49
0
دائرة حاسي مسعود تغرق في مياه الصرف الصحي وسط صمت مريب

تشهد دائرة حاسي مسعود بولاية ورقلة وضعاً بيئياً خطيراً ينذر بكارثة صحية وإنسانية حقيقية، بسبب الانتشار الواسع لمياه الصرف الصحي بعدد من أحياء المدينة، في ظل غياب أي تدخل فعلي من السلطات المحلية، الأمر الذي أثار سخطاً واستياءً واسعين في أوساط السكان، ودفع نشطاء المجتمع المدني إلى دق ناقوس الخطر.
محمد الحسان رمون
من أبرز النقاط السوداء المسجلة حالياً تقع بمحاذاة مقبرة حاسي مسعود، حيث تحوّلت المنطقة إلى برك ومستنقعات من المياه الملوثة ، مهددة بانتشار الأمراض والأوبئة، نتيجة تراكم الفضلات والمياه الراكدة، ما أدى إلى تكاثر الحشرات الضارة والبعوض بشكل لافت. السكان يصفون الوضع بـ"الكارثي"، ويتحدثون عن بيئة موبوءة تنذر بما هو أسوأ إن لم يُتخذ التدخل العاجل والفعّال.
وفي حديثهم لجريدة بركة نيوز ، عبّر عدد من المواطنين عن غضبهم الشديد من تكرار هذه المشاهد كلما حلّ موسم الصيف، دون أن يجدوا آذاناً صاغية من المسؤولين المحليين. وقال أحد السكان: "لقد سئمنا من تقديم الشكاوى والنداءات، الوضع لا يُحتمل، أطفالنا مهددون، وروائح المياه القذرة تصل حتى داخل المنازل .
ورغم حساسية الموضوع، لم يصدر لحد الساعة أي توضيح من الجهات المحلية ، وهو ما أثار استغراب الرأي العام المحلي، الذي يرى أن معالجة هذه الإشكالية لا تحتمل المزيد من التسويف أو التماطل، باعتبار أن الأمر يتعلق بصحة الإنسان وسلامة البيئة، ويشكل خرقاً واضحاً لحقوق المواطن في العيش في بيئة نظيفة وآمنة.
من جهتهم، طالب نشطاء المجتمع المدني ، الجهات الوصية بضرورة النزول إلى الميدان لمعالجة الوضع البيئي الكارثي، والعمل على إصلاح شبكة الصرف الصحي المهترئة، التي لم تعد تواكب توسع الأحياء والتزايد السكاني بالمنطقة.
وأكد النشطاء أن تحرك السلطات على أعلى مستوى بات ضرورياً، في ظل عجز المجالس المحلية عن القيام بأبسط مهامها، داعين في الوقت ذاته إلى إشراك المجتمع المحلي في وضع حلول واقعية ومستدامة تنقذ المدينة من الغرق المتواصل في الأوساخ والتهميش.
تُعدّ أزمة الصرف الصحي في حاسي مسعود نموذجاً صارخاً لحالات التهميش التي تعاني منها بعض المناطق الحيوية، رغم أنها تمثل عصباً اقتصادياً مهماً في البلاد، خاصة وأن المدينة تعرف بكونها القلب النابض لثروة الجزائر النفطية.
ويؤكد متابعون للشأن المحلي أن حل مثل هذه الأزمات يتطلب إرادة سياسية، ورقابة صارمة على مشاريع البنية التحتية التي تُسند في كثير من الأحيان دون متابعة حقيقية أو دراسة ميدانية، مما يؤدي إلى نتائج كارثية كتلك التي تعيشها حاسي مسعود اليوم.
أمام هذا المشهد البيئي المأساوي، تبقى آمال سكان حاسي مسعود معلقة على تحرك عاجل وفعّال من طرف السلطات الولائية، وعلى رأسها الوالي، لانتشال المدينة من هذا الواقع المؤلم، ووضع حد لمسلسل الإهمال، وفتح تحقيقات في أسباب فشل مشاريع الصرف الصحي السابقة، حمايةً للمواطنين وحقهم المشروع في بيئة نظيفة وآمنة.