794

0

الكاتب عبد العزيز عمراني حاصد لقب "المؤلف العربي " يروي تجربته الإبداعية "لبركة نيوز"

بين أحضان الفكر و الكتابة.... تولد الأقلام المبدعة

عالم الكتابة و الرواية مزيج جمالي ، يحمل في طياته عنان التفكير مجسدا بين الأسطر و الحروف، يلقى فيه القارئ متنفسا لخلجاته و الكاتب منبرا للتعبير عن أفكاره، حينها فقط تجتمع الرؤى لتعالج واقع مفروض أو قضية مستجدة أو خيالا مرسوما ليبقى مرجعا و مصدرا مرتبطا  بثقافة مجتمع ما.

شيماء منصور بوناب

ومن مدينة مليانة بالضبط ولد الكاتب و الروائي عمراني عبد العزيز الذي استضافته جريدتنا بركة نيوز الالكترونية ليحدثنا على عالم الكتابة و الرواية ، بدءا من أولى الخطوات  التي رسمت ابداعاته في عدة إصدارات انطلقت حسب ما قاله حبا في المطالعة فقط ثم اثراءا لرصيده المعرفي الشخصي في سبيل إنارة عقله ببعض الحقائق و المعارف التي كانت غائبة و مبهمة في تفكيره .

الفضول في استغلال المادة العلمية في الإبداع الروائي

فنجده يشير إلى توجهه للكتابة كان وليد فضول و رغبة ذاتية في دمج مستجداته العلمية والتكوينية الاكاديمية في الكتابة و الرواية التي رسمت بثمانية عشر إصدار متنوع المضامين آخره يطلق في 2024في معرض القاهرة بمصر.

وتابع مقارنا بين أول اصداراته و آخرها من حيث اللغة و البلاغة و الأفكار التي تتحكم فيها الخبرة و التجربة العمرية التي تفرض مراجعة النقائص وإدارة العراقيل التي تحول بين الكتابة العادية و الابداع الذي يخلق التميز و الانفرادية التي جعلت منه كاتب وروائي حاصد للقب "المؤلف العربي" .

وعن فوزه بهذا اللقب يضيف إنها إحدى الحوافز التي تفرض عليه كمؤلف و كاتب توسيع نطاق كتاباته لتشمل كل جوانب الحياة بما فيها الشق الديني و الاجتماعي و الأخلاقي الذي تفرزه قضايا المجتمع و تفرض بذلك تسيطير معالم المناقشة و الطرح المفصل في عدة كتب تثمن معطيات تلك القضايا لإيجاد حلول لها بما يخدم ثقافة وخصوصية المجتمع.

تعزيز بوادر المقروئية .....نداء لبناء مجتمع قارئ و مثقف

و بالحديث عن المقروئية يعرج محدثنا لواقعها في الجزائر ، حين شهدت في وقت مضى ارتفاع كبيرا عند مختلف الفئات من المثقفين و الفضوليين و الهواة باعتبارها اشعاع معرفي يقاس به مدى تخلف و تقدم المجتمعات ، فيقول " من قبل في فترة الستينات و ما بعدها كان للجرائد و الصحف دور بالغ في حياة الجزائريين الذين يقتنوها بصفة يومية للاطلاع على حيثيات قضايا مجتمعهم و لتحصين أفكارهم معرفيا وثقافيا .."

وتابع موضحا أن الاهتمام بالصحف و الجرائد لم يمنع من الاطلاع على الكتب و المراجع الفكرية بمختلفها على صعيد المطالعة و الترفيه في آن واحد .

لكن بتوالي السنين تراجعت المقروئية بمحاذات مع تراجع المستوى المعرفي للمجتمع الذي انشغل بالقضايا اليومية وأولويات الحياة المعيشية التي قلبت الموازين وجعلت من التعليم و القراءة في آخر القائمة ، رغم وجود فئة من المثقفين الذين لا زالوا على عهد الاطلاع و التثقيف.

أما مؤخرا يشير عمراني الى ظهور بوادر المقروئية بمؤشرات جد إيجابية خاصة عند الشباب الذي بات من المهتمين و المثقفين الذين يسعون لتبديد مظاهر الجهل و الامية في مجتمعهم سواء من جهة تعزيز مكتسباتهم العلمية بمصادر و كتب أكاديمية أو من جهة توسيع مقاصدهم المعرفية بالمطالعة البناءة من عالم الرواية وما تبعها.

 وعن عوامل زيادة نسبة المقروئية في الجزائر ينوه ذات المتحدث الى جهود المؤسسات الرسمية و الجهات الثقافية الرامية لخلق مجتمع قارئ و مثقف ،عبر تعزيز ميادين المعرفة بندوات فكرية و علمية و ثقافية تتيح الفرصة للشباب لتجديد منطلقاتهم و مكتسباتهم في المجال الذي يستهوي ميولهم ورغباتهم.

وعلى وجه الخصوص يذكر عمراني مطالعة الكتب الروائية اصبح من البديهيات الرائجة في المجتمع الجزائري خاصة عند المراهقين و الطلاب الجامعيين الذي بات مقصدهم الرفوف المكتبية الني تحتضن في زواياها روايات و أساطير تحاكي اهتمامهم و تروي عطشهم الفكري خاصة تلك الروايات التي تتميز بمواضيع شيقة تستفز غرورهم المعرفي و تساهم في معالجة حالتهم النفسية أيضا.

ميادين الكتابة و الرواية تستجيب لمعالم الرقمنة و التكنولوجيا

وفي مجال الرقمنة ودورها في خلق مجتمع قارئ من خلال الترويج لثقافة و المجتمعات و تبادل المعارف الفكرية ، يفيد عمراني أن مواكبة مستجدات العصر بشقيه الالكتروني الرقمي و التكنولوجي الآلي أضفى لمسة جديدة علي عالم الكتابة و الرواية، حين باتت المطالعة تحمل البصمة الالكترونية التي سهلت عملية اقتناء الكتب و الروايات على العديد من المطلعين الذين وجدو في PDF مقصدهم في ضل غلاء المعيشة التي ضيقت عليهم ماديا .

من جهة أخرى يقول أن الكتاب و الباحثين استفادوا من هذه الصبغة الرقمية أيضا ،انطلاقا من الترويج لأعمالهم و نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي في ضل تراجع معدل المعارض و الندوات الفكرية التي من شأنها التعريف بالكاتب و عرض منجزاته التي تخدم المجتمع و تزيل الغبار على عقول شعبه.

انطلاقا من ما قاله الكاتب عمراني عبد العزيز "الشاذ لا يقاس عليه " فانه من الصعب جدا تقييم الكتابة لأي مجتمع من المجتمعات العربية أو الغربية، لأن الأقلام تختلف باختلاف توجهات الافراد وأفكارهم التي قد تتأثر بمحيطهم الذاتي و حتى حالتهم النفسية التي من شانها تسيير نهج كتابة الفرد نحو المبتغى الذي يلقى فيه راحته و يوصل به رسالته .

في ختام لقائنا مع الكاتب عمراني قال أن الكتابة بحر ضارب في الأعماق من حيث الأفكار و التوجه و الهدف ، الغوص فيه متاهة تزيد للمعرفة معرفة و للحكمة حكمة أخرى ،لما تعكسه حروفه من جمالية لغوية يتنافس عليها الكتاب و الروائيين لخلق القيمة المعرفية المطلوبة سواء من منظور علمي ثقيل يقصده العقلاء من الفئة المثقفة الواعية أو من منظوري ترفيهي سلس المخارج يضفي على القراءة و الاطلاع نوعا من الشفافية البسيطة التي تخاطب عقول الهواة بمختلف فئاتهم و مستوياتهم.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services