195

0

الملتقى الوطني "التحولات الشعرية "...لقاء فرسان الكلمة وملوك الابداع

احتضن طبعته الاولى  بيت الشعر مكتب عين وسارة

رصدها ،الكاتب الجزائري :سعدي صباح

عرف الملتقى الوطني  الموسوم ب"التحولات الشعرية" الذي نظمه بيت الشعر الجزائري مكتب عين وسارة المنتدبة ،بالتنسيق مع المكتبة الرئيسة للمطالعة  العمومية " جمال الدين بن ساعد"  وتمت  أشغاله بمكتبة المطالعة العمومية "امحمد الرخاء"  بعين وسارة ،حضور لافت من شعراء و مبدعين و مهتمين بالمجال الثقافي. شكّل هذا الملتقى محطة معرفية مهمة لقراءة المشهد الشعري الجزائري في تحوّلاته الجمالية والفكرية.

تنوّعت المداخلات بين التأصيل النظري والتحليل النقدي، ما أتاح للمتابعين فرصة الوقوف على مسارات التطور الشعري، وتفاعل النص مع أسئلته الراهنة، في ظل تحولات اجتماعية وثقافية مركبة.  

وكان الحدث  قد استضاف على مدار يومين وجوها بارزة  في الساحة  الأدبية الجزائرية ، نذكر على سبيل المثال لا الحصر ،البروفيسور حبيب مونسي ،والشاعر سليمان جوادي ،والناقد  الدكتور  عبد القادر رابحي ، والدكتور الشاعر ضيف الله بشير ، والناقد ڨلولي بن ساعد , مما أضفى عليه طابعاً فكرياً غنياً وحيوياً ، وقد تناولت المداخلات تحولات اللغة والصورة والإيقاع كتشكيل ثلاثي فارق بين التجارب الإبداعية والتأثيرات الاجتماعية والسياسية على التجربة الشعرية الجزائرية.

برزت نقاشات حول الانتقال من القصيدة العمودية إلى قصيدة النثر، وتجليات الحداثة في النصوص الشعرية المعاصرة. كما أثيرت قضايا تتعلق بالهوية، واللغة، والموروث الثقافي، وكيفية تفاعل الشعر مع هذه الرهانات.

 تميز الملتقى بطرح إشكاليات عميقة تعكس حاجة الشعر إلى التجديد دون التفريط في الأصالة، الحضور كان لافتاً من مختلف جهات الوطن، ما عكس الاهتمام المتزايد بالشعر كمجال إبداعي وثقافي، كما برزت في الأوراق المقدّمة أصوات نقدية واعية من طرف دكاترة في المجال الأدبي ،  وحرصت على ربط الشعرية الجزائرية بسياقاتها العربية والكونية، دون أن تغفل خصوصيتها التاريخية واللغوية.

و في المجمل كان الملتقى منصة مهمة لإعادة قراءة الشعرية الجزائرية برؤية نقدية حديثة ومعايزة تجارب جديدة تستحق التنويه والإشادة وكمثال نذكر الشاعرين الشابين صدام بوعزيز وخالد لوناس،  كما كان الملتقى ،فرصة للحوار بين الأجيال الشعرية المختلفة، وساهم في إعادة طرح أسئلة جوهرية حول وظيفة الشعر في المجتمع الجزائري المعاصر،كما انه  لم يكن فقط مناسبة للتناظر الفكري، بل كان أيضًا مساحة حوار حيّ بين أجيال من الشعراء كما اسلفنا الذكر  ، ما يمنحه قيمة مضافة في مشروع ثقافي واعد في مدينة الشعراء عين وسارة.

وفي سياق متصل ،شهد الحدث  تقديم مداخلات طرحت إشكاليات الشعرية الجزائرية وأسئلتها العميقة قدمها كل من حبيب مونسي، عبدالقادر رابحي، قلولي بن ساعد، بشير ضيف الله والشيخ شعثان،  مثلما استمتع الجمهور بقراءات شعرية لعدد من الشعراء الجزائريين على غرار الشاعر سليمان جوادي ، محمد خليل عبو ، وكال ببوش، الأخضر فلوس، محمد ميساوي، مي غول، نورالدين رقعي،  عفاف فنوح، عبدالقادر مكاريا، وأحمد عبدالكريم....الخ.

كما دعت لجنة التوصيات في اختتام الملتقى إلى ترسيمه وتنظيمه سنويا.، بما يشكل دفعا للفعل الثقافي بالولاية المنتدبة عين وسارة حضر ناقل الحدث وتابع واستشرف بنجاحه المبهر ،ولما كانت الخاتمة مسكا ،أراد أن يرصد بعض الإنطباعات  من خلال توقيع أسماء وازنة ولها حضور وجوائز وطنية وعربية ودولية ومؤلفات.

قالوا عن الملتقى

يعتبر الدكتور الشاعر رڨاب جمال من جامعة الأغواط  واحد من الذين نوه بأشغال الملتقى وجاء على لسانه  في هذا الخصوص " من خلال دعوتنا لملتقى "تحولات الشعرية الجزائرية" المقام بولاية عين وسارة والذي كان من تنظيم مكتب بيت الشعر ، ومن خلال جلساته الأكاديمية والإبداعية  فإنه يُعد من أبرز الفعاليات الأدبية التي تسلط الضوء على مسار تطور الشعر الجزائري عبر حقبه" .

بينما  ذكر الدكتور الشاعرميساوي محمد ممثل دار الثقافة  عبد الله بن كريو لغواط:"ليس بوسع الورد أن لا يفوح وليس بوسع ولاية عين وسارة أن لا تنجح في تنظيم لقاء كهذا وهي المشبعة بالأسماء الثقافية ذات الخبرة الواسعة في الملتقيات الأدبية وعلى رأسهم الأدباء سليم دراجي وصباح سعدي ومفتاح خافج وبن عزوز عقيل و أبوبكر قرزو وغيرهم من جنود الخفاء بمعية طاقم المكتبة الرئيسية الذي يقوده بنجاح الأستاذ بلقاسم ام الريش تحت مظلة مدير القطاع بالولاية ودعم مدير دار الثقافة ولا أضيف جديدا إذا قلت أن الملتقى كان ناجحا وأنه على رأي سليم دراجي عضو المكتب الوطني لبيت الشعر قد أثث للفعل الثقافي الجاد بعين وسارة التي نشكر إدارتها التي أسهمت في نجاح هذا الملتقى في طبعته الأولى كما نشكر كل من أسهم من بعيد أو قريب في ذلك من منظمين وداعمين ومشاركين ونسأل الله مزيدا من التوفيق في الطبعات القادمة إن شاء الله".

وبدوره قال الشاعر لخضر جويني بيت الشعر الجزائري تبسة :"بكلّ صراحة ملتقى  الولاية المنتدبة عين وسّارة في طبعته الأولى تحولات الشعرية الجزائرية الذي نظمه  المكتب الولائي لبيت الشعر الجزائري  بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية  للمطالعة العمومية بالجلفة وبإشراف مديرية الثقافة والفنون لولاية الجلفة كان عرسا ثقافيا بامتياز  من حيث التنظيم،وحسن الاستقبال ،عشنا فيه جوا ابداعيا راقيا وفي ذات الجانب ،كان انطباع الشاعر خالد لوناس  مؤيدا لمن سبقه الا أنه أضاف " التحية والاجلال لبيت الشعر الجزائري  أعضاء المكتب الوطني وأعضاء المكتب المحلي ،وتحية إكبار للمشرفين على المؤسسات الثقافية بالجلفة وعين وسارة والجمعيات وكل الفاعلين الثقافيين وممثلي الاسرة  والإعلامية ،والجمعيات ورجال الأعمال الذين ساهموا في إنجاح هذا الملتقى ,ولكل من خضر و شارك لكم مني اسمى عبارات التحايا والامتنان" .

كما صرحت الروائية  الصاعدة خولة رزيق  جامعة البليدة بان"الملتقى كان فوق مستوى التّطلّعات، ثرًّا بوجود أسماء ثقيلة وازنة؛ من شعراء وأساتذة محاضرين، ونقّاد ودكاترة، زاده بهاءً حسن التّنظيم، أشار فيه المحاضرون في ما طرحوا إلى نقاط غفلنا عنها لم نكن لنهتمّ بها دون تنبيه وتنويه،أمّا القراءات الشّعريّة وعلى اختلافها، كانت ماتعة جامعة لكلّ فنون الشّعر على اختلافها، بين فصيح وملحون، وكلاسيكيّ وحديث، وأثراه حضور الشّعراء من كلّ حدب وصوب إلى عاصمة آل عبد  الرّحمان عين وسّارة...

الشاعر ببوش الوكال عين وسارة "شكرا لبيت الشعر وبالأخص الرائعين سليم دراجي ومفتاح ومجموعته الذي فتحوا صدورهم  لشعراء  الوطن في ملتقاهم الأول  الذي حقق نجاحا  أبهر الحاضرين من مختلف جهات الوطن وأثلج صدورهم ، في كل المجالات،سواء في الإستقبال و التنظيم أو مستوى للشعراء  العالي والعلامة الكاملة لجمهور وسارة المتعطش للشعر".

وكانت نافلة التصريحات على لسان الشاعرة  مي غول  الأغواط، التي افادت "ما أقيم بولاية عين وسارة لم يكن ملتقى للأدب و إنما منتقى بمستوى ما قرئ من قصائد و مداخلات من شعراء حجوا إلى الولاية من ربوع الوطن ، على مرمى يومين ضمّا منتقى الربيع الأدبي الذي نظمه بيت الشعر بالمكتبة الرئيسة كان عرسا ثقافيا بامتياز يؤسس لأعراس أكبر ". وممّا لا بدّ أن يذكر، حضور الباحث التّاريخيّ فشّار، الّذي قرأ علينا من ورقة العزّة والأنفة، وتلا علينا تراتيل آل عبد الرّحمان منذ الأزل، مرقوشًا بالشّعر، وغرس في صدورنا رغبةً جامحةً في استرجاع التّاريخ، وصناعة تاريخ آخر للقادمين، حافلٍ بالمكارم والفضل. كل الشكر والتقدير للقائمين على هذا المولود الثقافي الأول من نوعه.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services