521
0
المجاهد بن يوسف بن خدة...شخصية جزائرية وازنة و مخضرمة
ندوة تاريخية إحياءا لذكرى وفاته

إحياءا للذّكرى الـ 21 لوفاة المجاهد بن يوسف بن خدة، نظم اليوم الإثنين المتحف الوطني للمجاهد ندوة تاريخية عن مساره النّضالي والسياسي، ذلك بقاعة المحاضرات محمّد بوراس بمقر المتحف و بإشراف من وزارة المجاهدين و ذوي الحقوق و بحضور مجاهدين و موظفي و إطارات المتحف الوطني للمجاهد، و الأسلاك الأمنية، و طلبة.
نزيهة سعودي
استهلت التظاهرة بتلاوة القرآن الكريم ثم الإستماع إلى النشيد الوطني قسما، بعدها تم عرض بورتريه منجز حول المجاهد المرحوم بن يوسف بن خدة و أبرز مهامه أثناء الثورة التحريرية.
و خلال افتتاح الجلسات أكد الأستاذ بن نعماني سيد احمد و هو أستاذ بكلية العلوم الإسلامية و أستاذ التاريخ أنه احتفاء بيوم وفاة أحد قامات الجزائر المرحوم بن يوسف بن خدة كشخصية وازنة من شخصيات الجزائر أعطى محتوى لحياته، و شخصية مخضرمة مارست مسؤوليات كبيرة في إطار الثورة التحريرية المجيدة الكبرى.
كما حاول إعطاء لمحة عن المرحوم بن يوسف بن خدة حيث أوضح أنه من منطقة البرواقية ولاية المدية، حفظ القرآن الكريم و درس علوم الدين و التحق بالجامعة و تحصل على شهادة دكتوراه في علم الصيدلة سنة 1951، و في 1930 شارك في أول مؤتمر لحزب الشعب في 15 و 16 فيفري 1947 و عين كعضو في اللجنة المركزية و هي هيئة قيادية، بعدها عين كأمين عام لحزب الشعب و مارس مسؤوليات كبيرة.
تحدث الأستاذ بن نعماني عن فترة دخوله في السجن و سنة إطلاق سراحه، مشيرا إلى أنه مارس نشاطات مهمة في المنطقة المستقلة في العاصمة، أوكلت له مهام عظمى و دخل في هيئة التنسيق و التنفيذ ثم انتقل إلى تونس و مثل الثورة في عدة دول، كما نال شرف أنه أعلن في خطاب وقف القتال و هو يوم النصر في 19 مارس 1962.
و من جهته قدم محمد دباح و هو ديبلوماسي و مجاهد خواطر عن بن يوسف بن خدة قائلا أنه رجل عظيم أخذ مسؤوليته في وقت حاسم، فقد كان رئيس الحكومة المؤقتة الثالثة فترة مفاوضات إفيان و رفض بعض بنود المفاوضات، معبرا عن موقف بن خدة الصارم.
وفي فترة سجنه يروي ذات المتحدث " كان رفقة مجموعة أصدقائه منهم عبان رمضان، سعد دحلب، في الوقت الذي كان مؤتمر الصومال من تنظيم بلمهيدي، قام المجلس الوطني للثورة الجزائرية بوضع حكومة صغيرة و هي لجنة التنسيق و التنفيذ، و عندما حان الوقت الحاسم للإعلان عن الحرب أخذوا شرعية من الشعب المتمثلة في المجموعة ال 22من أجل الإعلان عن الحرب.
أما عبد الله عتامنة عضو المجلس العلمي للمتحف الوطني للمجاهد أعطى بعض ملامح و إضافات حول هذه الشخصية، مذكرا ببعض مقولات شخصية بن خدة منها "أن بن خدة كلفه عبان رمضان بالبحث عن من يقوم بنشيد للثورة بشرط أن يمجد للثورة فالتقى مع مفدي زكرياء و استدعاه للقيام بنشيد وطني حول الثورة.
كما نوه المجاهد بأول كتاب صدر من طرف بن يوسف بن خدة و هو "الجزائر أمة و شعبا" نشر بمجلة في باريس، معتبرا أن بن خدة سلاحه الكبير هي أخلاقه، بحيث لما وقع خلاف بين المسؤولين انسحب و قال " لا أقبل أن تقطر قطرة دم بين المناضلين"، تاركا حوالي 7 كتب تؤرخ للثورة أهمها كتاب "جذور أول نوفمبر".
و في الأخير تم فتح باب النقاش لكل الحاضرين من مجاهدين و طلبة لإثراء النقاش حول شخصية المرحوم بن يوسف بن خدة، و في هذا الإطار ذكر المجاهد عرباجي آخر لقاء له معه في أروقة المكتبة الوطنية مقدما شهادة حية و حقيقية لمعرفة قيمة تضحيات المجاهدين و الشعب الجزائري في تلك الفترة.