892
1
الشاعر الباحث بشير صحراوي يتحدث عن أجمل قصائده التي غناها عمالقة الطرب العربي…و أسرار عن الحضارات يكشفها أول مرة
جمع بين الشعر والأدب والتعمق في التاريخ والحضارات،شخصية تأسرك بعمق تفكيرها وتغوص بك عبر الزمن من خلال أبحاثها، الدكتور الشاعر الباحث بشير صحراوي، في لقاء جمعنا به جال بنا بين أجمل الكلمات المتناثرة في قصائد شعرية راقية وبين أسرار الحضارات الإنسانية بفضل تخصصه في علم الإنسان، بين كلا العالمين، خصنا الدكتور صحراوي بهذا الحوار.
حاورته زهور بن عياد
في البداية هل يمكننا التوقف عند أهم المحطات في مساركم؟
بشير صحراوي من مواليد ولاية سطيف سنة 1959، حضيت في تعليمي الإبتدائي بأستاذ سوري الشيخ عبود كان له الأثر الكبيرفي تنشئتنا الأدبية، أحيا فينا حب اللغة العربية وكان من أصحاب الفضل في تكويني.
ففي هذه الفترة اكتشفت ميلي للأدب والشعر،كنت كثير الإطلاع وقرأت أجمل القصائد من الشعر الجاهلي، للشاعر عنتر بن شداد والحطيئة وغيرهم، و حين بلغت 9 سنوات نظمت أولى أبيات في الشعر.
أكثر القصائد التي كان لها الاثر البالغ في الفترة أنشودة المطر للشاعر العراقي شاكر بدر السياب،التي كانت سابقة لزمانها و تحدثت عن الربيع العربي،أما القصيدة التي تعتبر بمثابة انطلاقتي الحقيقية كانت للشاعر مالك بن الريب التميمي وهو شاعر مخضرم عاش في زمن الخليفة عثمان بن عفان، في قصيدة شاعر يرثي نفسه، من أروع القصائد في التاريخ.
واصلت دراستي في مرحلة الثانوي واخترت شعبة العلوم، في ثانوية الأخوين حامية بالقبة الجزائر العاصمة، وكنت مواضبا على ممارسة الرياضة ودخلت مجال ألعاب القوى وتحصلت على عدة ميداليات وألقاب والتحقت بالفريق الوطني.
وهنا اشيرأن من فضل الله على أن حباني في مرحلة الثانوي بالأستاذ العلامة محمد الصالح الصديق وحدث تقارب وانصهار بيني وبينه واعتبره ابي الروحي وكتبت عليه عدة قصائد.
سافرت إلى بلاد الشام وقدمت الكثير من القصائد التي غناها عمالقة الطرب العربي، هل يمكنك الحديث عن هذه التجربة؟
في سوريا تعرفت على الكثير من الأدباء والفنانين على غرار ميادة الحناوي وجورج وسوف،وكتبت لجورج وسوف بعض القصائد
في مدينة حلب بدأت مدرسة جديدة في كتابة الشعر و كتبت قصيدة حملت عنوان “علياء”،كانت مرشحة للشاعر كاظم الساهر ولكن شاءت الاقدار لتكون أغنية من أداء ماجدة الرومي.
كتبتكم في الشعر والرواية وعلم الآثار حدثنا عن ذلك وماهي أهم إصدارتكم؟
من الشعر كتبت ديوان “صرخات” بالعربية وديوان “صرخات الآسى” بالفرنسية الذي ترجم ل12 لغة.
وفي القصيد الشعبي ألفت ديوان تضمن عدة شخصيات منها سيدي امحمد الأزهري، سيدي عبد الرحمان الثعالبي وغيرهم من علماء الجزائر. وفي علم الآثار كتبت كتاب “المعالم الآثرية في الجزائر”.
لدي رواية واحدة حملت عنوان “المتشرد” بالعربية والفرنسبة، تحكي قصة فيزيائي جزائري،عاشى مأساة بعد إصابته بالسرطان وتخلي عائلته عنه، فخلدت ذكراه بقصيدة ورواية.
هناك أيضا كتاب تضمن عن الراويات الأمازيغيات، منهم تنهينال التي تعددت مواهبها بين الكتابة والرواية والغناء،هذا إلى جانب عدة مقالات نشرتها في الصحف الوطنية باللغتين العربية والفرنسية.
اخترت تخصص لا علاقة له بالشعر والأدب فما سر اختيارك لعلم الآثار؟
من طبعي الغوص في الأشياء والتعمق فيها، اذا اخترت علم الآثار،فبعد تحصلي على ليسانس من جامعة الجزائر، اخترت دمشق لأكمل الدراسة ودرست في جامعات في سوريا.
بعد حصولي على الدكتوراه تخصصت في حضارة بلاد الشام، ثم اخترت علم الانثروبولوجيا أي علم الانسان وهوعلم شامل.
انتقلت للعراق وايران واخترت دراسة حضارة بلاد الرافدين والحضارة الفرعونية.
توصلت رفقة باحثين آخرين إلى اكتشافات جديدة قد تجعلنا نعيد النظر في الكثير المحطات التاريخية في الحضارات الإنسانية هل يمكنكم الحديث عن ذلك؟
توصلنا من خلال أبحاثنا، إلى أن الفراعنة ليس لهم أي علاقة بالأهرامات، بملاحظة بسيطة نكتشف أن مساكن الفراعنة غير موجودة، وبعد بحث دقيق توصلنا إلى أن الأهرامات وجدت قبل زمن الفراعنة.
سافرت إلى أمريكا الجنوبية وهناك اكتشفنا أن كريستوف كولومبس سافر لأمريكا ولم يكتشفها لأن الأفارقة المسلمين سبقوه ب6 قرون وامتزجوا مع السكان الأصليين ونشرو الدين الإسلامي هناك، ونملك الأدلة على ذلك،فقد اكتشفنا وجود آثار لوجود مساجد وزوايا وألواح تحتوي آيات قرآنية في أمريكا الجنوبية.
نعود لمجال الفكر والأدب، تحدثت في كثير من المناسبات عن العلامة محمد الصالح الصديق،من مفكري الجزائر الذين لم يلقوا الإهتمام المطلوب ماذا تقول عن هذه الشخصية المتفردة؟
محمد صالح صديق أستاذي وأبي الروحي ومفكر قد لقي الإهتمام في الخارج أكثر من داخل الوطن، فقد الف أكثر من 150 كتاب، أراه موسوعة ونابغة وأحد المفكرين البارزين الذين علينا الإستفادة من علمه وهو يقارب اليوم 97 سنة.
نلاحط في السنوات الأخيرة وجود دور نشر تصدر كتب دون مراعاة للمستوى والجودة التي يقدمها الكاتب وأحيانا يظهر أن النشر صار تجارة أكثر منه عمل احترافي وأخلاقي ما رأيك؟
حقيقة وصلنا إلى مرحلة كثرة الكتب وانتشارالجهل،فدور النشر تتزايد والمكتبات تتناقص، فالصالون الدولي للكتاب لا يعكس حقيقة المقروئية ، احصائيات 2017 بينت أن الجزائري بعد جهد جهيد يقرأ3 صفحات في العام،وهنا كلنا مسؤولين وقدمت اقتراحات ، تتمثل في الرجوع لمدرسة الحكواتي، هذه التي تجعل السامع يتشوق للقصة وتخلق فيه الرغبة في القراءة.
كلمة أخيرة توجهها للشباب الهاوي للكتابة؟
أوجه سؤال للشباب …ماهو أخطر شيء يمكننا أن نفعله لذواتنا أجيب أن اخطر شيئ هو عدم القراءة، فالشباب الهاوي للكتابة لا يستطيع تقديم شيء إن لم يكن له رصيد لغوي وثقافي فعلى الأقل قراءة كتاب في الشهر.