51
0
بداية الرحلة : تفاضل بين البلديات العاصمية .. !؟
وريقات مسافر

بقلم مسعود قادري
بين بلدية خرايسية وجارتها بئر التوتة ( ولاية العاصمة )، فاصل بسيط يمثله طريق ولائي قصير يربط بين طريق خرايسية بئر التوتة ومسجد عمر بن عبد العزيز التابع للبلدية الأخيرة ، أما في الجهة السفلى من الطريق ممرات قصيرة معبدة وميسرة لحياة قلة قليلة جدا من المواطنين ، أما من الناحية العليا التابعة لبلدية خرايسية فطرق ريفية تنتظر قدرها من الاهتمام والتزفيت على غرار بقية طرق ولاية العاصمة التي لا تبدو بلدية خرايسية واحدة منها.
فهي بلدية فلاحية فقيرة اقتصاديا لقلة مواردها وتعطل مشاريعها التي لم تحظ بالرعاية منذ عهد مناطق الظل التي تحركت فيها الولاية بأمر من رئيس الجمهورية وأنجزت بعض العمليات التي استحسنها المواطنون ، لكن سرعان ما توقفت وعادت المنطقة إلى الظل والظلام.
فهناك طريق طوله 800م استفاد من ميزانية خصصها لها الوالي السابق " شرفة "قبل ترقيته إلى وزير للنقل ثم الفلاحة لكن الحي لم يستفد من هذا التخصيص المالي، ولم ينجز المشروع الذي تمت دراسته من جميع الجوانب وعين حتى المقاول المكلف بالتنفيذ الذي كان مقررا قبل نهاية سنة 2024 ، وها نحن على مشارف نهاية سنة أخرى والساكنة في الانتظار مع المعاناة اليومية من الأتربة والغبار في كل الفصول والأوحال وقت الأمطار بسبب التعطيل بسيط جدا، وهو أن البلدية تتخوف من ردة فعل سكان الأحياء الأخرى الذين يعانون نفس المشكل من السبل المؤدية لمساكنهم تأخر تعبيدها على غرار ممرات الدوار " سيدي خريس" وأرصفته التي يجري تبليطها بشكل جيد سيعطي لهذا الحي الكثيف السكان والنشاط المنافس لمقر البلدية في ازدهاره العمراني وحركته التجارية ..مبروك علينا جميعا؟ !.. .
هذا التخوف الذي لا مبرر له عوقب به حي الازدهار الذي يتعامل مع كل المصالح بالنظام والوثائق منذ العقد الماضي ذوفي انتظار تكرم المجلس الولائي بتسريح ميزانية إضافية لتعبيد كل السبل المعنية بحي عداش، مع أن الحي الأول أكثر سوءا وخطورة من غيره في فصل الشتاء حين يتحول الممر إلى وادي يصعب سلوكه مشيا وركوبا.
الطريق السيار: مراكز الدفع والطريق غير مؤهل
الملاحظ عن طريقنا السيار في جزئه الشرقي بالخصوص وفي مناطق عديدة لم يعد مؤهلا لحمل الاسم ، رغم تجهيز نقاط الدفع في أغلب مداخله الرئيسة، لكن الملاحظ عن الطريق نفسه وفي كثير من أجزائه أنه أصبح خطرا على مستعمليه لاسيما أن حركة المرور باتجاه الشرق كثيفة جدا على مدار اليوم والسنة.
فالمقطع بين بئر التوتة والأربعطاش مثلا، صار أعرجا من جهتيه حيث تميل كل العربات للسير في الرواق اليساري تفاديا للحفر والشقوق وكثرة الانحناءات مما يعيق الحركة ويجعلها بطيئة وخطيرة عند التجاوزات بالخصوص، أما المقطع الثاني بين الأخضرية وحتى محطة بشلول يعاني نقائص كثيرة كسابقه و الخطورة الكبرى في مرتفعات الجباحي، بعد تحسن الطريق نسبيا مقارنة بالجزئين المذكورين يقابلك مقطعا آخر لا يقل خطرا عن سابقيه، بين اليشير والبرج من الجهتين رغم بعض الترميمات التي أدخلت عليه بكيفيات تنقصها الدقة والمهنية التي تسوي الطريق وتحسن حالها، تستمر الطريق على نفس المنوال حتى حدود ولاية سكيكدة ـ الله أعلم بالباقي.
وفي كل مقطع تقابلك مطبات لا تستطيع تفاديها، ولولا لطف الله لحدث مالم يكن في الحسبان، فهل للوكالة الوطنية للطرق السريعة مراقبون لحالة المسالك المختلفة قبل بدء الدفع لقطع طريق غير آمن.
حافلات الموت: حادثة الحراش كشفت المستور
حادث المرور الخطير الذي وقع بوادي الحراش متسببا في هلاك العديد من المواطنين وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة، لم يكن الأول في السلسلة الخطيرة ولا في حوادث المرور بصفة عامة التي ترتب بلدنا ـ مع الأسف الشديدـ في قائمة الدول التي تشكل الحوادث فيها إرهابا حقيقيا تتعدى ضحاياه ما يسجل في معارك طاحنة بين جيوش نظامية في كثير من المعارك والمواجهات العسكرية ، مبالغة مقصودة للفت الانتباه لخطورة هذا الحال الذي تعرفه طرقنا يوميا وأسبوعيا ، كما يكفي الاطلاع بانتظام على التقارير المنتظمة التي تقدمها الحماية المدنية ومصالح الأمن أسبوعيا للوقوف على حجم الكارثة .
قلت حادثة الحراش هي القطرة التي أفاضت الكأس وأشعرت القيادة العليا للبلاد بما يعانيه المواطن في تنقلاته لأسباب عديدة ، كشفت لأول مرة باتخاذ قرارات صارمة تحدد كل المعنيين باستعمال الطريق والوسائل المتعلقة بالمركبات خاصة قطع الغيار والعجلات وصيانة الطرق .
ليس السائق دائما وراء الحادث
عند تتعرض الهيئات المكلفة بمراقبة حركة المرور للفت الانتباه للحوادث عامي ومنها أسباب مصيبة الطرق وإرهابها في بلادنا ، يشار دائما إلى السائق كمتسبب رئيسي في الحادث، وهو أمر لا جدال فيه بالنسبة لبعض السائقين الشباب والظروف التي يقودون فيها عرباتهم ـصغيرة كانت أو كبيرةـ لكنني كواحد من المترددين على الطرق باستمرار.
أرى أن الأسباب أحيانا يكون السائق ضحيتها وهذه أسباب عديدة منها حالة الطرق الكثير من الطرق الوطنية والولائية ـ لاحديث عن البلدية ـ تعاني من التلف في كثير من أجزائها . ترميمها لا يتم وفق المعايير المعروفة في دول العالم .
والمثل المذكور أعلاه الطريق السيار الذي يحتاج إلى مراجعة شاملة قبل الشروع في تطبيق الدفع ، لأنه أصبح يشكل شريانا رئيسا ومقصودا من كل المستعملين، لكن خطورته تزداد مع كثافة الحركة فيه وتهور حالته التي زادتها حمولة الشاحنات غير المراقبة .
بالإضافة إلى مشكل العجلات التي غاب الجديد منها عن السوق ـ ربما بسبب المضاربة ـ فارتفعت أسعارها وأجبر البسطاء من المواطنين على اللجوء إلى المستعمل رغم رداءته وغلاء ثمنه وسبب انقطاع العجلات بكل أنواعها ضاعف من معاناة كل السائقين وحتى المؤسسات الوطنية والخاصة التي صارت تحسب ألف حساب لتجديد عجلات عرباتها وشاحناتها التي تشكل مصر رزقها ورزق عمالها،أما قطع الغيار سوق فوضوية لارقيب لها ولا حسيب، فالقطع الأصلية صارت نادرة وقليلة و التجار يبحثون عن البديل والمقلد بأسعار خيالية وخطورة لا يحسبون لها حساب.
مصالح المراقبة التقنية
التي لا تدقق في عملها مع العربات خاصة حافلات النقل العموميوالشاحنات وتتغافل عن كثير من النقائص التي يفترض أن توقف من أجلها الحافلة أو الشاحنة حفاظا على مستعمليها.
الإدارة
نقصد هنا الإدارات المكلفة بمتابعة عملية النقل عامة واستعمال الطرق على جميع المستويات ، فحافلات النقل العمومي كان يمكن أن تحدد سنوات صلاحيتها ولا تعطى الرخص للحافلات التي يزيد عمرها عن الخمس سنوات وربما أقل بالنسبة لحافلات الخطوط الطويلة.
والملاحظ هنا أن بعض الإدارات ربما كان لها دور في العديد من الحوادث لتعطيل ملفات أصحاب الحافلات والشاحنات خاصة المتعلقة بالتجديد أو اقتناء مركبات جديدة أو الحصول على قطع غيار أصلية وعجلات حديثة.
سائقو الحافلات والشاحنات
هذه الفئة من المواطنين، نظرا لأهميتها ومسؤولياتها على حياة مستعملي الطريق كمسافرين أو مارة ، يجب أن تخضع للمراقبة والتكوين باستمرار هم ومركباتهم ليشعروا أولا باهتمام المجتمع بهم ، ووجود مراقبة مستمرة لعملهم الذي يشكل جزءا مهما من شريان الاقتصاد الوطني مع تحسين مرتباتهم وأوضاعهم المادية والتقليل من ساعات عملهم خاصة لمن يقطعون المسافات البعيدة ، تفاديا لتعبهم وما يسببه من مخاطر على الركاب وغيرهم .
أشجار الصنوبر الحلبي تعاني الموت البطيء
بينما تعرضت مساحات كبيرة من الغابات للحرائق خلال الفترة الأخيرة وسببت خسائر في الأشجار والنباتات الغابية وتعاني بعض الغابات أوبئة وأمراضا لا تقل خطورتها عن المساحة الغابية من النيران، فخلال زيارة قصيرة لمنطقة الحامة دائرة صالح باي ولاية سطيف، لفت انتباهي ظاهرة غريبة تصيب أشجار الصنوبر الحلبي التي تشكل الغطاء النباتي الرئيس لجبال الحامة بوطالب الكثيفة، لاسيما المناطق التي شجرت خلال فترة السبعينات من القرن الماضي وتحولت بحمد الله إلى غابات كثيفة دعمت جبال الناحية وأحيت المساحات الكبيرة التي حرقتها فرنسا ضمن سياستها الحضارية " الأرض المحروقة...؟!" ، التي انتهجتها خلال الثورة التحريرية المباركة بهدف عزل الجيش عن الشعب ومحاولة تجفيف منابع الدعم للمجاهدين .
الظاهرة تسببت فيها دودة أو فيروس نباتي يقتل الشجرة تدريجيا كالسرطان، فتلاحظ أوراق الشجر تجف ثم يلحقها الساق تدريجيا قبل أن يعم الشجرة برمتها فتفقد خضرتها وتيبس...؟..
الطريقة التي يبدو أن مصالح الغابات تطبقها، هي قطع الأشجار المصابة وحرقها ليموت معها المتسبب، غير أن الأمر يبدو خطيرا ويتطلب التدخل العاجل قبل استفحال الداء وانتشاره لمناطق أخرى ـ ربما لم يصبها ـ إنها ظاهرة لا تقل خطورة عن النيران التي تأتي سنويا على العديد من الهكتارات لأسباب مختلفة.