213
0
المجمع الذكي “أفكار” تجربة فريدة تصنع التميز بمجال الإبتكار

المجمع الذكي أفكار، مجمع مدرسي يضم فئتي التعليم المتوسط والثانوي، يتواجد في مدينة بابا حسن بالجزائر العاصمة تأسس سنة 2020، من طرف شاب حامل معه أفكاره ونظرته التجديدية لقطاع التربية والتعليم، وفق نموذج متفرد يسعى لتحصيل علمي وتربوي وأخلاقي معتمدا على برنامج وطاقم تربوي مميز.
عبد النور بصحراوي
أوضح مؤسس ومدير المجمع الذكي أفكار السيد بولعراوي كمال أن فكرة تأسيس المجمع تعود لما كان طالبا في المرحلة الثانوية، حيث عانى من معاملة بعض الأساتذة التي لا تمت بصلة لرسالة التربية والتعليم النبيلة ما دفعه لمحاولة الخروج من هذه الحالة النفسية الصعبة،وفكر في الإستثمار في هذا المجال لزرع الروح الإيجابية وتقوية بعض المهارات كالتخيل والذاكرة، التي جعلت منه في وقت قصير طالبا مميزا ومتفوقا إلى غاية تخرجه من الجامعة في تخصص الإعلام الآلي والذكاء الإصطناعي.
وحسب مؤسس مجمع أفكار فإن الإنطلاقة في عالم التكوين بدأت مع المركز الذي أطلقه سنة 2017 في الدويرة لتكوين وإعداد البرامج الذكية من خلال دراسة الاعلام الآلي وكذا خلق برامج مساعدة ومرافقة لمناهج وزارة التربية الوطنية، والتي لاقت إقبالا كبيرا من التلاميذ والطلبة الجامعيين وحتى بعض الموظفين لجودة المواد المقدمة في علم النفس والذاكرة الخارقة والروبوتيك. وعن سبب التسمية المجمع المدرسي أفكارأوضح كمال بولعراوي أن ذلك يرجع إلى أن كل تقدم علمي حضاري أساسه الفكر أن مشروعه مشروع حضاري يسعى لمواكبة تطلعات الأمة الفكرية والعلمية تحت شعار مميز لذات المجمع” افكارنا حضارتنا”.
الذاكرة، الروبوتيك والطيران
بالإضافة الى ما يقدمه المجمع عبرطاقمه التربوي من مواد نظرية يحوي البرنامج مواد تطبيقية مميزة، يخصص لها حيزهام من الوقت والإهتمام والمتابعة، حيث يسعى الأساتذة وعلى رأسهم السيد كمال بولعراوي هذه التخصصات رفقة مختصين آخرين تقديم مادة مميزة من شأنها تطويرالطاقات وكشف المواهب وصقلها، وهذا مايسهل إنتقال التلاميذ من جو المعلومات النظرية إلى جو التطبيق الذي يضفي الحيوية والنشاط ويساعد على الإبداع والإبتكار.
وقد تميز تلاميذ المجمع ولهم عدة ابتكارات منها طائرة بدون طيار، بالإضافة إلى صناعة الروبوتات، وبعض الألعاب التعليمية للأطفال والتي عرضت في كثير من المناسبات آخرها الاحتفال بيوم العلم حيث خص النادي بدعوة من وزارة التربية الوطنية للمشاركة في هذا الحدث المميز.
وللمجمع تلميذة مميزة لديها براءة اختراع حسب ما أكده رئيس المجمع، سيتم الإفصاح عنها في المستقبل القريب لتمنح قيمة إضافية لمستوى المجمع الذكي أفكار.
النادي الأخضر والفرقة النحاسية
وبخصوص التلاميذ الذين لا يجدون ميولا للتخصصات العلمية السابقة، يحتضن المجمع هؤلاء في ظل النادي الأخضر الذي يحاول غرس الثقافة البيئية لدى الأطفال وتقريبهم من العالم الأول عالم الطبيعة بعيدا عن صخب الهواتف الذي يعاني منه اغلب التلاميذ وهذا من خلال برمجة خرجات وحملات للتشجيربهدف التوعية بأهمية المحافظة على المحيط والاهتمام به.
أما الفرقة النحاسية التي تم تكوينها، تعتبر أول فرقة مدرسية وطنيا فهي متنفس للتلاميذ محبي الموسيقى حيث تقدم موسيقى مهذبة تغرس القيم الوطنية بتأطير من أستاذ مختص، وتقام التدريبات في الهواء الطلق.
وفي ذات السياق فقد شاركت الفرقة في عديد الإحتفاليات الوطنية داخل وخارج المجمع،كما تم التواصل مع فرقتي الأروركسترا الوطنية والحرس الجمهوري، للإستفادة من الخبرات وتوسيع المعارف بهذا المجال.
كما يولي المجمع اهتمام بالغ بالمسرح الذي يعد مادة تدرس أسبوعيا، ويتم إستضافة الكثير من رجالات الفن المشهورين برسالتهم الواعية.
وللمجمع نشيد رسمي مميز يعكس الإهتمام بالجانب الثقافي الذي يحاول ترسيخ المبادئ والأفكار التي يتبناها المجمع، والذي ألفه الدكتور رائد ناجي وأداه الفنان عبد الرحمان بوحبيلة تحت عنوان” قم وحي العلم واقرا”.
مشاريع واعدة في المستقبل
كشف مديرمجمع أفكار السيد بولعراوي أن أهم الأهداف التي يسعى المجمع لتحقيقها، من خلال النشاطات المقدمة النظرية والتطبيقية،تتمثل أساسا في تكوين التلميذ الجزائري ليكون مستواه في مصاف تلاميذ الدول المتطورة، ولما لا حتى التفوق عليهم، ومن جانب آخر يوفر المجمع المرافقة النفسية للتلاميذ للتخفيف عنهم الضغوطات النفسية وهذا ما يعبد الطريق أمامهم للإنطلاق في مسار التميز والابداع.
ويبقى الهدف الأسمى حسب مديرالمجمع تعميم التجربة في كل القطر الجزائري، ويحاول بولعراوي تجسيده من خلال مشروع سيقدم لوزارة التربية الوطنية، يبرز في طياته تجربة المجمع الرائدة، والتي تلقى الإشادة والدعم من السلطة الوصية.
وسيتدعم المجمع في المستقبل بملحقة أخرى تضم فئتي التحضيري والإبتدائي خلال الموسم المدرسي المقبل.