186

0

الجزائر وموريتانيا.. شراكة سينمائية جديدة تعزز جسور التعاون الثقافي

مهرجان إيمدغاسن الدولي

في مشهد يؤكد عمق الروابط التاريخية والثقافية بين الجزائر وموريتانيا، شهد فندق "تشاكير" وسط مدينة باتنة مساء الإثنين، على هامش فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للسينما إيمدغاسن، توقيع إتفاقية تعاون مشترك بين محافظ المهرجان عصام تعشيت والمخرج والممثل الموريتاني سالم دندو المدير الفني للمهرجان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة بنواكشوط، من أجل إنتاج فيلم سينمائي مشترك بين البلدين.

ضياء الدين سعداوي

الخطوة الجديدة التي وصفت بـ"اللبنة الأولى" نحو صناعة شراكات سينمائية مغاربية وإفريقية أوسع تأتي في سياق توجه سياسي وثقافي أعلنه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يهدف إلى إعادة بعث الصناعة السينمائية الوطنية وتوسيع إشعاعها إقليمياً ودولياً.

خطوة إستراتيجية في الدبلوماسية الثقافية

محافظ المهرجان عصام تعشيت أكد في كلمته على أن "العمل المشترك بين الجزائر وموريتانيا يندرج في إطار إستراتيجية أشمل لتفعيل الصناعة السينمائية"، مضيفاً أن "هذا الإتفاق سيمنح بعداً عملياً للرغبة المشتركة في ترجمة العلاقات السياسية والإقتصادية ذوالثقافية إلى أعمال فنية ملموسة".

ذاكرة مشتركةوهوية واحدة

من جهته عبر المخرج والممثل الموريتاني سالم دندو عن اعتزازه بهذه الخطوة، قائلاً: "أنا إبن الجزائر منذ 2007، وأشارك بإنتظام في مهرجاناتها ، حلمنا دائماً بعمل سينمائي ثنائي، لأن الشعبين الجزائري والموريتاني يتقاسمان التاريخ والثقافة والعادات والمصير ذاته".

وأشار دندو إلى أن "التجربة المغاربية المشتركة في الإنتاج السينمائي أثمرت سابقاً أعمالاً بين موريتانيا وتونس والجزائر، لكن التعاون الثنائي الجزائري-الموريتاني ظل غائباً رغم وجود الأرضية والقصص المشتركة"، معتبراً أن الإتفاق الحالي "ترجمة عملية للإرادة السياسية والشعبية في تعزيز التعاون الثقافي".

السينما كأداة للتقارب الإقليمي

المشروع السينمائي المرتقب الذي سينطلق من قصة مستمدة من الذاكرة المشتركة بين الشعبين، يهدف إلى تحويل الفن السابع إلى أداة للتقارب والتفاهم، وإلى فتح آفاق أمام أعمال مشتركة أخرى تعكس التنوع الثقافي المغاربي و ومنطقة الساحل.

ويرى متابعون أن توقيع الإتفاق في إطار مهرجان إيمدغاسن لم يكن صدفة، إذ يعكس رغبة الجزائر في جعل هذا الموعد الثقافي الدولي منصة للحوار الحضاري ومختبراً لصناعة شراكات فنية عابرة للحدود.

نحو صناعة سينمائية مغاربية

يتوقع أن يكون هذا الفيلم المشترك بداية لسلسلة من المشاريع التي تعزز الحضور المغاربي في المشهد السينمائي الدولي، فالجزائر وموريتانيا بما تملكانه من تنوع جغرافي وثقافي وقصص إنسانية عابرة للأجيال، قادرتان على تقديم أعمال تعكس هوية المنطقة وتخاطب العالم بلغة الصورة.

الجزائر وموريتانيا إذن، لا تلتقيان فقط على أرضية التاريخ والجغرافيا، بل تضعان اليوم حجر الأساس لتعاون سينمائي يراد له أن يكون بوابة نحو صناعة ثقافية إقليمية قادرة على فرض مكانتها في المشهد الدولي.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services