نظمت الزاوية التيجانية بتماسين، ولاية توقرت، اليوم السبت، جلسة علمية هامة تحت عنوان "الجزائر ورهانات الساحل الإفريقي: أهمية الأمن وتعزيز المرجعية الدينية"، بمشاركة نخبة من الأساتذة الجامعيين والمشايخ والباحثين، وبالتعاون مع الأمانة العامة لرابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل والهيئة العلمية لجامع الجزائر.

محمد الحسان رمون

وشكل اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على الدور المتصاعد للجزائر في تعزيز الأمن والسلم في منطقة الساحل الإفريقي، من خلال ترسيخ المرجعية الدينية والروحية التي تُعد إحدى ركائز الهوية الوطنية الجزائرية، ووسيلة فعالة لمواجهة التحديات الأمنية والفكرية التي تعرفها المنطقة.

في هذا السياق، أكد الدكتور لخميسي بزاز، الأمين العام لرابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل، أن الجزائر، بما تحمله من إرث ديني وروحي عميق، تلعب دورًا محوريًا في دعم الاستقرار الإقليمي، مشيرًا إلى إسهاماتها المتعددة في تسوية النزاعات داخل القارة الإفريقية من خلال العمل الدبلوماسي المتوازن والدور الروحي الذي تمثله الزوايا والطرق الصوفية.

ومن جهته، شدد مستشار عميد جامع الجزائر، البروفيسور محفوظ بن صغير، على أن المرجعية الدينية تُعد "صمام الأمان والحصن المنيع" أمام التهديدات التي تستهدف استقرار المجتمعات الإفريقية، مبرزا لأهمية تكاتف دول الساحل حول هذه المرجعية لضمان المصالح المشتركة وتعزيز الأمن الشامل.

كما دعا البروفيسور بوحنية قوي، من جامعة قاصدي مرباح بورقلة، إلى ضرورة توحيد المرجعية الدينية في المنطقة وجعلها ركيزة لمجابهة التحديات السياسية والاجتماعية والأمنية، معتبرًا إياها عاملاً موحدًا في مواجهة التطرف والانقسام.

وحظيت الجلسة العلمية برعاية السلطات المحلية لولاية توقرت، وإشراف مباشر من الدكتور محمد العيد التيجاني، شيخ الزاوية التيجانية بتماسين، في إطار سلسلة اللقاءات الدورية التي تعقدها الزاوية دعماً للحوار الديني والفكري من أجل خدمة الأمن والاستقرار في إفريقيا.

ويأتي هذا اللقاء في ظل سياق إقليمي متوتر، يتطلب تعزيز الجبهة الداخلية الروحية والفكرية كوسيلة فعالة لصدّ التحديات العابرة للحدود، وهو ما تعمل الجزائر على تجسيده من خلال مقاربتها الشاملة التي تمزج بين الدبلوماسية والسياسة والمرجعية الدينية الأصيلة.