احتضن أمس مسجد "مالك بن نبي" "قسم النساء" بحي 56 مسكن بمدينة البويرة، في إطار إحياء شهر أكتوبر الوردي نشاطا تحسيسيا وتوعويا لفائدة النساء، أشرفت عليه المرشدة الدينية "أمال بوتلياتن"، بمشاركة طبيبات وأخصائيات نفسانيات، وسط حضور نسوي مميز، وذلك بهدف ترسيخ ثقافة الوقاية ورفع مستوى الوعي الصحي لدى هذه الشريحة.

أحسن مرزوق
وتخلل اللقاء تقديم محاضرات توعوية حول سبل الوقاية من سرطان الثدي، وأهمية الدعم النفسي في رحلة العلاج.

وفي مداخلتها الموسومة بـ "القوة الإيمانية في التغلب على المرض"، أكدت المرشدة الدينية "أمال بوتلياتن" على أن الإنسان يجب أن يدرك أن الدنيا دار ممر لا دار مقر، وأن الابتلاءات سنة من سنن الحياة، مستدلة بقوله تعالى:

 《ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين...》

وشددت المتحدثة على أن المرض رغم كونه محنة إلا أنه يحمل في طياته منحا ربانية، من بينها الرجوع إلى الله بقلب خاشع، وإصلاح ذات البين، ورفع الدرجات وتكفير الذنوب، مستشهدة بحديث النبي ﷺ:

 "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة."

وأضافت أن الله تعالى وعد الصابرين بالأجر العظيم بقوله:

《 إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب.》

وختمت كلمتها بالتذكير بأن الشفاء بيد الله وحده، مصداقاً لقوله تعالى: "وإذا مرضت فهو يشفين."

من جهتها، قدمت الطبيبة "هاجر زيوش" جملة من النصائح والإرشادات الصحية حول سبل الوقاية من المرض، أبرزها أهمية التغذية السليمة، وممارسة النشاط البدني، و كذا الإقبال على الفحص والكشف المبكر الذي يساهم في نجاح العلاج في مراحله الأولى.

أما الدكتورة "وردية ساعد" من جامعة البويرة، فقد تناولت في مداخلتها أهمية الدعم النفسي الأسري للمصابات، موضحة أنه يلعب دورا محوريا في تقبل المرض والخضوع للعلاج، ويُعتبر درعا واقيا من الصدمات والآلام النفسية، ودافعا قويا نحو الشفاء.

وأشارت إلى أن التفكير الإيجابي يعزز المناعة ويقوي الجسد، في حين يسهم التفكير السلبي في زيادة معاناة المريضة.

و بدورها، تطرقت الدكتورة "سعدية سي محمد" إلى أهمية مراعاة الجانب النفسي في الوقاية والعلاج من سرطان الثدي، مؤكدة أن التوازن النفسي يعد عاملا أساسيا في مواجهة المرض.