ولدت الدكتورة حملات سعدية في 2 مارس 1985 بولاية سعيدة، الجزائر، منذ البداية، أظهرت تفوقًا أكاديميًا وشغفًا كبيرًا بالأدب والنقد، مما جعلها تتبوأ مكانة مرموقة في هذا المجال،وتتميز من خلال مشاركاتها العلمية وإصدارتها التي قدمت بها إضافة نوعية للأدب.
الحاج شريفي
بدأت حملات سعدية رحلتها الأكاديمية بالحصول على شهادة البكالوريا في شعبة التسيير والاقتصاد بتقدير مقبول في العام الدراسي 2002/2003.
التوجه نحو النقد الأدبي
ثم واصلت دراستها لتحصل على شهادة ليسانس في الأدب العربي بتقدير جيد جدًا في 2007، مع مذكرة موسومة بعنوان "الاتجاه الشعري الجزائري المحافظ-مقاربة سيميائية في قصيدة يا دار لمحمد العيد آل خليفة".
لم يتوقف طموحها هنا، بل استمرت لتحصل على شهادة ماجستير في النقد المعاصر بتقدير جيد جدًا في 2011، حيث قدمت رسالة موسومة بعنوان "إشكاليات التلقي في النقد المغاربي المعاصر-قراءة في نماذج لعبد الفتاح كيليطو وحسين الواد".
وفي عام 2016، حصلت على شهادة دكتوراه في تخصص النقد المعاصر بتقدير مشرف جدًا عن أطروحتها "تأويل القرآن بين القدماء والمعاصرين".
الخبرات المهنية
امتدت خبرات الدكتورة حملات سعدية لتشمل التدريس في مختلف المراحل التعليمية، حيث بدأت كأستاذة متعاقدة في الطور المتوسط لتدريس مادة العلوم الإسلامية (2006/2008)، ثم انتقلت لتدريس البلاغة ومصادر اللغة العربية في الجامعة لموسمين دراسيين (2007/2009).
وفي العام الدراسي 2022/2023، عملت كأستاذة جامعية لمقياس الأدب العربي في قسم الإنجليزية.
منذ عام 2010 وحتى الآن، تعمل كأستاذة تعليم ثانوي مرسمة، متخصصة في مادة اللغة العربية وآدابها، حيث تواصل نقل معرفتها وخبراتها إلى الجيل الجديد.
المنشورات العلمية والأعمال الإبداعية
تميزت الدكتورة حملات سعدية بنشاطها العلمي والإبداعي الغزير، حيث نشرت عدة مقالات في مجلات علمية مرموقة مثل مجلة المركز المتوسطي للدراسات والأبحاث بالمغرب (2021)، ومجلة ريحان للنشر العلمي بسوريا (2021)، ومجلة الحكمة للدراسات الفلسفية بالجزائر (2024).
كما شاركت أيضًا في مؤتمرات وملتقيات دولية ووطنية عديدة، منها ملتقى حول النص الأدبي التراثي بجامعة حمة لخضر (2021)، وملتقى حول النص التراثي في محاضن العقلانية بجامعة سوق أهراس (2023)، وملتقى دولي في الهند حول المعارف والعلوم في العصر العباسي (2024).
إسهامات ثقافية وتكريمات
إلى جانب نشاطها الأكاديمي، شاركت الدكتورة حملات سعدية في العديد من الفعاليات الثقافية، وقدمت محاضرات متعددة أبرزها في نادي تفاؤل بعنوان "الحس البطولي في شعر المقاومة الفلسطينية" (2023)، ومعهد التكوين والتمهين بسعيدة بعنوان "الملحمة في الشعر الجزائري" (2023).
كما نالت تكريمات عديدة، منها شهادة تكريم في حوار جماعي بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية (2024)، وشهادة تكريم للمرأة الكاتبة بولاية سعيدة في إطار اليوم العالمي للمرأة (2024).
إصدارات
إصدار جديد تقدم فيه الكاتبة والدكتورة حملات سعدية عملاً فريداً بعنوان "مقالات في التلقي – التأصيل الفلسفي والممارسة النقدية العربية القديمة"، الذي يسعى لتسليط الضوء على تقاليد القراءة العربية وأصول نظرية التلقي في الأدب العربي الكلاسيكي.
تركز هذه الدراسة على استكشاف وفهم نظرية التلقي كما تجلت في أعمال كبار النقاد العرب مثل الجاحظ وعبد القاهر الجرجاني.
تسعى الدكتورة سعدية من خلال هذا الكتاب إلى تأصيل الدرس النقدي العربي، مسلطة الضوء على عناية النقاد بأطراف الخطاب الأدبي من كاتب وقارئ، وكيفية التفاعل بينهما في عملية استنباط المعنى، حيث تأخذنا في رحلة معرفية عبر الزمن، من خلال تحليل دقيق ومفصل لتقاليد القراءة عند النقاد العرب القدماء.
تتناول في كتابها مفهوم "نظرية التمكين"، والذي يركز على دور النقاد في تسهيل فهم النصوص الأدبية واستنباط المعاني الكامنة فيها. كما تسلط الضوء على مفهوم "معنى المعنى"، كدعامة أساسية لفهم عملية التلقي في الخطاب الأدبي، من خلال دراستها، تسعى الدكتورة سعدية إلى إحياء التراث النقدي العربي وتقديمه بأسلوب يلائم السياق النقدي المعاصر. تؤكد أن النقد العربي القديم كان غنياً بالنظريات والأفكار التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في تطوير النقد الأدبي الحديث. هذا الجهد البحثي ليس فقط محاولة لفهم الماضي، بل هو دعوة لإعادة تقييم التراث النقدي واستخدامه كأداة لفهم أعمق للأدب العربي.
يحمل الكتاب في طياته رحلة علمية غنية بالمفاهيم والنظريات، حيث تتناول المؤلفة أعمال وشروحات النقاد العرب القدماء بأسلوب علمي دقيق وشامل. هذا الكتاب يمثل إضافة قيمة للمكتبة العربية، مقدماً مرجعاً هاماً للباحثين والمهتمين بالدراسات النقدية والأدبية.
بإصدارها لكتاب "مقالات في التلقي – التأصيل الفلسفي والممارسة النقدية العربية القديمة"، تواصل الدكتورة حملات سعدية إسهاماتها البارزة في مجال الأدب والنقد،من خلال هذا العمل، تقدم لنا نافذة جديدة لفهم التراث النقدي العربي، وتبرز أهمية العودة إلى الجذور الفلسفية واللغوية في الدراسات النقدية المعاصرة.