198
0
الصحفيون الفلسطينيون… شهداء الحقيقة في يوم الإعلام العربي

في يوم الإعلام العربي، يبرزالصحفيين الفلسطينيين كأرواح طاهرة ارتقت وهي تحمل الكاميرا والميكروفون، لتكتب الحقيقة بدمائها، انطلاقا من إيمانًهم العميقً بأن قول الحقيقة هو واجب، وأن الصمت خيانة، مؤمنين بأن مسؤوليتهم هي توثيق الأحداث مهما كان الثمن.
نسرين بوزيان
ما يُدمي القلب أكثر هو أن الاحتفاء بيوم الإعلام العربي يأتي وسط صمت قاتل، حيث تُغتال الحقيقة يومًا بعد يوم دون محاسبة، اذ تشير الأرقام الصادمة إلى مشهد كابوسي للإعلام في زمن الحرب، حيث تحولت سترات الصحفيين من دروع حماية إلى أهداف واضحة لقناصة الاحتلال الصهيوني.
وفقًا لوثائق الأمم المتحدة، فإن 92% من هذه العمليات كانت قتلًا متعمدًا، بينما تقف المنظمات الدولية عاجزة عن تنفيذ قراراتها.
إستراتيجية ممنهجة لاستهداف الصحفيين
وفي هذا السياق، أكد السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس قطاع الإعلام والاتصال، قائلاً: “هذه ليست مجرد انتهاكات عابرة، بل إستراتيجية ممنهجة”، مشيرًا إلى أن الهدف هو خنق الرواية الفلسطينية وإخفاء جرائم الحرب تحت أنقاض الاستوديوهات المدمرة.
وذكر السفير خطابي أن استهداف الصحفيين في غزة يُعتبر جريمة حرب تستدعي تدخلاً دوليًا عاجلًا، مشيرًا إلى أن 210 صحفيين فلسطينيين وعرب ودوليين سقطوا شهداء منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023.
وأضاف: “هذه ليست أرقامًا، بل أسماء وشهداء كانوا ينقلون الحقيقة… العالم يشهد إبادة ممنهجة للإعلاميين كجزء من سياسة إسكات الرواية الفلسطينية.”
استهداف الصحفيين جزء من سياسة الاحتلال لطمس الحقيقة
في هذا السياق، قال الصحفي الفلسطيني محمد مهنا من قطاع غزة لـ”بركة نيوز”: “استهداف الصحفيين الفلسطينيين ليس مجرد استهداف فردي، بل هو عملية ممنهجة تهدف إلى قتل الحقيقة نفسها، في وقت بدأ فيه العالم الغربي يتأثر برواية الشعب الفلسطيني بفضل الصحفيين الذين ينقلون صور القتل والإبادة والتشريد، يسعى الاحتلال الصهيوني بكل ما أوتي من قوة لطمس هذه الحقيقة عبر استهداف الصحفيين بشكل مباشر، معتقدًا أن بإمكانه منع وصول هذه الرواية للعالم،هذا استهداف متعمد ومحسوب، ونحن لن نسمح له بتعميق صمته على جرائم الحرب التي ترتكب بحق شعبنا.”
وتابع مهنا: “هذه ليست حربًا على الصحفيين فحسب، بل حرب على الحقيقة. في ظل الصمت الدولي المريب، نواصل نحن الصحفيين الفلسطينيين مهمتنا في نقل الحقيقة مهما كان الثمن،استهدافنا بالقتل والطائرات المسيرة والدبابات هو جزء من استراتيجية الاحتلال لتغييب صوتنا، لكننا سنظل على العهد، نكشف عيوبه أمام العالم ونفضح جرائمه، ولن نتراجع مهما كانت التضحيات.”
تعرض الصحفيين لاستهداف مستمر
وفي هذا اليوم، قال الكاتب الصحفي ثائر نوفل أبو عطيوي، عضو نقابة الصحفيين ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين ل “بركة نيوز”: “إن هذا اليوم هو فرصة لتسليط الضوء على واقع الإعلام العربي، وإنجازاته، وتحدياته، وعليهم أن يعملوا من أجل إعلام عربي ينهض ويبني لخدمة المجتمعات العربية، ويكون رافعة إنسانية لتحقيق الأهداف العربية ومصالحها في مواجهة المخططات الاستعمارية والأجندات الخارجية.”
وأوضح أبو عطيوي أن الأراضي الفلسطينية تعيش في ظل واقع مأساوي وصعب للغاية، حيث تستمر الحرب على قطاع غزة والعدوان على القدس والضفة الغربية.
كما يتعرض الإعلاميون الفلسطينيون للاستهداف المستمر، مؤكدًا على ضرورة دعم الصحافة الفلسطينية في مواجهة هذه التحديات وتفعيل القوانين الدولية التي تحمي الصحفيين.
دعوة لتوثيق الجرائم ووقف استهداف الصحفيين
وفي حديثه مع “بركة نيوز”، قال الصحفي الفلسطيني وسام أبو زيد، مراسل التلفزيون الجزائري العمومي: “رسالتي هي محاسبة قتلة الصحفيين الفلسطينيين وتقديمهم للمحاكمة الدولية، ووقف قتل الصحفيين، وعلاج المصابين، وإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين، وتوفير الحماية لهم، وإدخال الصحافة العالمية إلى غزة لتوثيق الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.”
مؤكدًا في يوم الإعلام العربي عن استمرار الصحفيين في نقل الحقيقة قائلاً: “إننا كصحفيين نعيش كل يوم في خطر الاستهداف، رغم أن مهنتنا ليست جريمة، بل هي توثيق لفترة تاريخية مفصلية في القضية الفلسطينية،سنظل مستمرين في نقل الحقيقة مهما كان الثمن، سنكون شاهدين على مذبحة العصر الحديث، وسنبقى في ساحة المعركة الإعلامية حتى النصر.".