1341
0
إتحاد الفلاحين بباتنة يدق ناقوس الخطر: "الفلاح ليس الحلقة الأضعف"

في خطوة تعكس تصاعد حدة التوتر داخل أوساط الفلاحين المنتجين، احتضنت الغرفة الفلاحية لولاية باتنة اليوم الخميس لقاءً تنسيقيًا موسعًا ، ضم المكتب الولائي للإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، منسقي الدوائر و أمناء البلديات إلى جانب رئيس الغرفة الفلاحية و الأمين العام ، إضافة إلى المجلس المهني والجمعية الولائية لمنتجي التفاح وعدد معتبر من المنتجين.
ضياء الدين سعداوي
اللقاء جاء ليضع تحت المجهر الإنشغالات الحقيقية لشعبة التفاح ويطرح بحدة ما يعتبره الفلاحون "تضييقًا ممنهجًا" يهدد إستقرار السوق والإنتاج الوطني.
ملفات عالقة وتوصيات عاجلة
الإجتماع الذي وصفه المشاركون بـ"الضروري والملح" ركز على أربع نقاط أساسية تشكل جوهر الأزمة الراهنة ، أولها إخضاع غرف التبريد لتسيير مديرية المصالح الفلاحية على غرار باقي مناطق الوطن بما يضمن الشفافية والتقيد بالقانون، وثانيها تبسيط إجراءات التصريح بالمخزون عبر الأقسام الفرعية القريبة من الفلاحين بدلًا من الإجراءات المعقدة التي تعرقل عملية التخزين.
كما طالب الحاضرون بـ تمكين الفلاح من حرية التسويق والتنقل بين الولايات بإعتبارها آلية حيوية لضمان استقرار الأسعار على المستوى الوطني بعيدًا عن القيود البيروقراطية، أما النقطة الرابعة فتمثلت في تعزيز المتابعة الميدانية للبساتين من خلال تنسيق وثيق بين مديرية المصالح الفلاحية، الغرفة الفلاحية والإتحاد الولائي للفلاحين.
استياء من "تضييقات أعوان التجارة"
النقاش لم يخل من لهجة غاضبة حيث عبر العديد من الفلاحين عن استيائهم من التدخلات المتكررة لأعوان التجارة الذين – بحسبهم – فرضوا رقابة مفرطة تسببت في ركود السوق وفتحت المجال أمام المضاربين القادمين من ولايات أخرى لإقتناء التفاح بأسعار بخسة ضاعفها غياب آليات حماية حقيقية للمنتجين ، أحد الفلاحين لخص الموقف قائلاً: "نحن نزرع، نرعى، ونتحمل المخاطر المناخية، ثم نجد أنفسنا في النهاية مجرد متفرجين على سوق تتحكم فيها أطراف لا علاقة لها بالفلاحة يستغلون الظرف لشراء المنتوج بأثمان بخسة و يعيدون بيعه بأثمان مضاعفة خارج الموسم بإسم "التفاح الأوراسي لولاية باتنة".
الإتحاد يندد ويطالب بإجراءات حاسمة
من جانبه أصدر الإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين بباتنة بيانًا شديد اللهجة، ندد فيه بما وصفه بـ"ممارسات غير قانونية وغير مقبولة"، معتبرًا أنها استهداف مباشر للفلاحين وإنتاجهم الوطني، وأكد الإتحاد رفضه القاطع لأي محاولة لضرب استقرار شعبة التفاح مبرزًا أن "الفلاح لن يقبل أن يكون الحلقة الأضعف في معادلة السوق".
الإتحاد شدد أيضًا على أن حماية الفلاحين ودعمهم ليست خيارًا بل ضرورة إستراتيجية مرتبطة بالأمن الغذائي والسيادة الوطنية وبهذا الصدد دعا السلطات المعنية إلى التدخل العاجل لوقف التضييقات التي يتعرض لها المنتجون ووضع آليات مرافقة فعالة تضمن حقوقهم وتكفل استقرار السوق.
تفاح الأوراس بين الوفرة والتهديد
ولاية باتنة التي تعد إحدى أبرز مناطق إنتاج التفاح في الجزائر، عرفت هذا الموسم وفرة في المحصول، لكن هذه الوفرة لم تنعكس إيجابًا على السوق بل تحولت إلى مصدر قلق بسبب غياب آليات ضبط فعالة وهو ما أدى إلى تدني الأسعار بشكل كبير ، ويخشى الفلاحون أن تؤدي هذه الوضعية إلى عزوف العديد منهم عن الإستثمار في البساتين مستقبلاً في وقت تراهن فيه الدولة على تعزيز الإنتاج المحلي لتقليص فاتورة الإستيراد.
معركة أوسع من سوق التفاح
ما يجري في شعبة التفاح بباتنة يتجاوز – وفق مراقبين – مجرد صراع على الأسعار أو صلاحيات إدارية ليمس جوهر معركة الأمن الغذائي الوطني ، إذ يرى مختصون أن استمرار التضييقات والبيروقراطية يهدد الثقة بين المنتجين والمؤسسات الرسمية في وقت تحتاج فيه الجزائر أكثر من أي وقت مضى إلى تعبئة قدراتها الفلاحية لمواجهة التحديات الإقتصادية العالمية.
نحو رؤية مشتركة؟
اللقاء التنسيقي خرج بتوصية أساسية مفادها أن الحل يكمن في بناء رؤية مشتركة بين مختلف الفاعلين: الفلاح، الإدارة، والغرفة الفلاحية ، رؤية تقوم على الإعتراف بالفلاح كشريك استراتيجي لا كعنصر ثانوي ، وبقدر ما طالب الفلاحون بوقف التضييقات شددوا أيضًا على استعدادهم للعمل ضمن أطر قانونية شفافة شرط أن تحترم حقوقهم وتمنحهم مساحة كافية لتسويق منتجاتهم.