1150
0
باب الوادي ...المدينة المثيرة للجدل....

في أزقة متشابهة وأروقه يغلب عليها الضجيج تركن تلك المدينة التي يعتبرها الكثيرون القلب النابض للعاصمة وأكثر الأحياء شعبية، فسيفساء بشرية، من الشرق الى الغرب إلى باقي مناطق الوطن، هم وافدون ولكنهم لا يعترفون سوى أنهم ابناء هذه المدينة أبا عن جد.
زهور بن عياد
وباب الواد هو أحد الأبواب الخمس القديمة في المدينة يوم كانت محاطة بسور يحميها من الغزاة، وهذه الأبواب هي: باب عزون وباب جديد وباب الجزيرة وباب البحر أو الديوانة وباب الواد، وقد كان هذا الحي ملاذا آمنا للأقدام السود في عهد الاستعمار، كما يشهد على ذلك بناؤه المعماري،و نزح إليه بعد الاستقلال الجزائريون من الأحياء المجاورة والمدن القريبة، فمن يملك شقة متواضعة في تلك المدينة كأنه يحوز أحد الكنوز.
يكاد يجمع كل ساكنيها أن من ترعرع في أحضانها يصعب عليه مفارقتها،رغم ضيق منازلها وهشاشة عماراتها،يبقى أجمل ما فيها تلك السجية التي تميز شبابها، و تعبر بصدق عن عمق مجتمعنا وكل ما يحمله من تناقضات وتجمع كل التعقيدات ولكنها تتزين بالبساطة الممزوجة بالطبيعة البشرية.
في إحدى شواطئها وبالضبط في كيتاني،يتزاحم شباب باب الوادي للظفر بعمل قد يحصل من ورائه على مداخيل تريحه طول السنة، اقتربنا منهم وبكل عفوية يحاول أحد الشباب أن يغرينا بما يبيعه و يطلب منا الدعاء لإطلاق سراح والده السجين،ويقاطعه الأخر وهو يحمل الكراسي للمصطافين ويسألنا إن كنا في حاجة إليها.
بين واقع صعب وظروف معقدة يعمل هؤلاء ويجتهد للكسب، وفضلا عن تلك النباهة، تطبعهم جميعا خفة الروح وحلو الكلام لإستقطاب تلك العائلات الوافدة من مختلف الولايات، لتجد ضالتها بين مستلزمات الإصطياف والحلويات الطازجة التي يتفنن في تحضيرها أمهر الشباب بالقرب من الشاطئ ، ناهيك عن الشاي الساخن الذي يمتزج مع حرارة الصيف ودفئ ماء البحر.
وحين تتجه إلى عمق المدينة تجد تلك المحلات وشباب آخر يقف على أهبه الإستعداد وكأنه ينتظر مصيرا مجهولا، يرتدى أرقى الماركات العالمية ،ولكن من لا يعرف المدينة لا يستوعب ذاك التناقض بين الفقر المكشوف وتلك المظاهر الخادعة للثراء،ليبقى يتساءل هل فعلا باب الوادي مدينة المتناقضات، أم أنها مجرد مدينة لا تزال تثير الجدل...