506
1
بشير مصيطفى لبركة نيوز: تكريس ثقافة الاستشراف واليقظة ضمان للنمو المستدام

حاوره سعيد بن عياد
تمثل مؤسسة صناعة الغد عنوانا بارزا في المشهد الفكري ومحطة تستوجب التوقف عندها لرصد ما تسعى إليه من خلال تنشيط الاستشراف تأسيسا لثقافة اليقظة في أوساط عالم الاقتصاد، وكل ما يحيط به باعتباره محرك النهضة التي يتطلع إليها المجتمع باقحام كافة المقومات والقطاعات التي يمكن الرهان عليها لتكريس حركية النمو المستدام من خلال الحضور المنتظم والهدف.
ولهذا يحرص رئيسها الأستاذ الخبير والوزير الأسبق بشير مصيطفى على جعل الاستشراف ممارسة لدى كل الفاعلين على مختلف المستويات لرصد المؤشرات وصياغة حلول واقعية لتجاوز التحديات المختلفة والمتغيرة في عالم تطبعه شراسة غير مسبوقة للهيمنة على الأسواق ومصادر الطاقة والكفاءات الخلاقة للثروة.
هي معركة يتصدى لها بشير مصيطفى الذي يسعى لجعل اليقظة سلاحا استراتيجيا يسمح للبلاد باكتساب مناعة اقتصادية واجتماعية وثقافية ولذلك يبادر بإطلاق نقاشات متخصصة مفتوحة على المجتمع حتى يشعر كل فاعل بدوره وقدرته على تقديم الإضافة خدمة للبلاد ولديه عدة مؤلفات بهذا الخصوص.
جريدة بركة نيوز الإلكترونية الجزائرية تواصلت مع رئيس مؤسسة صناعة الغد بشير مصيطفى واجرت معه هذا الحوار.
بدايةً، كيف تقدمون لنا صورة شاملة عن الدور الذي تضطلع به مؤسسة صناعة الغد؟
المؤسسة الجزائرية صناعة الغد تأسست في سبتمبر 2023 و هي نتاج مبادرة سابقة اسمها ( مبادرة صناعة الغد ) كانت تاسست في فيفري 2014.
هي مشروع نهضة وطني وعربي ينتمي لقانون الجمعيات و يتمتع برؤية مدروسة مبنية على استشراف المستقبل و بخطة طريق 30 سنة (2014 - 2044 ) أكملنا منها 10 سنوات بنتائج محسوسة جيدة و بقي بين ايدينا 20 سنة.
مشروع صناعة الغد يتضمن 3 مراحل هي:
مرحلة المبادرة ( 2014 - 2024 )
مرحلة المؤسسة ( 2025 - 2034 )
مرحلة المشروعات ( 2035 - 2044 ).
نحن الآن في بداية المرحلة الثانية وحصيلة العشر سنوات الأولى هي:
-12 كتابا باللغتين الوطنية والأجنبية ( سلسلة صناعة الغد ).
-5 نشريات يقظة استراتيجية
-600 مقال اسبوعي ( سلسلة صناعة الغد ).
-200 حلقة اذاعية بالاذاعة الوطنية ( برنامج صناعة الغد الاسبوعي ).
-57 جمعية ولائية منها 23 معتمدة و 34 جمعية قيد التأسيس.
-8 مكاتب خارجية للجالية في 8 عواصم أوربية وامريكية وعربية وافريقية.
تعرف صناعة الغد بثلاث خصائص مميزة هي:
الرؤية: استشراف مستقبل الجزائر والوطن العربي من أجل هندسة شروط النشوء والتقدم آفاق 2050.
الأهداف: رفاهية السكان - نمو مستديم للاقتصاد - التماسك الاجتماعي - ادماج الجالية في الجهد الوطني - حفز قطاعات الانتاج الراكدة وعلى رأسها الفلاحة والصناعة - جودة نظام التعليم والبحث العلمي - التماسك الثقافي - اليقظة الروحية.
أدوات النشاط: منظومات اليقظة الاستراتيجية ( 17 يقظة ) تغطي 17 قطاعا وطنيا - النقاش العام والنخبوي عبر: الندوات الشهرية الوطنية الكبرى، الندوات الشهرية الولائية الكبرى، الندوات الشهرية البلدية الكبرى، الندوات الشهرية الكبرى عبر دول الجالية، الملتقيات الوطنية والجهوية والدولية، فطور صباح الاستشراف في العاصمة والولايات والبلديات ودول الجالية.
المطبوعات: كتابان سنويان - نشريات اليقظة الشهرية للعاصمة والولايات والبلديات والجالية - المجلة العلمية المحكمة ( 4 اعداد سنويا ).
المركز الاعلامي
مركز دراسات الاستشراف
شبكة التواصل الاجتماعي
قناة اليوتيوب
قناة web tv.
باعتبار أن مؤسسة صناعة الغد تمثل قوة اقتراح، إلى أي مدى تنسجم مبادراتكم مع الجوانب العملية والتطبيقية خاصة وأن بعض الأفكار قد تفقد فعاليتها عند تنزيلها في الميدان؟
صناعة الغد هي عبارة عن منظومة تفكير بشرية وتقنية وعلمية، تجمع بين تصميم السياسات العمومية واقتراح الحلول الأكثر نجاعة عند التطبيق.
تهتم بمشكلات الوطن والأمة الحالية في تطورها المستقبلي عبر 17 قطاعا تشمل جميع فضاءات المجتمع.
هامشنا في التأثير تتلخص في نشريات اليقظة التي تتضمن: المشكلة في تطورها المستقبلي - الاحصائيات وتحليل المعطيات - الحلول التقنية.
هذه النشريات تصدر شهريا بالعاصمة والولايات والبلديات والجالية وتصل الى صناع القرار.
اضافة لنشريات اليقظة ذات الصبغة التطبيقية تصدر المؤسسة كتابين في كل سنة بصبغة نظرية واحد للنشاطات وواحد للدراسات، مع مجلة علمية خاصة بمقالات الاستشرافية بمعدل 4 أعداد في السنة.
مؤسسة صناعة الغد ليست مؤسسة حكومية او تنفيذية بل هي مؤسسة تفكير وانتاج حلول النمو تضعها بين يدي الحكومات في انتظار العام 2035 حيث سيتم اطلاق المشروعات المبنية على فكرة ومبادرة ومؤسسة صناعة الغد.
واضح أن منطلق الاستشراف يرتكز على توظيف العلم والمعارف لإنتاج حلول سريعة وفعالة بأقل كلفة لتجاوز معضلات النمو، أشير إلى اقتصاد المعرفة؟
صحيح، يعتمد الاستشراف أسلوب ( اليقظة ) veille كأداة لرسم السياسات الحكومية، هو واحد من أوجه التخطيط الاستراتيجي: يشخص المشكلة في تطورها المستقبلي - يوفر قاعدة البيانات والاحصائيات والمعطيات المتعلقة بالمشكلة وتوقعاتها المستقبلية - يحلل هذه المعطيات بتقنية تحليل المعطيات أي data analysis . وأخيرا يطور الحلول الفنية الأكثر نجاعة والقابلة للتطبيق وفق حدود المؤسسة.
يلاحظ ضخ الدولة موارد هائلة في قطاعات يراهن عليها للنهوض وسط عالم تشتد فيه صراعات وتنافس شديد للهيمنة على الأسواق ومصادر الطاقة والتمويل، ماذا تقترح لإنتاج القيمة المضافة مما يسمح للاقتصاد الوطني بالتموقع جيدا في المشهد الإقليمي والعالمي وأشير هنا لمعضلة المناجمنت في دواليب الجهاز الاقتصادي ومحيط؟
الأمر يتعلق بما يلي :
أولا - رؤية النمو التي ينبغي أن تكون رؤية عقلانية مبنية على الاستشراف وحدود الموازنة واهداف محددة في الوقت وهي نفسها أهداف التنمية الشاملة.
هذه الأهداف تخص الاقتصاد الكلي عند سقف تثمين الناتج الداخلي الخام و استقرار المؤشرات ( التضخم ، الفائدة، البطالة ، التشغيل ، الدين العام ، الدين الخارجي ، ميزان المدفوعات ، الميزان التجاري ).
ثانيا - المؤسسة الاقتصادية بنوعيها الانتاجية والخدماتية، ويتعلق الأمر بالمؤشرات: الانتاجية - المساهمة في القيمة المضافة للاقتصاد الوطني - قرارات الاستثمار - توطين التكنولوجيا - دراسة واستشراف السوق - التحكم في التكاليف - التسويق والاشهار والاتصال.
احتضنت بلادنا مؤخرا المعرض الدولي للكتاب، إلى ماذا يرمز هذا وما هي دلالاته بالنسبة للرؤى الاستشرافية في مواجهة تحديات تلوح في الأفق ومنها تهديدات يعكسها نظام عالمي هش تقوده قوى تسعى للهيمنة وتهميش القانون الدولي كما في إبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟
** المعارض الدولية للكتاب أداة من ادوات تشكيل الرأي الثقافي والتواصل مع عالم الفكر داخليا وخارجيا.
وفي حالة الجزائر يتعلق الأمر بما يلي:
جس نبض المقروئية وتفضيلات القراء - جس نبض سوق النشر وهموم الناشرين - استشراف سوق الكتاب والمقروئية للمديين المتوسط والبعيد - لفت النظر للمشكلة الثقافية والفكرية الحقيقية - ربط الوسط الثقافي بصانعي القرار الثقافي - تجديد النقاش الفكري حول مشكلات الوطن والأمة الحقيقية الحاضرة والمستقبلية - التوعية العامة بمحتوى فكرة القرن القادم القرن 22 التي هي ( الفكرة الثقافية ).
لدينا تقريبا كافة العوامل التي تنتج مناعة صلبة اسستها ثورة اول نوفمبر المجيدة وقلبها النابض الانسان،وفي الذكرى 71 لعيد الثورة ما هي الرسالة التي يمكن توجيهها للأجيال الجديدة عنوانها التواصل مع الذاكرة ومواصلة رسالة الشهداء؟
نعم ، الجيل الحالي بدأ يبدي اشارات الانقطاع عن قيم الثورة التحريرية جراء انخفاض منسوب خطاب نوفمر في مخرجات التعليم والثقافة والفن عكس مرحلة السبعينات.
واذا استمر التراجع فإن جيل 2050 - 2100 سيكون مهددا بالانفصالية الكاملة عن قيم نوفمبر. ومع اختفاء جيل المجاهدين وجيل الاستقلال الأول فإن قيم نوفمبر باتت مهددة بالاختفاء تحت ضغط مؤثرات جديدة في النت وأسلوب التواصل الاجتماعي الحديث.
ولذا ينبغي ما يلي:
تجديد السياسة الثقافية والتربوية والاعلامية للدولة وفق قيم نوفمبر - ترقية ودعم المحتوى القيمي والثوري في النشر والإبداع والفن والرياضة - رسم سياسة حكومية متينة لربط الجالية الجزائرية بالخارج وابنائها بقيم نوفمبر - ضخ عدد متصاعد من الجمعيات ذات الأهداف المبنية على قيم نوفمبر والجمعيات ذات الطابع التاريخي - ضخ ما أمكن من منتجات الفن والسينما والمسرح والفن التشكيلي في موضوعات الثورة مع التسهيلات المالية الداعمة والمناسبة للتحدي القادم في القرن 22 اي التحدي الثقافي.

