390
0
إكراما لجهاد العلامة بن باديس- الزعيم الروحي لحرب التحرير، ندوة ترحم لجاليتنا المسلمة في أوروبا على روح الشقيق الأصغر لابن باديس
صلاة الغائب وكلمات ترحم على المرحوم بعد صلاة الجمعة ونهاية الأسبوع في بعض مساجدنا في أوروبا
بقلم محمد مصطفى حابس- جينيف / سويسرا
إثر انتشار خبر وفاة أصغر أشقاء العلامة بن باديس، ومتابعة مراسيم الدفن بمقبرة العائلة بقسنطينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، يوم الأربعاء المنصرم بعد الزوال وبحضور شعبي ورسمي معتبر لتشييع جثمان الأستاذ عبد الحق بن باديس، شقيق العلامة عبد الحميد بن باديس والرئيس الشرفي للمؤسسة التي تحمل اسم العلامة بن باديس..
وحسب ذات الوسائل، حضر الجنازة إضافة إلى أفراد العائلة جمع غفير من أعضاء و طلبة المدارس القرآنية التي تشرف عليها شعب جمعية العلماء في الشرق الجزائري، و والي ولاية قسنطينة ورئيس المجلس البلدي والمجلس الشعبي الولائي وشخصيات أخرى من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة..
" كما حضر الجنازة الدكتور عبد العزيز فيلالي رفقة أعضاء من مؤسسة الشيخ بن باديس، وكانت الكلمة التأبينية التي خطها رئيس مؤسسة بن باديس، عبارة عن رحلة في حياة الفقيد وأدعية للترحم عليه ووفاء للنهج الباديسي القويم، الذي أخرج المجتمع الجزائري من الظلام الذي أرادته فرنسا، إلى ضياء الحق والحرية، لينتقل الجمع للترحم أيضا، على قبر الشيخ عبد الحميد بن باديس، الذي توفي منذ أكثر من 83 سنة.." ، على حد تعبير، شاهد عيان.
ندوة أوروبية للجالية الجزائرية و المسلمة، حول مآثر المرحوم :
في هذه الأجواء وبمناسبة الذكرى الـ 92 لميلاد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، نظمت ندوة أوروبية للجالية الجزائرية و المسلمة، عن المرحوم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليلة البارحة، عن المرحوم و مآثر الإمام بن باديس، حيث انطلقت أشغال الندوة بتلاوة مباركة من آيات القرآن الكريم، ثم أنشد أحد الأساتذة نشيد جمعية العلماء لابن باديس، لتبدأ بكلمة من أستاذ من جامعة الأمير عبد القادر، مختصة بالموضوع، مذكرا بمناقب المرحوم و تعريفا به، بقوله، على سبيل المثال :
أن المرحوم عبد الحق بن باديس، هو الشقيق الأصغر لرائد النهضة العلامة عبد الحميد بن باديس، و قد توفي عن عمر بلغ 103 سنوات، قضى 20 منها بجوار شقيقه في بيت العائلة، بحي القصبة بقسنطينة كتلميذ له منذ عام 1937، وكان يُسمي شقيقه " سيدي حامد"، بدل سيدي عبد الحميد، وكان يحضر له الإفطار كل صباح في المسجد ولما توفي واصل إحضار الإفطار لخليفة الإمام في التدريس العلامة مبارك الميلي (رحمه الله)، وكان عبد الحق يبكي كل صبح لما يتذكر شقيقه الأكبر ومعلمه، لما يكلفه والده مصطفى، لأخذ الإفطار للإمام الميلي، الذي صار معلمه بعد وفاة العلامة عبد الحميد بن باديس.. معلوم أن الأستاذ عبد الحق، لما مرض الإمام لازمته شقيقته نهارا مدة أزيد من أسبوع رفقة بعض الأطباء منهم صهرهم الدكتور بن جلول، كما لازمه الأستاذ عبد الحق كل ليلة مراقبا وممرضا، في الأيام الثلاث الأخيرة من عمر الإمام، بعد أن يعود من الدراسة مساء كل يوم، إلى أن وافته المنية رحمة الله عليهم، جميعا..
شارحا بقوله، " أن التلميذ عبد الحق بن باديس أكمل دراسته إلى غاية 1940 على يد الشيخ العلامة مبارك الميلي، برفقة بقية تلاميذ الشيخ وهم كثر ومنهم على سبيل المثال، الشيخ عبد الرحمان شيبان والشيخ أحمد حماني و لخضر بوطمين، بقسنطينة.. وأمضى المرحوم البقية من العقود العُمرية، وهي أكثر من ثمانين سنة في العمل لصالح تراث باديس، إلى أن وافته المنية هذا الأيام، وهو الذي حضر وبقوة في احتفالية ذكرى وفاة الشيخ الـ83 منذ بضعة أيام في 16 أفريل الماضي ( 2023 )"، .. و رغم أن الاقدار بيد الواحد القهار، فإن سبب الوفاة المباشر يعود لسقوط المرحوم منذ أسابيع وانكسار يده و رجله، وتضاعف آلام ذلك على جسمه النحيف مع الكبر في السن، حسب بعض الأستاذة المقربين من العائلة".. على حد تعبير المتدخل من قسنطينة.
بعدها أحيلت الكلمة ، لكتب هذه السطور، لقراءة ومناقشة أحد أزهر و أبلغ المواضيع المحببة لقلب الأستاذ المرحوم عبد الحق بن باديس، في تاريخ العلامة بن باديس، حسب بعض الاخوة العاملين في مؤسسة بن باديس، الا و هو موضوع المحاضرة التاريخية للعلامة بن باديس، عن فلسفة الحياة بعنوان: لمن أعيش؟ المعروفة من طرف جل الدارسين لفكر جمعية العلماء ومؤسسها الأول، و كان رد الإمام العلامة بن باديس رحمه الله، أيامها، "أعيش للإسلام و الجزائر."
محطة مفصلية من تاريخ الجزائر:
من المواقف التاريخية في حياة جمعية العلماء و مؤسسها الأول، كلمات بسيطة ولكنها شديدة العمق شديدة القوة. كلمات الشيخ ابن باديس في خطابه الذي ألقاه في الثلاثينيات من القرن الماضي، في نادي الترقي. وقد عبر فيه عن كل ما يبحث عنه المسلم الساعي إلى الدعوة و الإصلاح إذ تعد بحق - حسب المؤرخين - محطة مفصلية من تاريخ الجزائر عموما و الاستعمار خصوصا، و هذا نصها في مجمله، كما هو:
لمن أعيش أو فلسفة الحياة:
ابن باديس يخاطب أصحابه بهذه الحكم، قائلا :
أيها الإخوة،
ينبغي لكل قوم جمَعهم عملٌ أن يفهمَ بعضُهم بعضًا، كما ينبغي أن يفهموا العمل الذي هم متعاونون عليه؛ ليكونوا في سيرهم على بصيرة من أنفسهم وعملهم، فقد يجتمعُ قوم على عمل مع اختلاف منازعهم فيأخذ كل واحد يجذب إلى ناحية فتقع الخصومة ما بينهم وينقطع حبل عملهم، وربما انتهى بهم الأمر إلى افتراق وعدوان، ولو أنهم في أول الأمر تفاهموا، لما تخاصموا..
فنحن – أيها الإخوة – الذين اجتمعنا على “التربية والتعليم” مِن مُعلِّم ومتعلم يجب علينا أن يفهم بعضنا بعضًا، والمعلمُ هو الذي يجب أن يفهمه المتعلّمون ويُفهمهم هو في نفسه؛ لأنه هو الذي انتصبَ ليبثَّ فيهم أفكارًا وأخلاقًا وآدابًا، وهو مؤثر عليهم أثرًا ما لا محالة، فمن واجب نصحه لهم أن يفهمه في نفسه، لينظروا في قبول التأثر به فيستمرون معه، وعدم قبوله فيفارقونه، وليكون من قبلوا واستمروا مجتمعين على شيء قد فهموه واتفقوا على البقاء فيه والتعاون عليه.
وأنا أظن نفسي مفهومًا عند من يتصلون بي مثلكم، ولو كان ذلك في زمن قليل؛ لأنني ما فتئت أعلن عن فكرتي التي أعيش لها وغايتي التي أسعى إليها في كل مناسبة .
واليوم - وقد كان تباين ما في بعض من يتصلون بي- رأيت من الواجب أن ألقي عليكم هذا البيان مختصرًا في سؤال وجواب ثم أقَفّي عليه بشيء من الشرح والتفصيل :
سؤال: لمن أعيش أنا؟
جواب: أعيش للإسلام و الجزائر
قد يقول قائل: إنّ هذا ضيق في النظر، وتعصّب للنفس، وقصور في العمل، وتقصير في النفع، فليس الإسلام وحده دينًا للبشرية، ولا الجزائر وحدها وطن الإنسان، ولأَوطان الإنسانية كلها حق على كل واحد من أبناء الإنسانية، ولكل دين من أديانها حقه من الاحترام.
فأقول: نعم إن خدمة الإنسانية في جميع شعوبها، والحدب عليها في جميع أوطانها، واحترامها في جميع مظاهر تفكيرها ونزعاتها، هو ما نقصده ونرمي إليه، ونعمل على تربيتنا وتربية من إلينا عليه، ولكن هذه الدائرة الإنسانية الواسعة ليس من السهل التوصل إلى خدمتها مباشرة ونفعها دون واسطة، فوجب التفكير في الوسائل الموصلة إلى تحقيق هذه الخدمة وإيصال هذا النفع
ونحن لما نظرنا في الإسلام وجدناه الدين الذي يحترم الإنسانية في جميع أجناسها فيقول:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}، ويقررُ التساوي والأخُوة بين جميع تلك الأجناس، ويُبَيّن أنهم كانوا أجناسًا للتمييز لا للتفضيل، وأن التفاضل بالأعمال الصالحة فقط فيقول:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
ويدعو تلك الأجناس كلها إلى التعاطف والتراحم بما يجمعها من وحدة الأصل ووشائج القرابة القريبة والبعيدة فيقول:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ}.
الإسلام دين الإنسانية جمعاء، يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ للجميع:
ويقرر التضامن الإنساني العام بأنَّ الإحسان إلى واحد إحسان إلى الجميع، والإساءة إلى واحد إساءة إلى الجميع، فيقول:{مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}، ويعترف بالأديان الأخرى ويحترمها ويسلِّم أمر التصرف فيها لأهلها فيقول:{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، ويقرر شرائع الأمم ويهون عليها شأن الاختلاف ويدعوها كلها إلى التسابق في الخيرات فيقول:{لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}، ويأمر بالعدل العام مع العدو والصديق فيقول:{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا}، ويحرّم الاعتداء تحريمًا عامًا على البغيض والحبيب فيقول:{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا}، ويأمر بالإحسان العام فيقول:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ}. ويأمر بحسن التخاطب العام فيقول:{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}.
فلما عرفنا هذا وأكثر من هذا في الإسلام - وهو الدين الذي فطرنا عليه الله بفضله- علمنا أنه دين الإنسانية الذي لا نجاة لها ولا سعادة إلا به، وأن خدمتها لا تكون إلا على أصوله، وأن إيصال النفع إليها لا يكون إلا من طريقه، فعاهدنا الله على أن نقف حياتنا على خدمته ونشر هدايته، وخدمة كل ما هو بسبيله ومن ناحيته. فإذا عشت له فإني أعيش للإنسانية لخيرها وسعادتها، في جميع أجناسها وأوطانها، وفي جميع مظاهر عاطفتها وتفكيرها، وما كنا لنكون هكذا إلا بالإسلام الذي ندين به ونعيش له ونعمل من أجله. فهذا – أيها الإخوان – معنى قولي:« إنني أعيش للإسلام».
ما معنى أن يعيش الإنسان لوطنه ؟ :
أما الجزائر فهي وطني الخاص الذي تربطني بأهله روابط من الماضي والحاضر والمستقبل بوجه خاص، وتفرض عليَّ تلك الروابط لأجله - كجزء منه- فروضًا خاصة، وأنا أشعر بأن كل مقوماتي الشخصية مستمدة منه مباشرة، فأرى من الواجب أن تكون خدماتي أول ما تتصل بشيء تتصل به مباشرة.
وكما أنني كلّما أردتُ أن أعمل عملاً وجدتني في حاجة إليه: إلى رجاله وإلى ماله وإلى حاله وإلى آلامه وإلى آماله، كذلك أجدني إذا عملتُ قد خدمتُ بعملي ناحية أو أكثر مما كنتُ في حاجة إليه. هكذا هذا الاتصال المباشر أجده بيني وبين وطني الخاص في كل حال وفي جميع الأعمال. وأحسب أن كل ابن وطن يعمل لوطنه لابد أن يجد نفسه مع وطنه الخاص في مثل هذه المباشرة وهذا الاتصال.
نعم إن لنا وراء هذا الوطن الخاص أوطانا أخرى عزيزة علينا هي دائما منا على بال، ونحن فيما نعمل لوطننا الخاص نعتقد أنه لابد أن نكون قد خدمناها، وأوصلنا إليها النفع والخير من طريق خدمتنا لوطننا الخاص
وأقرب هذه الأوطان إلينا هو المغرب الأدنى والمغرب الأقصى اللذان ما هما والمغرب الأوسط إلا وطن واحد؛ لغة وعقيدة وآدابًا وأخلاقًا وتاريخًا ومصلحة، ثم الوطن العربي والإسلامي، ثم وطن الإنسانية العام.
ولن نستطيع أن نؤدي خدمة مثمرة لشيء من هذه كلها إلا إذا خدمنا الجزائر
من ضيَّع بيته فهو لما سواها أضيع :
وما مثلنا في وطننا الخاص – وكل ذي وطن خاص – إلا كمثل جماعة ذوي بيوت من قرية واحدة، فبخدمة كل واحد لبيته تتكون من مجموع البيوت قرية سعيدة راقية، ومن ضيَّع بيته فهو لما سواها أضيع، وبقدر قيام كل واحد بأمر بيته تترقى القرية وتسعد، وبقدر إهمال كل واحد لبيته تشقى القرية وتنحطّ. فنحن إذا كنا نخدم الجزائر فلسنا نخدمها على حساب غيرها ولا للإضرار بسواها - معاذ الله - ولكن لننفعها وننفع ما اتصل بها من أوطانٍ الأقرب فالأقرب
هذا – أيها الإخوان – هو مرادي، بقولي:« أنني أعيش للجزائر».
والآن – أيها الإخوان – وقد “ فهمتموني وعرفتم سموّ فكرة العيش للإسلام والجزائر، فهل تعيشون مثلي للإسلام والجزائر؟.
نعم!، نعم!، بصوت واحد.
فلنقل كلنا: ليحيا الإسلام!، لتحيا الجزائر .
بهذه الجمل العميقة، تنتهي قراءة النص الكامل كما كتبه العلامة بن باديس، ليفسح المجال، للمناقشة في بضع دقائق، على أن يضبط موعد بين الحضور للعودة الى مناقشتها في موعد لم يحدد بعد !!
كما أعلن عن صلاة الغائب وكلمات ترحم بعد صلاة الجمعة 12 ماي 2023 في بعض مساجدنا في أوروبا.
تعزية لعائلة المرحوم الصغيرة و الكبيرة:
واختتمت الندوة بتعزية قدمها الحاضرون باسم جالينا في أوروبا، لعائلة المرحوم الصغيرة والكبيرة (*)، جاء فيها على الخصوص:" بمناسبة هذا المصاب الجلل يتضرع الإخوة والاخوات، من طلبة وأساتذة وعمال في أوروبا إلى الله تعالى، بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يفسح له في جنته، ويلحقه بعباده الصالحين، وأن يرزق عائلته وذويه ومعارفه في الجزائر وخارجها، جميل الصبر والسلوان"
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده والحمد لله على ما أعطى وعلى ما أخذ، و" إنا لله وإنا إليه راجعون".
(*) -عائلته الصغيرة والكبيرة :
الصغيرة :عائلته و جمعية العلماء،
و الكبيرة: الجزائر و الأمة الإسلامية والانسانية قاطبة.