في بيان رسمي صدر مساء اليوم الثلاثاء، أعلنت بلدية باتنة عن تأكيد المخبر البيطري الجهوي بولاية قسنطينة إصابة كلبين ضالين بداء الكلب، بعد العثور عليهما بحي المجزرة أمام مقر الأمن الحضري الثاني وسط المدينة وهو ما شكل تطورًا خطيرًا استنفر مختلف المصالح المحلية وعلى رأسها مديرية الوقاية وترقية المحيط البيئي.

ضياء الدين سعداوي

البيان أوضح أن الكلبين أثبتت التحاليل إصابتهما المؤكدة ما يستدعي إتخاذ إجراءات صحية مستعجلة تشمل تطويق أماكن إنتشار الحيوانات المتشردة والقضاء عليها وفقًا للبروتوكول الوقائي المعمول به مع دعوة المواطنين إلى أعلى درجات الحذر والتبليغ الفوري عن أي حالات اشتباه.

 جروح عض ومصابون.. بداية القصة من حي كشيدة و الصادق شبشوب

تعود فصول الحادثة إلى قرابة أسبوع مضى عندما أثار كلب ضال حالة من الهلع في حي أولاد بشينة بكشيدة بعد أن قام بمهاجمة عدة أشخاص بشكل متتال خلال يومين فقط ، فيما أكدت بلدية باتنة في بيان رسمي عن إصابة 11 شخصاً بجروح جراء مهاجمة شرسة من كلب في حالة هيجان ، و وفقًا لمصادر طبية من مستشفى "سونتوريوم" للأمراض المعدية فقد تم استقبال أكثر من 5 مصابين من مختلف الأعمار  تعرضوا لعضات متباينة الخطورة وتم نقلهم أولًا إلى المستشفى الجامعي لتلقي الإسعافات الأولية، ثم تحويلهم إلى المصلحة المختصة بالأمراض المعدية لمواصلة البروتوكول الوقائي ضد داء الكلب.

أحد المصابين حسب تصريح مصدر طبي اضطر للمكوث بالمستشفى يومًا كاملًا تحت المراقب نظرًا لخطورة الإصابة التي لحقت به على مستوى الساق

شهادات السكان تحدد أماكن تحرك الكلب الضال

رغم سرعة التدخل إلا أن بعض سكان الحي أكدوا لمراسل الجريدة أنهم شاهدوا الكلب الضال وهو يتنقل بين مقبرة "أولاد عدي" ومنطقة "عطيل العمري"، قبل أن تتدخل فرق المصالح البلدية وتتمكن من القضاء عليه ، وتم حينها إرسال عينة من دماغ الكلب إلى المخبر الجهوي البيطري بقسنطينة.

 بيانان متتاليان وتحرك رسمي موسع

وفي إطار التفاعل مع الوضع كانت بلدية باتنة قد أصدرت بيانًا أول يوم 16 جويلية 2025 حذرت فيه سكان أحياء كشيدة والصادق شبشوب بعد إصابة 11 شخصاً  من وجود كلاب متشردة مشبوهة داعية إلى أخذ الحيطة والحذر وتجنب الإحتكاك بالحيوانات الضالة و الإمتناع عن ترك الحيوانات الأليفة تتجول دون مراقبة مع التوجه الفوري للمصالح الصحية في حال التعرض لعضة أو خدش و التأكيد علةضرورة امتلاك كل حيوان أليف دفترًا صحيًا يثبت تلقيه للقاحات الضرورية.

أما بيان اليوم 22 جويلية فقد جاء ليؤكد الإصابة رسميًا ويعطي الضوء الأخضر لبدء عمليات الإبادة الصحية للكلاب والقطط المتشردة داخل القطاع الحضريزمع التأكيد على أن كل شخص يتعرض للعض أو الخدش من حيوان يجب أن يتوجه فورًا إلى القطاع الصحي لتلقي العلاج الوقائي.

نداء للمواطنين والتبليغ الفوري

دعت مديرية الوقاية وترقية المحيط البيئي المواطنين إلى التعاون مع الجهات المختصة والإبلاغ عن أي تحركات لحيوانات ضالة أو مشبوهة خاصة في الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية مشيرة إلى أن مقر المديرية يقع بـمدرسة الفنون الجميلة سابقًا على طريق قسنطينة ويمكن التوجه إليها أو الاتصال المباشر بها في حالات الإشتباه.

داء الكلب ..تهديد قاتل

داء الكلب يُعد من الأمراض الفيروسية الخطيرة التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان عبر العض أو الخدش ويتسبب في وفاة شبه مؤكدة في حال لم يباشر العلاج في الوقت المناسب ، وتشدد الهيئات الصحية على أن التلقيح الوقائي العاجل هو الحل الوحيد لتفادي تطور المرض، إذ تظهر الأعراض عادة بعد أسابيع لكنها تصبح غير قابلة للعلاج بعد ظهورها.

المسؤولية مشتركة والوقاية واجبة

تؤكد السلطات المحلية أن القضاء على داء الكلب لن يتحقق إلا بتعاون الجميع بدءًا من التزام المواطنين بتربية حيواناتهم في إطار صحي قانوني مرورًا بتفعيل التلقيح الدوري وصولًا إلى إحترام إشعارات البلدية والتبليغ عن أي حالة مشبوهة