790
0
الحافلة المجنونة و سبهلالا المرور

بقلم د. محمد مراح
قال تعالى :" الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157/ البقرة .
هذا حال المؤمن مع قضاء الله تعالى وقدره مهما تكن الأسباب والعوامل ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عَجِبْتُ لأمرِ المؤمنِ ، إنَّ أمرَهُ كُلَّهُ خيرٌ ، إن أصابَهُ ما يحبُّ حمدَ اللَّهَ وَكانَ لَهُ خيرٌ ، وإن أصابَهُ ما يَكْرَهُ فصبرَ كانَ لَهُ خيرٌ ، وليسَ كلُّ أحدٍ أمرُهُ كلُّهُ خيرٌ إلَّا المؤمنُ".
فرحم الله تعالى إخواننا وأخواتنا وبنينا وبناتنا غرقى الحافلة المجنونة ، الذين نحسبهم شهداء عند الله تعالى ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام البخاري والإمام مسلم :" ... : الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والمَبْطُونُ، والغَرِيقُ، وصَاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللَّهِ..." .
ووفق المنهج الإسلامي المتوازن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري ومسلم عن أبى هريرة - رضى الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ واحد مرتين" ، فيأتى هذا الحديث الذي لم يُسْبَق إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد عن بعض شراح السنة المطهرة ، دالا و هاديا : دالا على سعته : متعديا السلوك الفردي إلى السلوك الاجتماعي والمؤسساتي ، وهاديا للاجتهاد والإبداع .
في هذا النطاق الأخلاقي الاجتماعي تتنزل العناصر المقترحة الآتي ذكرها :
1/ السبهلالا هو السلوك الفارغ ؛ لكنه يفيد استخدامه اجتماعيا في ترك الأمور تسير عشوائيا و دون مبالاة .
ويشمل سبهلالا المرور منظومة السياقة ، ارتفاق الطريق ، والأرصفة ، وحوافها ..... .
2/ منظومة السياقة :تحتاج لاعتماد استراتيجية جذرية وشاملة ؛ فتجديد الحضيرة الوطنية ؛ نتوقع أن تخفض مدة الصلاحية المعلنة إلى النصف أو الثلث {15 ــــ 10} سنوات ، وصولا للتجديد التام ، توخيا للأفضل والأمتن والأريح ، من أجود الحافلات فقد.{ كنا نستخدم حافلات : Mercedes, MAN, Volvo, Scania } .
فالاستثمار الأجود في النقلين الحضري و خارج العمران، احترام للكرامة وأثمر مخرجات اقتصاديا ونفسيا وصحيا .
ــــ ويقترح إعادة تأسيس الشركة الوطنية للنقل ، تحتكر بها الدولة ما لا يقل عن 80 بالمائة من النقل الحضري وما بين المدن .
ـــــــــ مدارس السياقة ومناهج التكوين : يقترح اعتماد النمط الغربي في التكوين . الذي يتمتع بالدقة والشمول والتنوع .
ـــــ العنصر البشري : تُقترح مجموعة من المعايير ، للسائقين منها : المستوى التعليمي ، ، والقدر اللازم من الثقافة الميكانيكية ، و كذا السجل العدلي ، والتقيد بالمظهر المحترم ، والمرونة في التعامل ، والانضباط ، واللياقة البدنية والنفسية والعقلية .
التحكم الجيد في تكنولوجيا تطبيقات تحديد المواقع العالمية مع التدرج في مستويات السياقة : فمثلا : في الحيز الحضري { المسافات المتقاربة والسهلة المسالك .... } في الحيز خارح العمران { القرى والبلديات والضواحى القريبة ، ثم الترقي بحسب معايير مناسبة للعملية .
كما يعتمد نظام التدريب المستمر والمتواصل للسائقين .
وتحديد ساعات عمل تناسب المهنة ، مع فرض نظام السائقين في المسافات التي تزيد عن 500 كيلومتر .
أما أعوان السائقين فيجب أن يتحصلوا على التكوين المناسب ، وأهمها قواعد اللياقة في التعامل مع الركاب.
3/ إعادة إنشاء وتجديد وتطوير محطات النقلين الحضري والخارجي ، وفق المعايير والمواصفات المعتمدة في الدول المتحضرة ، بكل اللوازم والمتطلبات وحاجات المتنقلين والمسافرين .
4/ يقترح بناء مقررات تكوينية مرورية في معاهد التكوين المهني ، وتخصصات جامعية ، تهدف للابتكار والبحث في عالم السياقة والمرور ، و التوجيه نحو إنشاء الشركات الناشئة الهادفة للتطوير والإبداع في كل مجالات هذا الميدان الحيوي .
أما الطرق فهي الركن الأساس الموازي لنجاح استراتيجية متكاملة فعالة . لا نجاح لأي إجراءات دون استوائها .
من أمن العقوبة أساء الأدب
يجب وضع تشريعات شديدة الصرامة في تسيير هذا المرفق ، على قاعدة أن مخالفة المعايير والقواعد والشروط من كلّ الأطراف المعنية به : من مدرسة التكوين إلى ورشات الصيانة ، والإدارة المشرفة والمسيرة ، والجهات المراقبة ، والسائقين ، وغيرهم ، تتراوح بين الجناية والقتل العمد أو الشروع في القتل العمد إلى التهاون المفضي لإتلاف العتاد ، المفضي لإزهاق الأرواح . ومنها ركوب فرد واحد زائد عن عدد المقاعد . أو السياقة بطرباقة .