تسبب انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائي أمس الإثنين، ببلدية الحاسي تامهريت (ولاية باتنة) في خسائر كبيرة لعدد من الفلاحين الناشطين في مجال تربية الدواجن.

ضياء الدين سعداوي

و قد تسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي جاء دون سابق إنذار إلى نفوق أزيد من 4000 دجاجة في ثلاثة مستودعات على الأقل بمنطقة مشتى الجباس، وفق ما أفاد به رئيس المكتب المحلي لإتحاد الفلاحين الجزائريين بدائرة عين جاسر -أبو الحسن بروال - لموقع "بركة نيوز".

وأوضح المتحدث أن الانقطاع الذي لم يسبقه إشعار مباشر للمربين، خلف صدمة كبيرة في أوساط الفلاحين المتضررين الذين تكبدوا خسائر مادية معتبرة، في وقت يواجه فيه قطاع الدواجن ضغوطا متزايدة مرتبطة بإرتفاع تكاليف الأعلاف والأدوية البيطرية.

وحسب مصادر "بركة نيوز"، فإن الإنقطاع كان مرتبطًا بأشغال صيانة لأحد المحولات الكهربائية بالمنطقة.

وفي إتصال هاتفي أجراه الموقع مع رئيس مصلحة الإعلام بمديرية توزيع الكهرباء والغاز لولاية باتنة -مبارك بن عزة- أكد هذا الأخير أن المديرية استقبلت صباح الثلاثاء ممثلين عن الفلاحين المتضررين وقدمت لهم التوضيحات اللازمة بشأن ظروف الإنقطاع.

وأضاف المتحدث أن مديرية التوزيع كانت قد أصدرت بيانًا رسميًا يفيد بقطع التيار الكهربائي على بلدية الحاسي تامهريت وتم توزيعه قصد الإعلام على إذاعة الجزائر من باتنة وعلى مصالح البلدية، غير أن الأخيرة – حسبه – لم تقم بإعلام المواطنين والمستثمرين المحليين، ما حال دون إتخاذ الإحتياطات الضرورية لتفادي مثل هذه الخسائر.

وينتظر أن تفتح مشاورات بين ممثلي الفلاحين والجهات المعنية من أجل إيجاد حلول عملية تقلل من انعكاسات مثل هذه الإنقطاعات، خاصة في ظل حساسية النشاطات الفلاحية المرتبطة بالطاقة الكهربائية.

انقطاع التيار.. أزمة كهرباء أم أزمة تواصل؟

تكشف هذه الحادثة عن ثغرة مزمنة في منظومة التواصل المؤسساتي، إذ غالبا ما تصدر الإدارات بياناتها بشكل شكلي دون ضمان وصولها إلى الفاعلين الإقتصاديين في الوقت المناسب وفي قطاعات حساسة مثل الفلاحة وتربية الدواجن، حيث ترتبط دورة الإنتاج بالتيار الكهربائي، فإن أي خلل في الإعلام المسبق قد يتحول مباشرة إلى خسائر مالية جسيمة، وهو ما يطرح من جديد إشكالية التنسيق بين الهيئات العمومية والجماعات المحلية من جهة والمهنيين والمستثمرين من جهة أخرى في ظل سعي الدولة إلى تعزيز الأمن الغذائي الوطني.