288
0
أبناؤنا والضغط النفسي بسبب كورونا

بقلم الأستاذة فاطمة نايت مسعود
مدربة دولية ومستشارة أسرية تربوية وباحثة
في الكوتشينغ التعليمي والتربية الذكية
تَسبب وباء كورونا في تغييرٍ كبير في روتين حياتنا اليومية، ويتحمل الأطفال وطأة هذا التغيير،حيث تدهورت صحتهم النفسيّة في هذه الفترة خاصة الأطفال الذين فقدوا أحباء لهم توفوا من جَرَّاء المرض، كما نجم عنه الخوف من لمس أي شيء بما في ذلك النقود، والحرمان من التنزه والتدريبات واللعب مع الأقران، والحرمان من الزيارات العائلية ، مما جعلهم يبتعدون عن “المزاج المدرسي”.
وقد تسببت الجائحة في إثارة حالة ذعروالخوف عند الأطفال، ، فزادت الإضطرابات الوجدانية التي تتراوح بين الشعور بالملل والإحباط والتهيج والغضب والاكتئاب والأرق و التبول الليلي، و مع هذه الضغوط النفسية التي فرضتها العزلة في ظل الحجر الصحي، نتج عنها تأخر النمو المعرفي والعاطفي والاجتماعي عند بعض الأطفال ، وهذا ما قد يؤدي إلى ظهور مشاكل سلوكية ونفسية وقد تزيد هذه الضغوط في مرحلة المراهقة من مخاطر الإصابة بالأمراض النفسية كنوبات الهلع و القلق العام ، حيث يتمتع المراهق في هذه المرحلة بقدرة فائقة على سرعة إدراك مظاهر القلق والخوف البادية على ملامح آبائهم أو أقربائهم ، وقد يقلقون لقلق آبائهم سواء خوفا من المرض أو من فقدان الأقارب و من يحبون أو بسبب ضغوط العزل المنزلي، التي تفرضها قواعد الحجر الصحي على الأطفال المخالطين للمرضى “غالبًا أحد أفراد الأسرة” ،عزل أنفسهم جسديا لفترة من الوقت،فهذا الإجراء يجعل الأطفال يشعرون بالوحدة، وفقدان الدعم الاجتماعي وما يرتبط به من مشاعرالغضب والإحباط والعجز، فيتخيلون سيناريوهات أسوأ بكثير من الواقع مما يتسبب لهم في اضطرابات في النوم و كوابيس و أحيانا يلجئون إلى التمرد أو العدوانية كوسيلة للتعبير عن المخاوف .
وقد يظن بعض الأطفال أنهم هم المتسببون في إصابة أحد أفراد العائلة بالمرض أو الوفاة نتيجة لعدم أخذ الحيطة و الحذر، فيلقون باللوم على أنفسهم ويزدادون سوءا ، وإذا أُهملت هذه المشاكل سيصبح علاجها عسيرا في المراحل العمرية اللاحقة لهذا ننصح أولياء الأمور بالحفاظ على هدوئهم واتّزانهم، إذ غالبًا ما يمتصّ الأطفال عواطف الكبار من حولهم، بما في ذلك آباؤهم ومعلّموهم. و من المهم أن يتمكّنوا من إدارة مشاعرهم جيدا وأن يظلّوا هادئين، وأن يستمعوا إلى مخاوف أبنائهم كما يجب تدريبهم على التّعامل مع الضّغوط النفسيّة بمرونة للحدّ من التوتر.