تتواصل سلسلة فعاليات منتدى الفكر الثقافي الاسلامي بشهر رمضان المبارك في طبعتها الثانية وهذا تحت شعار "الحوار والتعايش السلمي"، باعتبارها من أهم عناصر التواجد الانساني والتفاهم بين المجتمع البشري.
بثينة ناصري
وخص المنتدى اليوم عنوان الإسلام فوبيا عند الغرب كمحور أساسي في المناقشة، حيث أكد الدكتور "مولود عويمر" خلال مداخلته التي ألقاها على مسامع الحضور ان التطرق الى موضوع "الإسلام فوبيا" الذي يعد حركة عنصرية ضد الإسلام والمسلمين، مشيرا أنه تم وضعه في مقاربة الحوار والتعايش كمحاولة لمعالجته بالربط بين عدة محطات وتحديات المستقبل.
التحاور عنصر مهم في القضاء على العنصرية
وأوضح أنه بالرغم من كل تلك العنصرية المتواصلة فالطرف الغربي مُرغم على الحوار معهم فالحاضر والمستقبل يفرض ذلك مع المجتمع الغربي، وتابع قائلا "فالاشكالية الأساسية التي يجب طرحها من كل هذا هي كيف يتم هذا التحاور والطرف الأخر في حالة استعلاء؟".
وبالنظر للأهمية البالغة للموضوع من جميع الجوانب أشاد عويمر أنه من بين الورشات التي أشتغل عليها الاسلام فوبيا الذي يعد موضوع نفساني قبل أن تكون ظاهرة سياسية واجتماعية هي نفسية بالأولوية، فهذا الخوف رُهاب يهدد المسلمين، مبرزا بذلك أنه أصبح مرض بحكم أن كل التقارير ترى أنها جائحة، نظرا لعدم ارتباطه بشخص ويتنقل بسرعة بين الأوساط.
انتشار دراسات الإسلام فوبيا عبر العالم
ومن جهة أخرى تحدث الدكتور عن تداول الاسلام فوبيا في العديد من الدراسات والأطروحات والجامعات، فالعديد من الدراسات لم تتمكن من ضبط شخصية الإسلام فوبيا، فواقع العرب ومستقبلهم شيئان مختلفان والمتغير هي هيئة الاستعلاء كقضية الحجاب في فرنسا والآيات الشيطانية في بريطانيا أكبر دليل على ذلك.
وأثنى "مولود عويمر" على الاحداث المحورية التي وفرت المادة والاسباب للباحثين لتمكنهم من العمل عليها اسلاميا وثقافيا، مما أدى إلى تطور الدراسات وأصبح العالم يعطي أهمية للموضوع، مما يفرض علينا محاربة الإسلام فوبيا بالعقلية الغربية.
تشويه صورة المسلمين في أنظار الغرب
وأشار ذات المتحدث أنها تظهر بشكل أوضح في الخطاب السياسي كالانتخابات، وتعجيج عواطف الاوربيين لدعمهم في المشاريع الانتخابية، فالنخب الأوربية هي من صنعت الإسلام فوبيا كموضوع، وأما الاعلام في الغرب من حيث الموضوع هو موجه من خلال صبر الآراء والتي احصت سنة 2016 حوالي 600 ألف مقال، وكلها حول الاسلام فوبيا في هولندا وصفت المسلم بالإرهابي، مما يعبر عن خطورة الموضوع.
وفي ذات السياق أوضح "بوزيد بومدين" رئيس منتدى الفكر الثقافي الاسلامي أن الكراهية عندما تتطور تنتهج عدة أساليب، وهذا نظرا للتيارات الرهيبة للاسلام فوبيا في وقت تزايد الإسلام فوبيا من خلال مواصل الاجتماعي، حيث أصبح هناك خلط بين الإسلام والإرهاب في الأوساط الأوروبية، فمعضم الدول يتبنون الانتماء للاسلام بدافع سياسي وفكري، وهذا نقمة على البشرية وهكذا يزيد تغريبية الإسلام، فلذلك يجب الحرص على الكتابات التي تصدر وتتعلق بالاسلام.
وضع أسس تتحكم في حرية التعبير
ونوه في حديثه إلى العامل الأساسي للتقليل من الظاهرة والتي تتعلق بإصدار القوانين ومجابهة الكراهية في عدة دول أوروبية، فإعادة النقاش لحرية الصحافة والديمقراطية لعدم المساس بمعتقدات المسلمين بحجة حرية الرأي.
ودعا بوزيد الى التطرق لمفهوم الوطنية الدستورية الذي يرتبط بالتطور المفروض في المجتمع وهذا راجع لخصوصية كل دولة التي تحافظ عليها، وتقف ضد الحركات الحربية المتطرفة، ومجابهتها من خلال ثقافة التضامن والاعتراف لنشر السلم في العالم، وهذا الأخير يعرف تهديدا من قبل التطورات التكنولوجية والعلمية.