1090
0
الجامبولين، بامبوزيا أو أمبوزيا (jambolan)syzygium cumini
من العائلة الريحانية ،يتميز الجانبولين بأوراقه الكثيرة وظله الوارف ثم سرعة نموه حيث يصل طوله أكثر من٣٠ ثلاثين متراً ويعيش إلى أكثر من مائة سنة، تتكون عائلته من أكثر من ستمائة نوع.
بقلم :حسان جواد
تزهر أشجاره من مارس إلى أفريل حيث تفوح رائحة أزهاره الصغيرة كما هو الشأن بالنسبة للعائلة الريحانية، من ماي إلى جوان تتكون ثمار بيضوية الشكل يتطور لونها من الأخضر إلى الوردي ثم يتحول إلى الأسود أو البنفسجي الغامق تشبه ثمار عين ٌ"البقرة" إلى حد كبير بحجم أقل.
هناك نوع آخر من ثمار الجامبولين ينتج ثمارًا بيضاء اللون تسمى ثمار "الجافا" لها طعم قليل الحموضة وقابض في الفم.
تشتهر كل من بنغلاديش ،الهند،النبال،باكستان وإندونيسيا بزراعة النبات ثم تمت زراعته في عديد البلدان الأخرى وصولاً إلى الجزائر في ولاية الطارف* كتجربة ناجحة تعتبر الأولى من نوعها في أفريقيا ،يتم إستخلاص عصير غذائي وعلاجي هام جداً من الثمار لأنه غني جداً "بالتانينات"(Tanins)،صلابة خشب الأشجار جعلت منه مصدراً هاماً لأشغال تثبيت السكك الحديدية وفي الآبار نفس هاته الخاصية لم تمنحه فرصة دخول صناعة الأثاث والبنايات المنزلية بحكم صعوبة تهذيبه.
ثمار النبات غنية بفيتامين "أ"وفيتامين "ج" أستعملت الثمار في الطب القديم على غرار الطب الصيني والهندي "الأيورفيدا" لا سيما في علاج مرض السكري حيث يعطي نتائج فورية وكذا في علاج إلتهاب اللثة واللسان وكذلك في علاج الإصابات المعدية كالقرح وغيرها أما أوراقه وجذوره (قشرة النبات)فتُستعمل في تعديل ضغط الدم.
رغم قلة البحوث الحديثة حول خصائص النبات العلاجية إلاّ أننا نقف هنا، مع تجارب الأوائل ،أمام نبات قلما نجد مثله لعلاج مرضى السكري وضغط الدم في نفس الوقت وقد قادتنا التجربة إلى وضع بروتوكول غذائي وعلاجي أعطى نتائج مبهرة لا سيما إذا تم إستعمال العلاج في بداية ظهور المرض (١).
لم تثبت التحاليل سُميٓة النبات لكن ثماره ذات الطعم الحامض قليلاً تجعل الناس يعزفون على تناوله كما هو فيتم إستهلاكه بعد إضافة بعض البهارات أو تحويل ثماره إلى مربّي يمكن الإحتفاظ به لمدة طويلة لكن لا يجب الإفراط من المربّي في حالات السكر المرتفع.
في الحضارة الهندية جاء في الأثر أن الإله "راما" الذي حكم في القرن العاشر قبل الميلاد، عاش في الغابة أربعة عشر سنة "١٤ عاما"متغذيا على ثمار النبات فقط ومن ثم تسميتها هناك ب"ثمار الآلهة"ويتم إنتاج الخمور والخل من ثمارها،كما يتم إضافة الملح لها بغرض حفظها مدّة أطول أو تصبيرها.
للإشارة فإن عديد الشخصيات في الهند لهم لون بشرة تشبه لون النبات إلى حد كبير مثل "كريشنا KRISHNA" الشخصية الشهيرة الأكثر عبادة في الهند.
يحتوي النبات على مواد كيميائية فعالة أهمها البروتينات، الببتيدات و الأحماض الأمينية إلى جانب المعادن التي تحتويها الثمار كالحديد، المنغنيز، المغنيزيوم، البوتاسيوم، الكالسيوم، الكروم، الزنك و غيرها.
تحتوي أوراق النبات على نسبة معتبرة من الزيت العطري تصل إلى ٦٨% يمكن تقطيرها في شهر جوان كما هو الشأن لدى نباتات العائلة و على رأسها نبات الريحان.
يمكن إستعمال بذور الثمار بعد تسخينها و رحيها جيدا لتحضير كبسولات علاجية وفق بروتوكول دقيق (٢) أثبت نجاعته في تخفيض نسبة السكر في الدم و الوقاية من القصور الكلوي الذي يصاحب داء السكري.
أما الأوراق و الجذوع فيمكن تحضير حساء منها بنسب مدروسة لعلاج ضغط الدم المرتفع و الإصابات المعدية المختلفة، تعمدنا عدم ذكر المقادير تفاديا لإستعمال العلاج دون إ ستشارة الطبيب المعالج المختص في النباتات الطبية و العطرية.
(١).. كتاب النباتات الطبية، الجزء الثاني ، حسان جواد.
(٢).. مشروع بحث سريري جامعي قيد الدراسة تم إقتراحه كموضوع أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الكيمياء الطبية و السريرية.