371
0
باب الأقواس رواية تجسد معالم مدينة المدية
أوضحت فوزية لارادي في أربعاء الكلمة التي استضافت فيها الكاتب الإعلامي محمد كاديك، أن اللقاءات الثقافية هي تجسيد لرؤية فنية ترتقي بالمجتمع وتجمع في خضمها نخبة من المثقفين و الأساتذة للحديث عن معايير بناء الامة بكل مصداقية وبالرجوع للخلفية التاريخية التي يتم استنباطها من العناوين الفكرية المنجزة .
شيماء منصور بوناب
استهل الكاتب محمد كاديك مداخلته بالحديث عن روايته المعنونة ب " باب الأقواس " التي قدم استنادا عليها رسالة فنية واضحة مفادها "أن الإيمان بالفعل الثقافي يحقق الإستمرارية ويحقق النتائج المثمرة".
مشيرا في ذلك لخلفية الرواية ذات الطابع التاريخي التي ركزت محاورها على وقائع الحملة الفرنسية الثالثة على مدينة المدية التي عرفت إهمال وتهميش من المؤرخين لعدة اعتبارت من بينها الإنشغال بالحملات السابقة، رغم اهميتها ودورها في توثيق الرد الفرنسي على معركة المقطع بقيادة الامير عبد القادر التي كانت تهدف لقطع الاوصال الجزائرية وفتح أبوابها نحو الجنوب.
وبخصوص ابواب مدينة مدية؛ قال كاديك انه رغم وجود خمسة إلا أنا التاريخ واحداثه طمست مابقي منها ليبقى باب الأقواس وسوره محافظا على على مقامه المخلد لأهم المراحل التاريخية التي تطرقت اليها الرواية في إحدى جوانبها الفنية والثقافية وحتى الإجتماعية .
وعن أهداف الرواية ، أفاد ذات المتحدث بأن الغرض منها هو بناء المستقبل بنظرة متفائلة يغلب عليها طابع الإقتداء بالاسلاف واخذ العبر من واقع معايشتهم لأزماتهم بأسلوب نقدي مؤسس للأمة وفواعلها.
اما بخصوص أهم شخصيات الرواية عرج لاحد جنود الأمير عبد القادر الذي عرف بعزمه على المقاومة واصراره على رفع راية الحرية، إلا أن ما فرض عليه من الواقع كان أقسى عليه حين أصيب في ساحة المعركة لينقل إلى المدية فيصبح حكواتيا بأحد المقاهي هناك.
وتستمر الاحداث في ضل الانقسام المجتمعي "الجزائريين و الفرنسيين وحتى اليهود".
مستشهدا في ذلك بواقعة تخليص ضمير المجتمع الجزائري من ليون روش الجاسوس الفرنسي الذي حاول القضاء على الأمير عبد القادر إلا أن السحر انقلب عليه بلسانه في أحد كتاباته التي تفضح سياسته التجسسية التي كانت انتصار للجزائر وليس العكس حسب ما تداولته بعض المصادر.
وفي اجابته على أسئلة أحد الحضور حول الفرق بين الملحمة و المقامة أوضح كاديك أن المقامة تعد أول ارهاص ساعد على الانتقال من الشكل الشفهي إلى الكتابي الذي تزامن مع ظهور أشكال فنية أخرى نثرية مستمدة اصولها من الرسالة كفكرة أولى كانت بمثابة الانطلاقة .
أما من جانب الحديث عن الإبداع الكتابي قال بأن تحديد لحضة الإبداع مرهون بعامل المعرفة والموهبة التي ترتب الأفكار وتسطر الاهداف رغم صعوبة التخطيط الاولى وبداية الكتابة، فلا يكتفى الكاتب بموهبته دون اطلاع تام بمصادر الفكر ورواده وعلى سبيل ذلك كانت رواية باب الأقواس وليد مصادر عدة منها الفرنسية الاجنبية وبعضها جزائرية وهذا راجع لاعتبارنا أمة شاعرة لا كاتبة.