197

0

الأحزاب في كسل سياسي برمضان!

 

يوما بعد يوم، تبتعد التشكيلات السياسية في الجزائر عن مهامها المنوطة بها، من انخراط كلي في الحياة السياسية، والعمل على ترقية العمل السياسي، حيث تعيش  اليوم أزمة  مشاركة حقيقية ، ممّا انعكس سلبا على الأداء السياسي في البلاد،و باتت تظهر في المواعيد الانتخابية وتختفي بعدها،  مثلما فعلت وتفعل خاصة بعد اكتمال بناء الصرح المؤسساتي في الجزائر،  كان أخرها إجراء انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة التي جرت فيفري الماضي.

نورة نور

خفت صوت التشكيلات السياسية في البلاد، خاصة مع حلول الشهر الفضيل،  شهر ظلّ لعقود ماضية فرصة سانحة  للأحزاب السياسية، لكي  تقيم السهرات الرمضانية بنكهة سياسية، وتحيي الليالي الملاح، حيث يلاحظ اليوم أنها اضطرت للبقاء في مكاتبها، تنتظر بروز  أحداث دولية هامة لتُبرق بيانات تساند فيها الموقف الرسمي للدول الجزائرية.

وقد ظلت التشكيلات السياسية في الجزائر لوقت مضى ، منخرطة في المجتمع المدني بل وتقوده،  وتقيم حتى مطاعم إفطار للصائمين، بمشاركة الخيّرين والمتطوعين ، عمل  كان يدخل ضمن أدبيات العمل السياسي في الجزائر، الذي يبدو انه تراجع كثيرا،  حتى بات العديد من المختصين يصفون تلك التشكيلات  بهياكل دون روح، أفرغت من محتوى النضال  ، ما زاد من اتساع الهوة بين المواطن والحزب.

إن تراجع الأداء السياسي للأحزاب، ــ  وهو ما نشهده حاليا ــ  في منظور العديد من المتابعين للشأن العام في البلاد،  يعود إلى تراكمات عقود سابقة من خلال  صعود سياسيين عن طريق التزوير خلال العقود الماضية، خاصة السنوات الأخيرة، وهو الذي أقرّ بوجوده سابقا الرئيس عبد المجيد تبون، ما خلق نوعا من الهياكل  التي لا علاقة لها بالنضال السياسي والحزبي، الذي يتجلى  في  التكوين ، العمل على التنشئة السياسية، ربط وتجديد العلاقة بين المواطن والسلطة، تعبئة الجماهير، وتقديم بدائل ، وهي كلها أمور غابت منذ سنوات وتزداد حدة مع مرور الوقت.

والملاحظ أن نشاط الأحزاب اليوم، بات يقتصر كثيرا على المواعيد الانتخابية فقط،  وهو أمر ليس بالجديد، ما خلف وجود ما نسميهم  “انتهازيين”،  أكثر من رجال النضال الحقيقيين الذين لا يبيعون الحزب بمناصب ومقاعد في البرلمان والمجالس المنتخبة ، أمر وقفنا عليه خلال تشريعيات جوان الماضي، حيث كان التجوال السياسي رهيبا ، في محاولة  من المنخرطين التّموقع من جديد، بعد تغيّر الخارطة السياسية في البلاد على اثر حراك فيفري  2019.

كل هذه المعطيات، جعلت وضع التشكيلات السياسية  اليوم  مغايرا ، حتى أن صورة الحزب لدى الجزائريين شُوهت ، واضحى دور التشكيلات السياسية بعيدا كل البعد عن الحزب كتنظيم  له رؤية سياسية، وهدف  واضح للوصول للسلطة، لبناء مشروع مجتمع يحمل في طياته بدائل سياسية ، اقتصادية واجتماعية .

كما أن  معضلة الزعامة، قضت على عمل الأحزاب، حيث باتت المصالح الشخصية هي الطاغي، في ظل بقاء زعماء سياسيين متمسكين برئاسة الحزب  لسنوات طويلة ، وبات الحزب عنوانه شخص واحد فقط .

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services