235
0
المقاصد الدينية لصيام وقيام رمضان المعظم

وضع المولى تعالى في حكم التشريعات الإسلامية مجموعة من الضوابط و المقاصد التي تصوّب حياة المسلم من خلال جملة النواهي و الأوامر التي تنور البصيرة وتحقق التوازن في حياة المسلم باعتبارها النهج الصحيح و المذهب السليم لتعزيز الصلة بين العبد و ربه.
شيماء منصور بوناب
وللتعمق أكثر في مجال المقاصد الدينية لشهر رمضان المبارك، أوضحت فاطمة دلمة، مرشدة دينية رئيسية بمسجد عبد المؤمن بالكاليتوس. أن الشريعة الاسلامية في جوهرها، جاءت لتحافظ على مصالح الانسان في الدنيا والاخره خاصة ما تعلق بأمور دينه و عرضه وماله ونفسه،من خلال تبيان النواهي و تحديد الأوامر التي تخدم المسلم في حياته و تجنبه المعاصي.
أما بالنسبة لمقاصد شهر رمضان العظيم، فان البحث فيها يقودنا للبحث أولا في أساسه من الجانب الاصطلاحي و الدلالي الذي يراد منه التقوى التي تقي الانسان و هو الوقاية أو الصون من الامراض النفسيه والمعنويه والجسميه ، استجابة لقوله تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ".
مؤكدة على أن تحقيق التقوى هي الغاية الأسمى من صيام شهر رمضان المبارك الذي قال فيه سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، "الصيام جنة".
وفي ذلك دلالة واضحة على أن الإسلام بكل قواعده وأركانه وتشريعاته يشكل المنهج الرباني الراقي الذي يهتم بكل ما ينصف المسلم في حياته تبعا لما تمليه تعاليم الدين الاسلامي الحنيف.
وبالعودة للتعريف الاصطلاحي للصيام، أفادت محدثتنا أن المراد منه هو الامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس بنية التعبد، لذلك ورد عن النبي أن الصيام جنة باعتباره من التقوى جاء لوقاية النفس و تطهير الروح و البدن والعقل.
مشيرة لدور الامتناع عن المفطرات المتعلقه بالجوف والفرش والقلب، لان الانسان روح وبدن يفرض تحقيق توازن في ذاته روحانيا وجسديا وحياتيا، وفي ذلك تكمن البركة في أهمية الاتزان السليم بين غذاء الروح وغذاء البدن من خلال هذا الترك والامتناع عن المفطرات بمختلف أشكالها.
يكون الترك والامتناع حسب دلمة، ايمانا واحتسابا ليغفر الله لنا ما تقدم من الذنوب كما جاء في الاحاديث الصحيحه له صلى الله عليه وسلم، بمعنى ذلك أن الصيام والقيام ايمانا الشرط هو ايمانا واحتسابا يطهر الصائم من ذنوبه.
منوهة، بماهية المقصود من "احتسابا" حتى يحدث المقصد والهدف وهو غفران الذنوب للصائم ما تقدم، لان غفران ما تقدم من ذنبه يعني اتزان الشخصية عند الانسان والإلتزام بدنيه وبالتالي يرجع المسلم الى الوضع الحقيقي الذي اراده الله له والذي كرمه الله سبحانه وتعالى من اجله.
فصيام وقيام شهر رمضان ايمانا واحتسابا وقيام ليلة القدر في العشر الاواخر يعتبر توبه جديدة وميلادا جديدا تتحقق فيه التقوى اثناء رمضان وبعده في شكل نظام حياتي مستمر اركانه ثلاثه وهي خوف من الجليل وعمل بالتنزيل واستعداد ليوم الرحيل.