62

0

فورار يؤكد استقرار الوضعية الوبائية والسيطرة التامة على داء الجرب

أكد اليوم المدير العام للوقاية وترقية الصحة بوزارة الصحة، جمال فورار، أنه بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات العليا للحد من انتشار الأمراض وتعزيز الوعي بأهمية الوقاية، أصبحت الوضعية الوبائية في الجزائر تحت السيطرة بشكل جيد.

نسرين بوزيان 

       

و أوضح فورار أنه رغم تسجيل بعض الحالات المرتبطة بالأمراض المتنقلة، فقد تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتقليص عدد الإصابات وضمان المتابعة الدقيقة.

وخلال مداخلته في الندوة الصحفية التي نظمها المعهد الوطني للصحة العمومية بالعاصمة حول الوضعية الوبائية للأمراض المتنقلة، أبرز فورار أن تقارير الصحة المدرسية سجلت بعض حالات الإصابة بداء الجرب في المدارس، والتي اقتصرت على ولايتين فقط، مؤكدا أن السلطات تعاملت مع الوضع بكفاءة حيث تم تفعيل وحدات الكشف والمتابعة وتم القضاء على المشكلة بنجاح.

 

الأمراض المتنقلة تحدي رئيسي للنظام الصحي

كما شدد المتحدث على أن الوقاية وترقية الصحة تعدان من الأسس الجوهرية للسياسة الوطنية للصحة، مستندا في ذلك إلى أحكام القانون 18–11 المؤرخ في 2 جويلية 2018 المتعلق بالصحة الذي يولي أهمية كبرى لهذين المجالين من خلال تنفيذ 21 برنامجا وطنيا و10 مخططات استراتيجية متعددة القطاعات.

مشيرا إلى أن أي نظام صحي في العالم يواجه تحديات متواصلة سواء الدائمة منها كالأمراض المتنقلة أو الناشئة المرتبطة بالأمراض غير المتنقلة وعوامل الخطر المشتركة، معتبرا أن هذه التحديات "عرضية ومترابطة"، وتستلزم رؤية شاملة ومتعددة الأبعاد. 
وأضاف أن الأمراض المتنقلة تظل رهانا أساسيا لأي نظام صحي نظرا لقدرتها على الانتشار السريع وإعادة الظهور رغم التقدم المحقق، مؤكدا على ضرورة الاكتشاف المبكر وتوسيع التغطية بالتلقيح بالإضافة إلى  تعزيز التنسيق بين القطاعات، ورفع قدرة النظام الصحي على الصمود أمام الأوبئة.
ونوه فورار بـالمكتسبات التي حققتها الجزائر في السنوات الأخيرة، من بينها القضاء على شلل الأطفال سنة 2016، والقضاء على الكزاز الأمومي والوليدي سنة 2018، واستئصال الملاريا المحلية سنة 2019، فضلا عن القضاء على التراخوما والبلهارسيا البولية، والتقليل الكبير في معدلات الإصابة بالحصبة والسعال الديكي والحمى التيفوئيدية. 

موضحا أن الأمراض المرتبطة بالبيئة ولسعات العقارب السامة ما تزال تشكل تحديا مستمرا بسبب ضعف التنسيق بين القطاعات في حين تبقى التهديدات الناشئة مثل الدفتيريا والملاريا المستوردة تحت المراقبة الدقيقة.

تراجع ملحوظ في لدغات العقارب وحالات داء الكلب
 وكشف أن تراجع عدد لدغات العقرب وحالات الوفاة الناتجة عنها بين سنتي 2020 و2025 يعكس تحسنا ملحوظا في أداء المنظومة الصحية، حيث تراجع عدد اللدغات من 45 ألفا إلى 20 ألفا، وعدد الوفيات من 30 إلى 10، بفضل خطة تقليص الوفيات ونظام المراقبة المستمر. 
وأشار إلى أن هذا الانخفاض يعكس نجاعة حملات التوعية وتحسين التكفل بالمصابين عبر مختلف ولايات الوطن.
وفي سياق متصل، أبرز فورار أن حالات داء الكلب المسجلة بين 2020 و2024 تظهر تراجعا تدريجيا، حيث بلغت 16 حالة سنة 2020 مقابل 11 حالة في 2024، فيما تم تسجيل 12 حالة إلى غاية أكتوبر 2025. وأوضح أن 36 بالمائة من الإصابات تخص أطفالا تقل أعمارهم عن 15 سنة، و63 بالمائة منها من الدرجة الثالثة، مشيرا إلى مواصلة العمل لتكثيف حملات التلقيح الوقائي خاصة في المناطق الريفية.

         

 

 

تشخيص فوري وسريع للأمراض الاستوائية

من جانبه، صرح رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى مصطفى بغدادي بتمنراست

 

 إخموك إلياس، أن ولايته تتصدر عدد حالات الملاريا والدفتيريا والسل والتهاب الكبد الفيروسي، بسبب موقعها الجغرافي كمنفذ للوافدين من دول الساحل. 
وأوضح أن الجزائر سجلت خلال العام الماضي نحو ثلاثة آلاف حالة ملاريا، منها 70 بالمائة بولاية تمنراست، مقارنة بثلاثة ملايين حالة في النيجر وأربعة ملايين في مالي، وفق معطيات منظمة الصحة العالمية. 
وأضاف أن الولاية تعرف حاليا تسجيل حالات من أمراض متنقلة أخرى مثل التهاب السحايا والسل والتهاب الكبد الفيروسي، مبرزا أن إنشاء المرصد المرجعي للأمراض الاستوائية 

التابع للمعهد الوطني للصحة العمومية سيسمح بتعزيز التشخيص السريع والدقيق ومتابعة الأوضاع الوبائية في حينها.

       

 

 

النزوح الحدودي يثقل المنظومة الصحية


أما المدير العام لمعهد باستور، فوزي درار، فأوضح أنه بالمقارنة مع السنوات الماضية تمكنت الجزائر من السيطرة على انتشار العديد من الأمراض الانتقالية، رغم 
ما تسببه حركة نزوح المهاجرين عبر الحدود من ضغوط إضافية على المنظومة الصحية، مبرزا أن  الاستجابة الصحية كانت فعالة وسريعة من خلال تنظيم حملات تلقيح واسعة وتطويق البؤر في وقت قياسي، مؤكدا أن الهدف ليس بلوغ "صفر حالة"، وإنما ضمان أن يكون المنحنى تنازليا، وهو ما تحقق بفضل فعالية الإجراءات المتخذة. 
وختم بالقول أن المستشفيات التي كانت ممتلئة بالحالات أصبحت اليوم شبه فارغة، في مؤشر واضح على نجاح التدابير الوقائية والميدانية.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services