218
0
بلمهدي يعلن الإنطلاق الرسمي للحملة الوطنية للوقاية من مخاطر القاتل الصامت

أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي ،صبيحة اليوم الخميس بالمدرسة الوطنية لتكوين وتحسين مستوى إطارات إدارة الشؤون الدينية والأوقاف - دار الإمام - المحمدية - على يوم دراسي حول الاختناق بالغاز ، أسبابه وطرق الوقاية منه تحت شعار " معا ... من أجل شتاء دافئ ".
شيماء منصور بوناب
جاء اللقاء بحضور إطارات رسمية من وزارة الشؤون الدينية ووزارة التجارة و ممثلي المديرية العامة للحماية المدنية و مؤسسة سونلغاز ، وتحت إشراف أساتذة مختصين للتوعية بمخاطر التسمم بأول أكسيد الكربون من ناحية الأسباب و طرق الوقاية منه .
وفي كلمة له ،أكد بلمهدي على أهمية تكثيف الجهود المشتركة بين مختلف الفاعلين لإنقاذ النفس البشرية ،واعتبار المسجد شريك أساسي في الحملات التوعوية و التحسيسية ،انطلاقا من تعميم محاضر الخطاب الديني الذي يدعو إلى الحفاظ على النفس البشرية.
وفي حديثه عن أساليب الوقاية من خطر القاتل الصامت، يشدد ذات الوزير على مراقبة الكواشف المستعملة في البيوت و المساجد بالتعاون مع وزارة التجارة من خلال معاينتها من حيث مدى تطابقها مع معايير السلامة و الجودة ،خاصة بعد توصيات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الرامية لتوفير الكواشف لكل المواطنين مجانا لتعزيز سبل الوقاية و التوعية .
يضاف إلى ذلك، مواصلة الجهود الرقابية من طرف مؤسسة سونلغاز ،في جانبها التحسيسي و التوعوي المتعلق بطرق توصيل أنابيب الغاز و تركيب الأجهزة و صيانتها لضمان شتاء دافئ وآمن يقوم على أساس ترشيد سياسة استعمال الغاز لتفادي المخاطر الناجمة عنه.
و في ختام كلمته أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف عن الانطلاق الرسمي للحملة الوطنية للتحسيس بمخاطر تسرب الغاز ،بالتنسيق مع المجتمع المدني و ووزارة التجارة ومؤسسة سونلغاز ومختلف الجهات التابعة للوزارة، و التي تقتضي فتح أبواب المساجد للشركاء الفاعلين لوعض الناس و توعيتهم بسبل الوقاية و النجاة.
من جهته وضح العقيد فاروق عاشور ممثل المديرية العامة للحماية المدنية ،أن ظاهرة تسرب الغاز تتطلب مجهودات متواصلة للتنوير الرأي العام و للتقليل من عدد الضحايا الذي بلغ عددهم من بداية هذه السنة ما يصل إلى130 وفاة و 2600حالة انقاذ.
وتابع مؤكدا على أهمية مراقبة كل مصادر الحرارة المستعملة داخل المنازل ،مع التقيد التام بقواعد الوقاية التي تعي باولوية تفقد أجهزة الحرارة قبل و بعد الاستعمال مع ضمان توصيل أنابيب الغاز من طرف المختصين . ثم تركيب كواشف الغاز التي باب امر إلزامي داخل كل بيت جزائري.
سبعة ملايين مستفيد من الغاز
وفي سياق عرض احصائيات المستفيدين من خدمة توصيل الغاز ،تفيد مرزوقي فاطمة الزهراء مديرة الإتصال بالنيابة بمؤسسة سولغاز ،أن المؤسسة تحصي ما يفوق سبعة ملايين زبون يستفيد من هذه الطاقة يوميا ،والتي توجب على سونلغاز مرافقتهم للإستعمال الآمن و لتفادي أي تسرب ناجم عن سوء الصيانة أو التركيب.
وأضافة منوهة للعمل التنسيق المشترك لمؤسسة سونلغاز مع مختلف الفاعلين في الميدان من خلال تطبيق توجيهات السلطات العليا للبلاد للتقليل من حوادث الإختناق بالغاز عبر مراقبة الشبكة الداخلية للغاز للمواطنين . و على ضوء ذلك تقول " شرعت مؤسسة سونلغاز في أفريل الماضي على وضع الكواشف على مستوى كل البيوت الجزائرية ،بدءا بولايات الهضاب العليا لتحقيق الرفاهية و السلامة للمواطن."
الحملات التحسيسية الرقابية.... حماية للمواطنين و ضمان لسلامتهم
في ذات الجهة أشار أحمد رمضان المسؤول الوطني للإغاثة بالكشافة الإسلامية الجزائرية إلى الأثر الإيجابي الإجتماعي لهذه التوعية و للحملات التحسيسية التي جند على اثرها ما يفوق 250ألف منخرط كشفي في مختلف الفروع لخدمة الوطن و المواطن .
وهو ما دعمه كمال بوخداش ممثل وزارة التجارة في قوله أن " حماية مصالح المستهلك في جانبها المعنوي و المادي تفرض تعميم الحملات التحسيسية الرقابية لمعاينة و مراقبة كل أجهزة التدفئة لمعرفة مدى تطابقها مع معايير السلامة وكل ذلك في سبيل الحد من حوادث الإختناق بالغاز. "
وفي مداخلة له ، تطرق الرقيب برناوي نسيم ممثل مديرية الحماية المدنية، إلى أهم الأسباب التي تفتك بالأشخاص نتيجة التهاون في مراقبة أجهزة التهوية و المدفئات و كل معابر خروج أول أكسيد الكربون في فصل الشتاء ،الذي يفرض تعزيز آليات الحماية و الانذار للإشعار بالخطر في حالة حدوثه.
مشيرا في ذلك لآخر الاحصائيات المسجلة في حصيلة2023 من 01جانفي إلى06ديسمبر، التي تقر بوجود 1200 تدخل و انقاذ2581 شخص من الموت المحقق مع تسجيل 130 وفاة ناجم عن غياب الصيانة و المراقبة الدورية لكل الأجهزة الحرارية.
في الختام شدد الإيمام رضا قارة ،على ضرورة الثبات على الخطاب الديني في الحملات التوعوية لشد انتباه المواطنين من خلال معيارالحلال و الحرام الذي يعزز من ادراكهم لمخاطر هذا التهاون، كما يساعد على فهم تبعات هذا الإهمال الذي يحصد يوميا ارواح الأشخاص .