25
0
بجاية تحتضن تظاهرة علمية حول الأغنية النسائية الأمازيغية
في إطار إحياء اليوم الوطني للذاكرة

نظم أمس مركز البحث في اللغة و الثقافة الأمازيغية بولاية بجاية يوما دراسيا حول موضوع "الأغنية النسائية الأمازيغية" الهوية و النضال في إطار البرنامج المسطر لإحياء اليوم الوطني للذاكرة المصادف لتاريخ 8 ماي من كل سنة، و هذا بحضور أساتذة و باحثين من مختلف جامعات الوطن منها بومرداس، تيبازة ، تيزي وزو و البويرة .
أحسن مرزوق
و أكدت رئيسة التظاهرة الدكتورة "حياة بناجي" في تصريحها لنا أن الغناء يعتبر وسيلة للتعبير والنضال في العديد من الثقافات عبر التاريخ، و يتيح هذا الفن للأفراد والمجتمعات التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم ومطالبهم بشكل قوي ومؤثر، وتجسد الأغنية النسائية الأمازيغية هذه التقاليد بشكل مثالي، حيث أصبحت رمزا للمقاومة والتعبير. و اضافت ذات المتحدثة أن الأغنية النسائية الأمازيغية تعدت حدود الموسيقى لتصبح وسيلة قوية للتعبير عن الهوية والنضال النسائي، سواء من أجل الوطن واستقلاله، أو من أجل المجتمع والفئات المهمشة، وبصفتها فنًا، توفر هذه الأغنية فضاءً يمكن للنساء من خلاله إسماع أصواتهن والدفاع عن حقوقهن والتعبير عن أعمق مشاعرهن على غرار التعبير عن المشاعر والتجارب، حيث يمثل الغناء قناة فريدة للتعبير العاطفي، سواء كان الأمر يتعلق بالفرح أو الحزن أو الغضب أو الأمل، تتيح الأغاني للأفراد مشاركة أعمق مشاعرهم مع العالم، ومن خلال التعبير عن تجارب شخصية أو جماعية عبر الموسيقى والكلمات، يستطيع الفنانون خلق روابط عاطفية عميقة مع جمهورهم، كما يستعمل الغناء لنقل الرسائل والأفكار أين تحمل الأغاني غالبًا رسائل اجتماعية أو سياسية أو فلسفية، باستخدام الاستعارات أو الرموز أو القصص، يمكن للفنانين نقل أفكار معقدة بطريقة يسهل فهمها وتذكرها، لذلك، يُستخدم الغناء كأداة للتوعية والحشد الاجتماعي، حيث يتناول قضايا مثل الحقوق المدنية، والظلم الاجتماعي، والسلام، بالإضافة إلى تأكيد الهوية الثقافية بارتباط الغناء -في العديد من المجتمعات- ارتباطًا وثيقًا بالهوية الثقافية والإثنية، تعكس التقاليد الموسيقية، التي تنتقل من جيل إلى آخر، تاريخ وقيم ومعتقدات المجتمع. وبالتالي، يمكن أن يُستخدم الغناء للحفاظ على ثقافة معينة والاحتفاء بها، مما يعزز شعور الانتماء والفخر بين أفراد هذه الجماعة، إلى جانب المقاومة والنضال لطالما كان الغناء سلاحًا فعّالًا في مواجهة القمع والظلم، ففي السياقات السياسية أو الاجتماعية الصعبة، تتحول الأغاني إلى أناشيد احتجاجية، ترمز إلى صوت المضطهدين وتدعو إلى التحرك، والتاريخ مليء بأمثلة لعب فيها الغناء دورًا حاسمًا في حركات النضال من أجل الحقوق المدنية والحرية والعدالة، مشيرة إلى ان الغناء باختصار ليس مجرد وسيلة ترفيهية، بل هو وسيلة قوية للتعبير والنضال، تمكن الأفراد والمجتمعات من مشاركة مشاعرهم وأفكارهم ومطالبهم، مع تأكيد هويتهم الثقافية والنضال ضد القهر.
و في السياق أبرزت الدكتورة "حياة بناجي" أن المشاركين ناقشوا خلال هذه الفعالية عدة محاور مهمة منها الهوية الثقافية و التراث، و تحليل الموضوعات والدوافع المتكررة في الأغنية النسائية الأمازيغية وعلاقتها بالهوية والقيم الأمازيغية، و كذا استكشاف التأثيرات التاريخية والاجتماعية والسياسية على تطور الموسيقى النسائية الأمازيغية، و دراسة رسائل الصمود والتحرر والتمكين التي تعبر عنها المغنيات الأمازيغيات في أغانيهن، و تحليل الاستراتيجيات السردية والشعرية التي يستخدمها الفنانون للتعبير عن صوتهم ومكانتهم في المجتمع، و دراسة الالتزام النسوي والمطالب بتقدير دور المرأة في الأغاني النسائية الأمازيغية، و دور المرأة في الحفاظ على على التراث الثقافي، و إبراز التحديات والفرص المتعلقة بالحفاظ على الموسيقى التقليدية الأمازيغية وتعزيزها في سياق العولمة والتغير الاجتماعي.