148
0
الصديق عند الضيق
الكاتبة هدايات نورهان صياد
سمير فتى لطيف يحب مساعدة الآخرين طيب القلب، يحبه الجميع، وصديقه المفضل هو سامر، خرج الولدان ليلعبا في الحديقة العامة فرحان وسعيدان جدا، أتت معهما والدة سمير وأصبح اللعب أكثر متعة/
سأل سمير سامر:"لماذا لم تأتي والدتك يا سامر؟لو أتت لأصبح اللعب أكثر وأكثر متعة.
فاخبره سامر: أنا ليس لدي أم فأنا يتيم.
خجل سمير جدا واعتذر من سامر لهذا السؤال القاسي، سامحه سامر وأكملا اللعب سويا،وعندما حان وقت الرجوع للبيت،والمذاكرة من أجل المدرسة،لم يعد سامر من نفس الطريق الذي كان يعود منها عادة، لم يريد سمير التدخل وعاد إلى بيته،في تلك الليلة لم يستطع سمير النوم،فلقد كان يفكر بصديقه المسكين،وكان يتساءل:"إلى أين ذهب سامر؟!
حلم أحلام سيئة، تلك الليلة.
أشرقت الشمس وحان وقت الاستيقاظ، لم يكن في أحسن حال، وحتى عندما ذهب إلى المدرسة، لم يكن يفكر إلا بسامر وكان يقول في نفسه:"لو كنت يتيما كيف ستكون حياتي يا ترى؟
بالتأكيد سأكون يائسا محبطا وحزينا.
يا ترى هل هذا هو شعور سامر؟!
تغيب سامر اليوم عني المدرسة، خاف عليه سمير كثيرا،فلقد انخفضت درجاته كثيرا في المدرسة، وأصبح يتغيب كثيرا،ولكي يطمئن سميرعليه سلك نفس طريقه ،طرق باب معظم المنازل الموجودة في ذلك الحي، لعله يجده،حتى وصل إلى منتصف الحي، طرق الباب فخرج له رجل طاعن في السن، فسأله سمير عن سامر.؟
فأجابه الشيخ:من أنت يا بني؟
أجابه سمير:أنا صديق فتى اسمه سامر؛ هل تعرفه؟
أجابه:نعم إنه حفيدي
سأله سمير بلهفة وحزن:أين هو ؟
أجابه:لقد ذهب لبيع الخبز الذي حضرته جدته لكي نحصل على مصاريف علاج والده المريض.
كان عند سمير بعض من النقود التي تكفي لشراء بعض الطعام فأهداها لجد سامر بخجل ثم غادر بحثا عن صديقه، وجده يبيع الخبز وحده على جانب الطريق السريع،اختبأ سمير حتى لا يراه سامر وبدأ يراقبه بتمعن، ثم ذهب إليه و قال له: أنت تعاني كل هذا العناء ولا تخبر صديقك المفضل، ليس من عادتك إخفاء الأسرار عني لو أخبرتني لساعدتك و أصبح والدك في أحسن حال و كنتم ستعيشون عيشة هانئة .
توقف عن هذا والدي سيساعدكم ريثما يتحسن أبوك لكن بشرط أن ترجع للمدرسة و تجتهد كما عهدناك كان سمير عند وعده فساعد صديقه حتى زال البأس عن والده و في الأخير أصبحت العائلتان تربطهما علاقة حميمة و طيبة و فازت الصداقة الحقيقية في الأخير.