610

0

"دخان حنين" ...ديوان للشاعر العصامي علاق عبد المجيد يختصر محاولات وتجارب دامت أكثر من 17 عام

الشعرنوع من أنواع الفن اللغوي الراقي الذي يستعين بالصورة المجازية في إيصال المعنى وتجسيد الرؤى ،فنجد الشاعر يستعين بقلمه للهروب من ضجيج العالم، وتناقضات المجتمع، ليعبرعن ما يختلج مشاعره ويحرك أفكاره، و حول هذا الجنوح  كان لنا حوار مع الشاعر عبد المجيد علاق، الذي يشغل رئيس فرع إتحاد الكتاب الجزائيين لولاية أم البواقي، للحديث عن منتوجه الشعري وبداياته الأدبية.

شيماء منصور بوناب

  ولاية أم البواقي التي كانت منبر الفكر و الابداع لدى الشاعر عبد المجيد علاق، فهي الوجهة و المسقط الذي احتضن خلجاته و ضم أفكاره و نسج بداياته متأثرا بأخته و أخوه رحمة الله عليه، فهما كانا السبيل المرشد لعالم الكتابة و الأدب، وعلى غرار كل من يرتشف من عالم الكتابة، فالمطالعة و القراءة  تعتبر الخطوة الأولى نحو الإبداع الفكري ، تأثرالشاعر بأسماء بارزة في عالم الأدب  كالعقاد و طه حسين وغيرهما ممن استقى منهم الحكمة و الدراية التي أهلته للمجازفة بالقلم الهاوي شعرا و نثرا.

 وفي هذا الصدد يصرح قائلا "المداومة على القراءة منذ الصغر كشف الغطاء عن رغباتي و هوايتي في كتابة دواوين الشعر التي انطلقت منها كهاوي متمرد يعشق القلم و الحروف التي تضاربت معانيها في نظمي الشعرية العمودية و النثرية ، ولعل أحبها إلي كان في الشعر الحر الذي يعتبر وجهتي في التعبير و الفصح عن ما يؤرق بالي و تفكيري ".

وبحكم التجريب و المحاولة الدؤوبة في خلق التميز و الانفراد، يقول محدثنا أنه تعلم الأوزان و القافية و العروض و الرمز رغبة في استكمال تكوينه العصامي ، فاتخذ من توظيف الصورة الشعرية بمعانيها المتجذرة في عمق المقصد و الغاية الشعرية ،عنوان متكامل الرِؤى من حيث الصيغة الجمالية و المجازية التي كانت الأساس في كلا كتابيه " دخان الحنين" و "منطقة درويش ".

محاولات و تجارب شعرية وثقت معالم الفن

 وبالعودة لمؤلفاته يشير علاق لكتابه "منطقة درويش " الذي بنى أفكاره وجسد معانيه ، تأثرا بالفيلسوف و الشاعر الإيراني "فريد العطار" في منطقة الطير، الذي دفعه لتوظيف الصورة الصوفية بمعانيها الراقية التي يعجز عن فهمها جيل اليوم لربما لافتقارهم للحس المعرفي و الذوق الفكري المتزن الذي يعايش الواقع الإبداعي بدلالات حضارية ثقافية تشبع الفضول و تروي النفوس الذواقة.

وتحت عنوان "دخان حنين" الذي يعالج شغف الصبا و شقاوته ،ينوه ذات الشاعر إلى كونه المنطلق نحو توثيق الأرشيف الفني الذي جاهد في لم أوراقه لمدة سبعة عشرة سنة من المحاولة و التجريب الذي كلل أخيرا بالطبع بعد تفكير حثيث حسم أمره سنة 2022 تحت لواء دار العكاظية للنشر و التوزيع .

الأدب و الشعر بين رهانات الرقمنة و العولمة

وفي تقييمه للكتابة و الابداع الجزائري ، يوضح ذات المتحدث أن التقييم الفني لا يبنى على أساس السن و الخبرة إنما بالقلم المبدع الذي يجعل من الكاتب متميزا بأسلوبه و مضامينه .

أما بالنسبة للكتابات الشعرية في الجزائر فنحن نشهد قفزة نوعية لم تعهد من قبل نظرا للإقبال الكبير عليها من طرف الشباب ، ومع ذلك فإن الإعلام الثقافي لازال محتكرا في مناطق على حساب أخرى لاعتبارات لا تعرف مبدأ و لا هدف .

وفي ختام لقائنا وجه الشاعر علاق كلمة للشباب الهاوي للكتابة قائلا "لا يكفي أن تكون شاعرا فقط بل موهوبا و مبدعا أيضا" . خاصة بما أننا في زمن العولمة و الرقمنة التي أخذت من الشاعر و الكاتب فرصته لتجريب الابداع اليدوي الذي يحتك فيه القلم بأطراف الأنامل في طابع فني يساعد على اخراج المكنونات و صب المشاعر على شكل كتابات أدبية و شعرية يتغنى بها الانسان في عزلته عن العالم الخارجي .

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services