134
0
"مبادئ الجزائر".. انجاز دبلوماسي يسهم في تعزيز السلم والأمن الدوليين
صوتت لجنة مكافحة الإرهاب لمجلس الامن الأممي، أمس، بالاجماع على اعتماد وثيقة "مبادئ الجزائر" بشأن تمويل الإرهاب.
ماريا لعجال
أيد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولجنة مكافحة الإرهاب التابعة له لمجموعة من المبادئ التوجيهية التي ستُعرف منذ الآن باسم "المبادئ التوجيهية للجزائر"، وذلك باستخدام التكنولوجيات الحديثة.
فقد اقترحت الجزائر في الوثيقة المعتمدة نهجًا عالميًا يتمحور حول أربع ركائز استراتيجية: تحليل المخاطر الناشئة، تكييف الأطر التنظيمية، تعزيز آليات الكشف، والتقييم المنهجي لفعالية التدابير المتخذة. وتجسد هذا الهيكل الرؤية الجزائرية لتحقيق استجابة متوازنة للتحديات الأمنية المعاصرة.
الخطوة تعتبر إرثًا ملموسًا لعهدة الجزائر في مجلس الأمن، ويمثل إسهامًا تاريخيًا في تعزيز السلم والأمن الدوليين، كما يُضاف إلى النجاحات السابقة خلال فترة عضوية الجزائر في مجلس الأمن،.
الانجاز الدبلوماسي جاء نتيجة عملية تفاوض مكثفة ومضنية استمرت عامًا كاملًا تحت الرئاسة الجزائرية للجنة مكافحة الإرهاب، وقد أسست هذه الجهود إطارًا دوليًا جديدًا لمواجهة التحديات الناجمة عن التطور السريع للتكنولوجيات المالية.
"مبادئ الجزائر" هو ترجمة لعمل شاق وهود جبارة تخللته مشاورات معمقة بين خبراء من دول متعددة، وتطلب تنسيقًا دقيقًا مع الهياكل الوطنية لكل دولة عضو لضمان الانسجام مع المعايير الدولية.
وقد واجه إعداد هذه الوثيقة تحديات كبيرة، تضمنت الوصول إلى حلول وسطية صعبة بشأن العديد من أجزاء النص، لتعكس تنوع وجهات النظر ضمن المجتمع الدولي. ويُظهر هذا النهج، الذي اتسم بمستوى تقني رفيع، الجهود المبذولة للتوفيق بين الابتكار الأمني واحترام السيادة الوطنية.
كما أبرزت العملية قدرة الجزائر على حشد وتوحيد الجهات الفاعلة الدولية حول مبادئ أساسية، مع الحفاظ على التوازن بين التقدم التكنولوجي والضرورات الأمنية. فالمبادئ التوجيهية تستجيب للقلق المتزايد للمجتمع الدولي بشأن استغلال الجماعات الإرهابية للتكنولوجيات المالية المبتكرة. وتطرح نهجًا شاملًا ومتوازنًا يمكّن من الاستفادة من مزايا التكنولوجيات الحديثة مع تعزيز قدرات الدول على منع ومكافحة إساءة استخدامها لأغراض إرهابية. ويعتبر إدراج اسم الجزائر عبر مبادئ وثائق رسمية لمجلس الأمن يُكرّس التزام الجزائر الدائم بمكافحة الإرهاب ودورها القيادي في هذا المجال، واعتزازا يستذكر به الجزائر في مجلس الأمن وفي المحافل الدولية ذات الصلة.