44

0

في الذكرى 63 لاستقلال الجزائر.. أجيال تتعاقب ومبادىء راسخة

 


بقلم: سعيد بن عياد 

يوم ليس كغيره من الأيام، يلخص مسيرة شعب صمم عبر الأجيال على انتزاع حريته واسترجاع سيادة دولته مقدما تضحيات جسام يعلمها العدو المستدمر قبل الصديق . 
انه الخامس جويلية 1962 يوم استعادة السيادة الوطنية وكنس الوجود الاستدماري الفرنسي الاستيطاني بعد 132 سنة من التقتيل والابادة والنهب والاستغلال.

فبعد سبع سنوات ونصف السنة من مسيرة التحرير المجيدة التي وقعت بالدم الجزائري الخالص في أول نوفمبر 1954 اندلاع ثورة عارمة وشق طريق الحرية بكل ما تتطلبه من تضحيات وبطولات عسكرية ودبلوماسية واعلامية وسياسية، تمت إعادة مسار التاريخ إلى السكة الصحيحة بجلوس دولة الاحتلال إلى طاولة المفاوضات لتثمر وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962 والاعتراف بحق الشعب الجزائري في تقرير المصير عبر الاستفتاء في أول جويلية وإعلان النتائج في الثالث من ذات الشهر وتكريس الخامس جويلية يوم اعلان الاستقلال. 
يومها انفجر الشارع الجزائري في كل ربوع هذا البلد العريق بنزول المواطنين في مشهد احتفالي منقطع النظير يعكس قوة الانتصار أمام اعتى قوة استدمارية مدعومة بالحلف الأطلسي. كان انتصارا لكافة الأجيال التي قاومت الاحتلال منذ اللحظة الأولى وتوالت الثورات والانتفاضات إلى أن تحقق الهدف. أنها الحرية بكل ما تعنيه من محتوى سطره بيان أول نوفمبر الذي وضع معالم الدولة الحديثة بهويتها الجزائرية الأصيلة وانطلق مسار البناء والتشييد برؤية استشرافية تعكس مؤشراتها مدى التطور والمكاسب المحققة ولا تزال معركة التغيير ضمن نفس الإتجاه متواصلة بهدف تعزيز مكانة الجزائر كصوت حر يصدح في العالم ضد الاحتلال ودعما لمقاومته وفقا للشرعية الدولية وحماية مكاسب الشعب الجزائري في مواجهة مخاطر قوى الاستعمار الجديد. 
وفي هذا اليوم من الواجب أن نستذكر بطولات وتضحيات الأباء والأجداد الذين صمموا بلا رجعة على طرد الاحتلال الفرنسي واسقاط مشروعه الاستيطاني العنصري. ويستحق أولئك الأبطال وقفة تقدير عابرة للأجيال من خلال حمل تلك القيم والتشبع بالمبادىء الوطنية لترجمتها في الحياة اليومية سواء في مواقع العمل أو فضاءات المجتمع ومراكز اتخاذ القرار.  وفي هذا الإطار فإن معركة الذاكرة التي تخوضها الجزائر اليوم تشكل امتدادا طبيعيا لمسيرة التحرير بحيث لا مجال فيها لأي ابتزاز او مساومة بحيث يشكل الانتصار فيها حجر اساس متين لتحصين البلاد من أي خطر فالذاكرة تشكل المنبع الأصلي للخيارات والتوجهات وسط افرازات العولمة التي تستهدف البلدان الناشئة لاعاقة مشروع التطور والتنمية واستهداف السيادة الوطنية. 
ولأن المحتوى الحقيقي للاستقلال يتلخص في السيادة الوطنية فقد انخرطت الجزائر منذ البداية في خوض معارك حاسمة بدءا بإعلان الخيارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كما وردت في الدساتير واسترجاع السيطرة على الثروات الوطنية وتسخيرها للتنمية والحفاظ على قوة صوت الجزائر في المحافل الدولية كما هو حاليا بمجلس الامن الدولي حيث يرتفع صوت الجزائر أمام قوى عالمية تؤيد الاحتلال في فلسطين وتشجع الإبادة في غزة الشهيدة واستطاعت الجزائر عبر مندوبها بمجلس الأمن الدولي الدفع بالقوى الاستعمارية الجديدة إلى ما يشبه العزلة والانهيار بنظر الرأي العام العالمي الحر.
وبلا شك في هذا اليوم باحياء الذكرى 63 للاستقلال يتجدد العهد مع تاريخنا وبطولات ثورتنا وتضحيات شهدائنا بمواصلة حمل الرسالة الوطنية بكل ما تحتاجه من إلتزام متين وصدق أمين واقدام على طريق البناء والتنمية وفقا لمعايير النجاعة والرؤية السديدة من أجل كسب معركة الاقتصاد التي تمنح نتائجها قيمة مضافة للسيادة الوطنية وليس هذا مستحيلا بالرجوع إلى إرث جيل نوفمبر الذي استطاع بوسائل بسيطة ولكن بإرادة صادقة تغيير وضع الأمر الواقع الاستعماري إلى وضع الحرية والاستقلال مؤكدًا أن الإنسان هو الرقم الثابت في معادلة مستقبل الشعوب.
لذلك فإن مسؤولية الأجيال الحديثة مطلوبة اليوم للتواجد في الميدان تجسيدا لقيم ومبادىء جيل التحرير حول نفس الهدف وهو الحفاظ على السيادة الوطنية والتصدي للتحديات مهما عظمت.

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services