686

0

"أكوما" منصة تهتم بالتصدي لمشكل الاحتباس الحراري في الجزائر

 
 
 
 
أصبح العالم يولي اهتماما كبيرا للاستدامة البيئية وتقليل انبعاث غاز الكربون بهدف حمايتها
 والتقليل من حدة أزمة المناخ المتزايدة التي يشهدها العالم، ويظهر ذلك جليا من خلال توجه الدولة الجزائرية إلى وضع استراتجيات تفعيل دور كل الآليات التي من شأنها أن تساهم في عملية التحول نحو الإقتصاد الأخضر.
 
 
نزيهة سعودي 
 
 
كما تعد المؤسسات الناشئة من بين أهم الآليات التي تلقت دعما من قبل الدولة، لاسيما بعد أن توجهت هي الأخرى  نحو اكتساب اللون الأخضر والالتحاق بالمساهمة في تحقيق النمو الأخضر والتنمية البيئية من أجل المشاركة في الوصول إلى كوكب أكثر إخضرارا. 
 
يرتكز نشاط المؤسسات الناشئة الخضراء على ابتكار التكنولوجيا التي تعزز الاستدامة البيئية والحد من انبعاث غاز الكربون والتقليل من التحديات التي تفرضها تغييرات المناخ، مما ينتج عروض لمنتجات تدعم البيئة الخضراء وتوفر مناصب شغل خضراء، إلا أن هذه الشركات الناشئة تواجه العديد من المشاكل التمويلية التي لا تمكنها من تحقيق غايتها.
 
في هذا الصدد و دائما في مجال المؤسسات الناشئة الناشطة في الإقتصاد الأخضر التقت بركة نيوز بـ إيمان ڨواوي و سي محمد سليماني ريان طلبة متخرجين من جامعة باب الزوار مختصين في الهندسة الإلكترونية من ولاية الجزائر، تأسست شركتهم الناشىة في أكتوبر 2022  و تعد فكرة المشروع الذي يحمله الطالبان في مذكرة تخرجهما، ففي ظل ظاهرة الاحتباس الحراري باشر الطالبان في البحث عن المشاريع التي لها تأثير إيجابي على البيئة و من هنا جاءت فكرة AKOMA و هي عبارة عن منصة إلكترونية بإمكانها الدعم في التقليل من مشكل الاحتباس الحراري الذي تشهده البلاد، ويمكن للمنصة حساب كمية استهلاك الكربون خلال سنة في الحياة الطبيعة للفرد من خلال الهواتف السيارات الحواسب و غيرها.
 
 
تعويض إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون بغرس الأشجار و المرجان 
 
 
أول مهمة لمنصة AKOMA هي السماح للأشخاص و المؤسسات بتقييم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، فبعد ملاحظتهم بأن الجزائر تعرف نقص كبير من جهة الأدوات التي تقيم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تم التفكير في المشروع، من أجل معالجة هذه الإشكالية تقترح المنصة جانبين الأول هو كيفية خفض استهلاك هذه الانبعاثات  و تعويضها بغرس المرجان و الأشجار، و كذا تطوير آداة لتقييم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن نشاطات الأشخاص.
 
 
وجد أصحاب الفكرة بالتنسيق مع حاضنة الأعمال Tuc to hup بأن الانسان يتحمل مسؤولية كبيرة اتجاه الطبيعة فمن الضروري تغيير نمط العيش، و لكن العديد منهم لم يصل لذلك المستوى لتغيير طريقة عيشهم، اقترحت هذه الفكرة لاعتدال انبعاثات الكربون على مستوى الأرض، أول نشاط أطلقه المشروع هي تقييم هذه الانبعاثات لمؤسستهم عن طريق غرسهم للأشجار كمثال يقتدي به المواطنين.
 
جهاز لمراقبة المرجان في البحر
 
الجانب الثاني التكنولوجي الذي عمل عليه الفريق هو الجهاز أو الأداة التي تسمح بمراقبة و معاينة المرجان في البحر خاصة و أن هذه التقنية صعبة جدا، رغم ذلك ابتكر الطالبان مع فريق العمل وسيلة لمراقبة ذلك المرجان  لمنح الثقة أكثر للزبائن من خلال دليل للاعتناء به داخل البحر، تم تطوير هذا الجهاز وهو أنبوب إلكتروني يحتوي على كاميرا وعدة مؤشرات أخرى منها درجة الحرارة و مستوى ال PH بإمكانه أخذ صورة المرجان، إضافة إلى جانب الذكاء الاصطناعي الذي يرى الصورة و يقارنها مع عدة صور في البيانات ليبين صحة المرجان طبقا للونه. 
 
حسب ما صرح به الطالبان لموقع بركة نيوز فإن عوامل كثيرة تؤثر على حياة المرجان في البحر خاصة منها تغير درجة الحرارة والتلوث، فالتغيرات المناخية التي يشهدها البحر الأبيض المتوسط بما أنه من البحار التي ستتأثر بالتغيرات المناخية وهذا سيؤدي إلى معاناة المرجان وموته، لذلك ينبغي تتبع جميع هذه المعطيات سواء درجة الحرارة أو حموضة البحر، وهذا الجهاز المبتكر يضمن سلامة المرجان عن طريق تفقده، كما يهدف أصحاب المشروع على المستوى البعيد إلى تطوير مرجان بإمكانه تحمل التغيرات المناخية التي تطرأ على البحر. 
 
توعية المجتمع بالسلوكيات والمظاهر السلبية تجاه البيئة
 
 يواجه المشروع  تحديات تكنولوجية فغرس المرجان في البحر جد صعب إضافة إلى مشكل غلاءه و أحيانا عدم وجود المركبات الإلكترونية مثل البطاريات، ، كما تلقى المشروع صعوبات في إخراج المنتوج بحد ذاته إلى السوق الوطني، إضافة إلى عدم وعي المجتمع بأهمية الفكرة وكذا بسلبيات الاحتباس الحراري ومخاطره. 
 
ويسعى مؤسسي الشركة الناشئة "AKOMA" إيمان و ريان إلى تحقيق جملة من الطموحات أولها توعية المجتمع بأهمية مثل هذه المنصات و العمل بها بصفة طبيعية، و من هنا يقول ريان "لو نستفيد من دعم مادي من طرف السلطات المعنية يمكننا تطوير و ابتكار أمور أخرى تساعدنا لمتابعة صحة الأشجار التي نغرسها و إطلاق مشروعنا لاستعماله في السوق العالمي". 
 
 شارك المشروع في عدة برامج منها برنامج prix pierre castel و l'académie des talents، كما سيشارك في مشروع "نبتة" ، حيث أكدت إيمان ڨواوي أنهم لاحظوا تفاعل إيجابي و كبير من قبل الخبراء و المواطنين   هذا ما يحفزهم على تحسيس المجتمع و نشر الوعي و اليقضة أكثر من المظاهر و السلوكيات السلبية، أما عن أهم عوامل نجاح مؤسسة ناشئة حسبهما يتمثل في تكامل فريق العمل و انسجامه أهم نقطة و اتفاقه نحو هدف واحد ليصنع تجربة ناجحة و يطورها بسرعة ليتم تسويق المنتوج بنجاح.
 
الجزائر تشجع أصحاب المشاريع الصغيرة 
 
يتكون الفريق من 10 أعضاء من بينهم 2 مؤسسين و أصحاب الفكرة، إضافة إلى الفريق المنظم و فريق التطوير كلهم متخرجين حديثا من الجامعة و حاليا الفكرة في طريق النمو، إضافة إلى  الخبراء اللذين يؤطرون عمل الفريق مختصين في الزراعة و البيئة مع فريق حاضنة الأعمال Tuc to hup، و في الأخير وجه الشباب نصيحة لكل شاب حامل فكرة صغيرة أنه  بإمكانها حل مشكل في الحياة بضرورة الشروع في تجسيدها و التقدم إلى حاضنة أعمال لتصبح شركة ناشئة، خاصة أن الجزائر حاليا تشجع على الاستثمار في عدة مجالات وكذا عدم التردد في طلب التوجيه. 
 
 
 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services