321

0

أواخر الأيام العشر من  ذي الحجة كيف نستثمرها و الحرب تحصد الأخضر و اليابس في غزة؟

فضلها خصائصها الدروس التربوية المستفادة منها

 

 
مصطفى محمد حابس : جينيف / سويسرا 

 

و نحن نسعى قدر المستطاع لتذكير شباب جاليتنا في الغرب في ندوة يوم الجمعة الماضية، عن خصائص وفضائل العشر الأول من ذي الحجة للعام هجري 1445 و الحرب تحصد الأخضر و اليابس في غزة و في العديد من بلاد الاسلام و المسلمين، استوقفتني، هذه العبارات البليغة في الموضوع،  في " لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف"، وهو كتاب يبحث في فضائل الشهور والأيام والآيات والأحاديث الواردة في فضلها، لمؤلفه الحافظ ابن رجب الحنبلي (736 هـ - 795 هـ). والتي يقول فيها: " فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر - ( أي العشر الأول من ذي الحجة) - على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج".

عمل يعمله الانسان في بيته يكون أفضل من الجهاد في سبيل الله الذي هو أفضل من الحج علما أن الحج ركن ركين من الإسلام !!.

 

الجهاد من العبادات و هي ألوان و اشكال:

 

والجهاد اليوم صار بحق وحقيقة افضل من الحج، ومن أراد الجهاد بماله تبرع بثمن حجه على محتاج أو فقير أو مسكين- كما قال بعضنا، طبعا إذا لم يحج فيما مضى،  و من أراد أن يضحي فليتصدق بأضحيته على المحتاجين و أبناء الشهداء  و الارامل وعائلاتهم في إفريقيا و أماكن العالم الإسلامي التي تطحنها ظلما و عدونا قوى الغدر في الداخل و الخارج، تلك هي دروس هذه الأيام المباركات لنستيقظ من غفلتنا، وشعبنا في فلسطين يجاهد قدر المستطاع للبقاء مرابطا في أرضه، وبالتالي بات دعم شعب فلسطين، فرض عينا وليس فرض كفاية، كما يحلو لبعض الفقهاء التركيز عليه وهم محقون.. لذا يطيب لي في هذا المقام، أن أنقل للقارئ الكريم، هذه الآهات و الزفرات التي وصلتني البارحة من سيدة مكلومة تعبر بصدق و حرقة، بلسان بنات جنسها من غزة الجريحة، إذ كتبت  لنا تقول، مناشدة ضمائرنا الحية  :  

أُخَيَّ المسلم

قُل لي إنسانيٌّ أنا في غزة أم حجرٌ لا ينبضُ ؟؟

قُلْ لي كيف أمسى العصفور في بلادي لا يُغَرِّدُ ؟؟

قل لي من ذا على ذا يَصْمدُ؟؟

 

والأهل والأحبة في تشردِ

والأحياء السكنيَّةُ مُسِحت دون ترددِ

فأين أنتم عن الحرائر التي رُمِّلت ؟؟

والأطفالُ التي يُتِّمَت ؟؟

والأمهات التي ثُكِّلَت ؟؟

أين أنتم عن الجوامع التي هُدِّمَت؟؟

ومكبرات الآذان التي طُمِست ؟؟

قل لي من ذا على ذا يَصْمدُ؟؟

أُخَيَّ المسلم

أَتَرَى مصابي وأطفالي أمامي أشلَاء

أترى بلادي قد أَجْدَبَت وأمست صحراء

لا يَصِلُهَا لا طعام ولا ماء

حتى الأدواء في بلادي ليس لها دواء

فقلْ لي بربك لما هذا العناء ؟؟

أذا لأنني طالبت بأن يكون وطني في نماء ورخاء

أهذا هو الجزاء ؟؟؟

 

أُخَيَّ المسلم 

رغم ذلك فنحن في غزة نتحلى بالصبر الجميل لا نحيدُ عنه ولا نميل 

فنحن نصمد رغم  أنَّ الأنفس قد ضاقت  والأجسادُ قد جاعت

نصمد رغم أن الأوباءَ قد فاحت و الدماء قد  سالت والمساكن قد زالت

 

أُخَيَّ المسلم

نحن في غزة العزة

نصبر على فراق الأحبة صبر يعقوب

ونثبت على الرضا في المصائبِ صبر أيوب

فما لنا سوى الدعاء ولنا في الله خير غِناء .

المسلم في عبادةٍ مُستمرةٍ لا تنقطع طول حياته :

 

تمتاز حياة الإنسان المسلم بأنها زاخرةٌ بالأعمال الصالحة ، والعبادات المشروعة التي تجعل المسلم في عبادةٍ مُستمرةٍ ، وتحوِّل حياته كلَّها إلى قولٍ حسنٍ ، وعملٍ صالحٍ ، وسعيٍ دؤوبٍ إلى الله جل في عُلاه  ، دونما كللٍ أو مللٍ أو فتورٍ أو انقطاع . والمعنى أن حياة الإنسان المسلم يجب أن تكون كلَّها عبادةٌ وطاعةٌ وعملٌ صالحٌ يُقربه من الله تعالى ، ويصِلُه بخالقه العظيم جل في عُلاه في كل جزئيةٍ من جزئيات حياته ، وفي كل شأنٍ من شؤونها .  
  من هنا فإن حياة الإنسان المسلم لا تكاد تنقطع من أداء نوعٍ من أنواع العبادة التي تُمثل له منهج حياةٍ شاملٍ مُتكامل؛ فهو على سبيل المثال مكلفٌ بخمس صلواتٍ تتوزع أوقاتها على ساعات اليوم والليلة ، وصلاة الجمعة في الأسبوع مرةً واحدة ، وصيام شهر رمضان المبارك في كل عام ، وما أن يفرغ من ذلك حتى يُستحب له صيام ستةِ أيامٍ من شهر شوال ، وهناك صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع ، وصيام ثلاثة أيامٍ من كل شهر ، ثم تأتي الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة فيكون للعمل الصالح فيها قبولٌ عظيمٌ عند الله تعالى .

وليس هذا فحسب ؛ فهناك عبادة الحج وأداء المناسك ، وأداء العُمرة ، وصيام يوم عرفة لغير الحاج ، ثم صيام يوم عاشوراء ويومٍ قبله أو بعده ، إضافةً إلى إخراج الزكاة على من وجبت عليه ، والحثُّ على الصدقة والإحسان ، والإكثار من التطوع في العبادات ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقول أو العمل أو النية ، إلى غير ذلك من أنواع العبادات والطاعات والقُربات القولية والفعلية التي تجعل من حياة المسلم حياةً طيبةً ، زاخرةً بالعبادات المستمرة ، ومُرتبطةً بها بشكلٍ مُتجددٍ دائمٍ يؤكده قول الحق سبحانه : } فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ { ( سورة الشرح : الآية رقم 7 ) . 
من هنا فإن في حياة المسلم مواسماً سنويةً يجب عليه أن يحرص على اغتنامها والاستزادة فيها من الخير عن طريق أداء بعض العبادات المشروعة،  والمحافظة على الأعمال والأقوال الصالحة التي تُقربه من الله تعالى ، وتُعينه على مواجهة ظروف الحياة بنفس طيبةٍ وعزيمةٍ صادقة .
وفيما يلي حديثٌ عن فضل أحد مواسم الخير المُتجدد في حياة الإنسان المسلم ، والمُتمثل في الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة وما لها من الفضل
 والخصائص ، وبيان أنواع العبادات والطاعات المشروعة فيها؛ إضافةً إلى بعض الدروس التربوية المستفادة منها . 

 

 

 

 

العشر الأول من ذي الحجة : فضائل و خصائصها

 

كما كتب أحد إخواننا من جامعة الوادي (*)، عن هذه الأيام العشر، في مقال مميز، حول حسن استثمار، هذه الأيام، هذه قطوف منها بقوله :"

اقتضت حكمة الباري - سبحانه وتعالى- أن يكون الاصطفاء في كل شيء، فهو واقع -لا محالة- في الأشخاص والأمكنة والأزمنة، فالأشخاص من خلق الله آدم قد يتماثلون في الهيئة ويختلفون في القوى العلمية والعملية، فاصطفى الله منهم الأنبياء والمرسلين والقادة والمصلحين، والأولياء والربانيين، قال رب العالمين:

(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)

وقال أيضا:

 (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ).

والأمكنة تختلف من حيث تشريف الله لها وتقديسها، قال الله-عز وجل-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)،

وقال أيضا: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).

والأزمنة تتفاضل فيما بينها فليست الأيام والشهور والأعوام واحدة، قال الله-عز وجل-: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ)، وقال أيضا: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا).

وصدق الله تعالى إذ يقول: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ) فالاصطفاء من شؤون الربوبية، فأصل التمايز إلهي، بين فيه المولى- تبارك وتعالى- فضل بعض الأيام و الليالي، بما أولاها- سبحانه- من فضل عظيم، وبما أودع فيه من خير واسع عميم، فسبحانه من إله  حكيم عليم

 

العشر الأول من ذي الحجة محطة تعبئة  

نحن على أبواب نهاية و رحيل أيام مباركات من العشر الأول من شهر ذي الحجة، ساعاتها مباركات، ولحظاتها غاليات، إذ فيها من الخصائص والصفات ما يجعلها أفضل أيام الدهر، وأبرك ليال العمر، وإذا كان أصحاب التجارات في الدنيا يعرفون للمواسم قدرها، فيكثفون فيها النشاط ويضاعفون فيها الجهد طمعًا في تحقيق الأرباح الوفيرة، فإن تجار الآخرة لا يضيعون الفرص الثمينة، فهم يعرفون لمواسم الطاعة حقها ومستحقها، فيتأهبون لها ويشمرون جميعًا على سواعد الجد، إذ يضع كل واحد خطة تفصيلية للاستفادة من هذا الموسم، ثم يستثمرها الواحد منهم بكل جد ونشاط، وهو يترقى في درجات معرفة الله - تبارك وتعالى- والتقرب إليه، والإنس به - سبحانه وتعالى -.

فتكون هذه الأيام بمثابة محطة تعبئة للوقود الإيماني يتزود منها لما بقي من له من أيام العام، فرمضان محطة تعبئة وفي عشرها الأخيرة كان حجر الأساس وهو قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، والحج محطة تعبئة وفي العشر الأول كان الاكتمال والتمام بقوله تبارك وتعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).

وقوله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ).

 أو كما قال الشاعر الحكيم :

تزود من التقى فإنك لا تـــــــــدري           إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر                                              

            فكم من صحيح مات من غير علة            وكم من سقيم عاش حينا من الدهر

خصائص العشر الأول من ذي الحجة وفضائله

تتميز العشر الأول من شهر ذي الحجة بعدة خصائص لم تجتمع في غيرها، منها: قوله تعالى:

وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِىٓ أَيَّامٍۢ مَّعْلُومَٰتٍ، قال بن عباس- رضي الله عنهما - : الأيام المعلومات هي العشر الأول من شهر، ذي الحجة.

 

ومن خصائص الأيام العشر الأول أن الله - عز وجل - أقسم بها قائلا: (وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ) والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، وقد قال بن عباس-رضي الله عنهما-: المراد بها العشر الأول من شهر  ذي الحجة.

ومما يجعل الموسم متميزا أنه ميدان المسارعة في الخيرات والتسابق في الطاعات، بل هو أفضل أيام العمل الصالح، فما تقرب المتقربون إلى الله- عز وجل- أفضل من هذه الأيام المباركات، وذلك لما رواه البخاري عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:

ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلًا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء

إن فضل هذه الأيام يتجلى باعتبارها موسما للحج وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، ففيه أيام عظام، وليال كرام، مشاهد الحجاج الكرام وهم يطوفون بالبيت و يسعون بين الصفا والمروة، ويقفون بعرفات، يحدو بهم النشيد الرباني: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد لك والملك، لا شريك لك)

يا لها من أيام عظيمة، منها يوم التروية في الثامن من شهر ذي الحجة، وفيه يصعد الحجاج من مكة إلى منى ملبيين بالحج، وبعده يوم عرفة  يوم مشهود، وهو خير يوم طلعت فيه الشمس، دون أن نغفل يوم النحر الذي هو يوم الحج الأكبر،  ولقد  ورد فضله في الجامع الصحيح، أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال:

" أعظم الأيام عند الله يوم النحر "

ومن خصائص هذه الأيام أن الله أكمل الدين فيها وأتم على عباده النعمة، قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)

إذن؟  فهذه الأيام هي أفضل أيام الدنيا، كما جاء في قول النبي-صلى الله عليه وسلم

أفضل أيام الدنيا العشر : يعني العشر من شهر ذي الحجة. فيا لها من أيام عظيمة، وساعات ثمينة، اجتمعت فيها الطاعات وتعانقت فيها القربات، من صلاة وصيام وحج وصدقات!

فهل من مشمر لاستغلال هذا المواسم الكريمات؟ هل من متسابق في مضمار الخيرات؟ هل من مجيب لنداء رب الأرض والسموات؟

كيف نغتنم أواخر العشر الأول من ذي الحجة

هذه الأيام المباركة، كيف نغتنمها بما يكتب لنا الحسنات ويرفع لنا الدرجات، ينبغي علينا أن نتوب من جميع أنواع الذنوب، ونراقب في كل حركة وسكنة علام الغيوب، ونسارع في العودة إلى الله، قبل حلول الخطوب، و فوات الأوان.!

أخص الأعمال قاطبة في هذه الأيام هو الحج إلى بيت الله الحرام لقوله الملك العلام ، وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا

ومن الأعمال التي تؤدى في أيام العشر ولياليها: التكبير الكبير باسم الإله العلي القدير بقولنا: (الله أكبر، الله أكبر، لا اله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد) ، فقد كان الصحابة الكرام- رضي الله عنهم- يرفعون أصواتهم بالتكبير في هذه الأيام العشر، وهذه ما اختصت به هذه الأيام العشر دون غيرها، ويسمي هذا بالتكبير المطلق بالليل والنهار..

ومن الأعمال التي يستحب فعلها في هذه الأيام صيام تسعة أيام لغير الحجاج، وأما الحجاج فلا يصومون اليوم التاسع، للتقوي على الوقوف بعرفة، وأما غير الحجاج فصيام هذا اليوم في حقهم يكفر الله به ذنوب السنة الماضية والسنة الآتية، لما وراه مسلم عن قتادة-رضي الله عنه-قال سئل رسول الله عن صيام يوم عرفة؟ قال:

وهذا فضل عظيم من الله سبحانه وتعالى، وفي حديث حفصة: (أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-كان يصوم هذه العشرة).

وفي يوم النحر يشرع ذبح الهدي أو الأضاحي، وأول ما يبدأ فيه في يوم العيد هو ذبح الهدي، وهذا بالنسبة للحجاج..

وأما غير الحجاج فيذبحون الأضاحي،  تقربًا إلي الله سبحانه وتعالى، وسنة نبوية سنها أبونا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وأحياها نبينا محمد-صلى الله عليه وسلم-.

والأضحية قربان عظيم يتقرب بها المسلم إلى الله، ويرى الإمام أبو حنيفة - رحمه الله - أن ذبح الأضحية واجب على الموسر، وأما جمهور أهل العلم فيرون أنه سنة مؤكدة، وليس بواجب؛ وعلى كل حال فذبح الأضاحي والهدي في هذا اليوم وما بعده يدل على فضل هذا اليوم؛ وهو المراد بقوله تعالى:

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)

 (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،

 فصل صلاة العيد، وأنحر هديك، أو أضحيتك في هذا اليوم كما جاء في الصحيحين: قال رسول الله :

إن أول ما نبدأ به يومنا هذا، أن نصلي، ثم نرجع  فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل ذلك فإنما هو لحم قدمه لأهله، ليس من النسك في شيء

ويسن للمضحي أن يأكل من أضحيته، ويهدي للأقارب والجيران و والفقراء، قال تعالى:

(فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)،
يا لها من أيام خالدة مجيدة! ويا لها من فرص ثمينة قد لا تعوض! وستظل مجرد كلمات جمعت في عبارات ما لم نجسد معانيها في معترك الحياة. فدونكم هذه المواسم الكريمة، ألا فاغتنموها بالطاعات والقربات، عسى الله أن يدخلنا  

وإياكم فردوس الجنات.

  تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

وعيدكم مبارك سعيد

*

/- قطوف بتصرف، عن مقال مطول للأستاذ عبد الغني حوبة، مجلة التبيان، عدد ذو الحجة 1445

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services