تاريخ ميلاده أو موته أو غير ذلك، كما هو الشأن بالنسبة لمن سبقنا من الملل و النحل و الاقوام كاليهود والنصارى و ..!! .. بحيث يبهرنا العلامة المفكر غازي التوبة،(السوري - الفلسطيني) حفظه الله، بهذه الحقيقة الناصعة، التي غفل عنها الكثير من العلماء المعاصرين والأقدمون، أي تقديم الرسالة على الرسول إذ كتب يقول - حفظه الله-:

إن تقديم الرسالة على الرسول وتقديم المنهج على الشخص - في اختيار الهجرة مبتدأ التاريخ - كانت نقلة نوعية في تاريخ البشرية لأن معظم الضلال الذي وقعت فيه الأمم السابقة على الإسلام كان من تعظيمهم الأشخاص وتقديمهم على المنهج والوقوع بالتالي في تأليههم وعبادتهم بعد ذلك" ، وهو تفسير غاية في الأهمية و غاية في المنطق، كما أشرنا لذلك في مقال الأسبوع الماضي !!

 

من معاني و دروس الهجرة في تاريخنا، رغبة في ميلاد حقيقي لأمة إسلامية راشدة...

 

مفهوم “الهجرة” من بين المفاهيم التي ينبغي تجديدها وبناء الوعي الرسالي بمقاصدها والقيم البراقة والمعاني الرقراقة المستنبطة من هذا الحدث العظيم في تاريخ المسلمين، والذي يعد مبعثا ومنطلقا حضاريا لميلاد حقيقي للأمة الإسلامية .

 وأما الهجرة في اللغة، فقال الجوهري: الهجر ضد الوصل، والمهاجر من أرض إلى أرض ترك الأولى للثانية، والتّهاجر هو التقاطع قال تعالى:(وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) [النساء:34] وأما الهجرة في المدلول الإسلامي هي الحدث الكبير الذي شكل منعطفا فارقا في تاريخ الدعوة الإسلامية، وهي هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة، بعد الاضطهاد و الجور والتعذيب الذي تعرضوا له على أيدي صناديد قريش و جباريها.

 

 " مكة خير أرضِ وأحبُّها إلى الله، ولولا أني أُخرِجتُ منكِ ما خرجت" !!

  

أهم درس نتعلمه من هذا الحدث الكبير، لأن فعل الهجرة ليس بالأمر السهل والبسيط، بل فيه الاكراه على المغادرة، مع ترك للأموال والدّور والأبناء والأحبة والغالي والنفيس من أجل رسالة الإسلام أي من أجل الله ومن أجل رسوله صلى الله عليه وسلم، وهنا وقف الرسول الكريم لكي يؤكد على مضمون الهجرة ومقاصدها العالية بقوله في الحديث الصحيح “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه”.

إن يوم الهجرة، هو اليوم الذي استدار فيه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب على راحلته.. استدار إلى وطنه مكة المكرّمة قبيل هجرته إلى المدينة المنوّرة.. ناظراً إلى أُفقِها البعيد، مُوَدِّعاً أغلى وطنٍ وأحبَّه إلى نفسه، قائلاً بمرارة المهاجر المتألم المقهور: [والله إنكِ لخير أرضِ الله، وأحبُّ أرضِ الله إلى الله، ولولا أني أُخرِجتُ منكِ ما خرجت.].. (رواه أحمد والترمذي والنَّسائي).

 

حين تكون الهجرة لله فرارا بالدين، تتصاغر أمامها كل الشهوات و الملذات ..

 

وهذه هي حقيقة الهجرة التي لا زيف فيها، الهجرة التي يفر بها المسلم بدينه خوفا عليه، والتي من أجلها يترك ماله ووطنه وتجارته، وهو معنى ثابت متجدد على مر العصور والدهور، ويمكن الاستئناس في ذلك بقوله عز وجل: {قُلْ إن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَاؤُكُمْ وإخْوَانُكُمْ وأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ومَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ ورَسُولِهِ وجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ واللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ}.

ولعل هذا المعنى هو الذي أراده النبي  صلى الله عليه وسلم بقوله: "والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"، ولو في ذلك هجرة المكان. وحين تكون الهجرة لله فرارا بالدين، تتصاغر أمامها شهوات النفس كلها، من المال والجاه والأرض وغير ذلك، وهذا ما حدث مع صهيب الرومي - رضي الله عنه -، فقد أراد الهجرة للنبي - ص- فاعترضه أهل مكة، وقد كان صهيب عبدا، فكاتب سيده، وأصبح حرًّا، ثم أصبح تاجرا، فساومه أهل مكة على غناه وتجارته، فترك لهم دنياه، لينال رضا الله تعالى، ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فرح به قائلا: "ربح البيع أبا يحيى" أي صهيب بن سنان الرومي الذي نزل فيه قول الله تعالى : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ {البقرة: 207 }.

فعندما ضاقت السُّبُلُ بالمجاهد العظيم صلّى الله عليه وسلّم، خرج مُهاجراً من دياره إلى أرض الغربة، ليعثر في ذلك على بركةٍ وقوةٍ ومَنَعة.. خرج بدينه، وخرج أصحابه القادرون على الهجرة، إلى أرضٍ يستطيعون فيها أن يعبدوا الله عزّ وجلّ. ولا يُعدم الرسول العظيم وسيلةً للتهيئة لهذا الأمر، لأنّ المجاهد الحق واعٍ حصيف حكيم، يُخِّطط لخطواته كلها التخطيط المحكم، حتى يبلغَ النجاحَ والانتصارَ، بعونٍ من الله عزّ وجلّ وفَتح..
يخرج العزيز الكريم من أرضه ووطنه، يأبى أن يـَمَسَّه الضعف أو الهوان، ويهيِّئ الله له أنصاراً آمنوا به حَقَّ الإيمان، لا يفكّرون بتحقيق أي مصلحةٍ تعلو على مصلحته ومصالح دينه وأصحابه، ولا يَسْعَوْن إلى استغلال ظروف أولئك الأطهار وضَعفهم وهَوانهم، لإدراك أي فائدةٍ خاصةٍ بهم، فاستحقّوا لقب الأنصار، أنصار الله والرسول والإسلام والمسلمين الأحرار الأعزّة الكرام.. بلا مزاوداتٍ ولا مِنّةٍ ولا أذى.. فاستحقوا وَصْفَ العزبز الكريم عزّ وجلّ:
﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (الحشر9).
 فيُستقبَلُ المهاجر العظيم أرقى استقبال، ويُعزَّز ويُكرَّم، وذلك بعد ثلاث عشرة سنة من الجهاد والعمل الدؤوب الهادف، فيُقيم مع مهاجريه وأنصارهم دولةَ الإسلام العظيمة، على الرغم من أنوف الطغاة عبيد الأصنام والأهواء والعصبيّات الجاهليّة المنحطّة.. ويَسقيها بالإيمان، فتترعرع خيرُ دولةٍ على وجه الأرض، وينمو المجتمع الذي لا مثيل له.

 

التهجير القصري من أرض المعراج محاولة فاشلة كسابقاتها عبر الأجيال ..


في غزة العزة اليوم، يعيش أهلها رحلة الهجرة بين الموت والحياة، يمضون، بعيونٍ مُكحَّلةٍ بدم شهدائها الأبرار، تُرَفرف حولهم أرواحُ أطفال أزهقها الهمجُ الصهيوني، والصامتون العرب، والمتواطئون، والخاذلون، وأوباشُ الشرق والغرب.. ودَجّالو البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي ومن على شاكلتهم في عالمنا الإسلامي..

وكما كتب أحد اساتذتنا، من أهل الشام العزيز،  من المشردين قصرا، منذ عقود، تاركا بلاده و أرض أجداده، و مسقط رأسه، قوله :"   
مَن ذا الذي هجر الوطن الحبيب.. لا يتحرّق شوقاً إليه، ولا يتلوّى ألماً عليه، ولا يسكن إلى عبرات الحنين لكل نسمةٍ عليلةٍ كانت تلامس - في رحاب الوطن- وَجْنتيه؟!..
مَن ذا الذي لا تَحْمَرّ مُقلتاهُ عذاباً لفراق وطنه الغالي العزيز، ولا يذوب قلبُهُ كَمداً عليه، ولا يَتوقُ إلى رَيْحانِ ترابه العذب الـمُعَفَّر بلظى ذكراه؟!..

حين نفقد الوطن، ويتعذّر علينا أن نُقيمَ داخله، فَسَنَبْنِيهِ في نفوسنا، ونُسكِنه في أعماقنا، ليصيرَ جَناحَيْنِ لروحنا، نُحِسّ به، ونستشعر عُلُوَّه ومكانَتَهُ، ونندفع لتحريره من طُغاته وجلاّديه ومُحتلّيه.. فمَن تعذّر عليه أن يسكنَ في وطنه، عليه أن يُسكِنَه بين ضلوعه، ليتذكّر في كل وقتٍ وحين، أنّ الإنسان لا قيمة له من غير وطن، فمَن يستردّه في أعماقه، لا بد أن يستردّه من مُـحتَلِّيه وخَوَنَتِهِ الذين باعوه لأوباش الأرض وسَفَلَتِها!."

 

و اليوم في ذكرى هجرة الرسول وسيد المجاهدين الـمُهاجِرين، محمّدٌ صلى الله عليه وسلم:

 

في يوم الهجرة النبوية، تنفجر الأشجان، لِتُذكِّرَنا، أن أهل فلسطين يتوقون إلى وطنٍ آمنٍ عزيزٍ كريمٍ حُرٍّ مَنيع، تبنيه سواعد و عقول من بقي على العهد من رجالهم ونسائهم الأبطال.

 نعم أهل فلسطين، يتوقون إلى وطنٍ حُرٍّ كريم ولسانُ حالهم، يردّد بين جنبات النفس العليلة بِفَقْدِ الوطن، ما ردّده قبلهم سيّد خَلْقِ الله، الـمُهاجِرُ المجاهدُ محمّدٌ صلى الله عليه وسلم: [اللهم إليك أشكو ضَعفَ قوّتي، وقلّةَ حيلتي، وهَوَاني على الناس.. يا أرحم الراحمين، أنتَ ربُّ المستضعَفين وأنتَ ربي.. لكَ العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلا بك]!..
و اليوم في ذكرى هجرة الرسول (ص) لا يسع أهلنا في فلسطين في هذه المناسبة السعيدة والصعبة الخطرة، إلا أن يجَدِّدواَ عهدهم مع الله عزّ وجلّ، إنهم على طريق الــمُهاجِرِ المجاهد الكريم الحبيب العزيز (صلى الله عليه وسلم).. سائرون، ثابتون، صامدون، ثائرون، و لسان حالهم يردد – نشوانا - دون كلل ولا ملل:" نصر قريب، في سبيل الله لن نحيد ولن نخيب" !!

 

بهذه المناسبة السعيدة يطيب لنا الابتهال لله سبحانه و دعوته لنا و لكم، بكل خير..

فيا رب احفظنا و أحبتنا في فلسطين وأكرمنا من نعيمك يا خير الحافظين

اللهم استرنا واستر في الدنيا والآخرة واشغلنا بذكرك عمَّن سواك يا رب العالمين

ربي اجعله عاما سعيدا طيبا مباركا، وقربنا فيه من فعل كل خير، وباعدنا فيه من فعل كل شر، ونجنا وعبادك من كل هم وغم و فتنة ومحنة وكرب وشدة وبلاء ومرض، يا أرحم الراحمين.

كل عام والأمة الإسلامية و الإنسانية بألف خير، أعاده الله علينا وعليكم بخير و هناء و بركة..

ورحم الله شهداء أمتنا و علماءنا على تبصير الغافلين منا بهذه اللفتات الجديدة المتجددة مع بداية كل عام والتي نحن في أمس الحاجة اليها في أعيادنا وأفراحنا كما حتى في أقراحنا، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services